تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 1
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

بَابٌ فِی شَأْنِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ تَفْسِیرِهَا

1- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَرِیشِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی ع قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع بَیْنَا أَبِی ع یَطُوفُ بِالْکَعْبَةِ إِذَا رَجُلٌ مُعْتَجِرٌ قَدْ قُیِّضَ لَهُ
الکافی ج : 1 ص : 243
فَقَطَعَ عَلَیْهِ أُسْبُوعَهُ حَتَّی أَدْخَلَهُ إِلَی دَارٍ جَنْبَ الصَّفَا فَأَرْسَلَ إِلَیَّ فَکُنَّا ثَلَاثَةً فَقَالَ مَرْحَباً یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِی وَ قَالَ بَارَکَ اللَّهُ فِیکَ یَا أَمِینَ اللَّهِ بَعْدَ آبَائِهِ یَا أَبَا جَعْفَرٍ إِنْ شِئْتَ فَأَخْبِرْنِی وَ إِنْ شِئْتَ فَأَخْبَرْتُکَ وَ إِنْ شِئْتَ سَلْنِی وَ إِنْ شِئْتَ سَأَلْتُکَ وَ إِنْ شِئْتَ فَاصْدُقْنِی وَ إِنْ شِئْتَ صَدَقْتُکَ قَالَ کُلَّ ذَلِکَ أَشَاءُ قَالَ فَإِیَّاکَ أَنْ یَنْطِقَ لِسَانُکَ عِنْدَ مَسْأَلَتِی بِأَمْرٍ تُضْمِرُ لِی غَیْرَهُ قَالَ إِنَّمَا یَفْعَلُ ذَلِکَ مَنْ فِی قَلْبِهِ عِلْمَانِ یُخَالِفُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَبَی أَنْ یَکُونَ لَهُ عِلْمٌ فِیهِ اخْتِلَافٌ قَالَ هَذِهِ مَسْأَلَتِی وَ قَدْ فَسَّرْتَ طَرَفاً مِنْهَا أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الْعِلْمِ الَّذِی لَیْسَ فِیهِ اخْتِلَافٌ مَنْ یَعْلَمُهُ قَالَ أَمَّا جُمْلَةُ الْعِلْمِ فَعِنْدَ اللَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ وَ أَمَّا مَا لَا بُدَّ لِلْعِبَادِ مِنْهُ فَعِنْدَ الْأَوْصِیَاءِ قَالَ فَفَتَحَ الرَّجُلُ عَجِیرَتَهُ وَ اسْتَوَی جَالِساً وَ تَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَ قَالَ هَذِهِ أَرَدْتُ وَ لَهَا أَتَیْتُ زَعَمْتَ أَنَّ عِلْمَ مَا لَا اخْتِلَافَ فِیهِ مِنَ الْعِلْمِ عِنْدَ الْأَوْصِیَاءِ فَکَیْفَ یَعْلَمُونَهُ قَالَ کَمَا کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَعْلَمُهُ إِلَّا أَنَّهُمْ لَا یَرَوْنَ مَا کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَرَی لِأَنَّهُ کَانَ نَبِیّاً وَ هُمْ مُحَدَّثُونَ وَ أَنَّهُ کَانَ یَفِدُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَیَسْمَعُ الْوَحْیَ وَ هُمْ لَا یَسْمَعُونَ فَقَالَ صَدَقْتَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ سَ‏آتِیکَ بِمَسْأَلَةٍ صَعْبَةٍ أَخْبِرْنِی عَنْ هَذَا الْعِلْمِ مَا لَهُ لَا یَظْهَرُ کَمَا کَانَ یَظْهَرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ فَضَحِکَ أَبِی ع وَ قَالَ أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُطْلِعَ عَلَی عِلْمِهِ إِلَّا مُمْتَحَناً لِلْإِیمَانِ بِهِ کَمَا قَضَی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ ص أَنْ یَصْبِرَ عَلَی أَذَی قَوْمِهِ وَ لَا یُجَاهِدَهُمْ إِلَّا بِأَمْرِهِ فَکَمْ مِنِ اکْتِتَامٍ قَدِ اکْتَتَمَ بِهِ حَتَّی قِیلَ لَهُ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِکِینَ
الکافی ج : 1 ص : 244
وَ ایْمُ اللَّهِ أَنْ لَوْ صَدَعَ قَبْلَ ذَلِکَ لَکَانَ آمِناً وَ لَکِنَّهُ إِنَّمَا نَظَرَ فِی الطَّاعَةِ وَ خَافَ الْخِلَافَ فَلِذَلِکَ کَفَّ فَوَدِدْتُ أَنَّ عَیْنَکَ تَکُونُ مَعَ مَهْدِیِّ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ الْمَلَائِکَةُ بِسُیُوفِ آلِ دَاوُدَ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ تُعَذِّبُ أَرْوَاحَ الْکَفَرَةِ مِنَ الْأَمْوَاتِ وَ تُلْحِقُ بِهِمْ أَرْوَاحَ أَشْبَاهِهِمْ مِنَ الْأَحْیَاءِ ثُمَّ أَخْرَجَ سَیْفاً ثُمَّ قَالَ هَا إِنَّ هَذَا مِنْهَا قَالَ فَقَالَ أَبِی إِی وَ الَّذِی اصْطَفَی مُحَمَّداً عَلَی الْبَشَرِ قَالَ فَرَدَّ الرَّجُلُ اعْتِجَارَهُ وَ قَالَ أَنَا إِلْیَاسُ مَا سَأَلْتُکَ عَنْ أَمْرِکَ وَ بِی مِنْهُ جَهَالَةٌ غَیْرَ أَنِّی أَحْبَبْتُ أَنْ یَکُونَ هَذَا الْحَدِیثُ قُوَّةً لِأَصْحَابِکَ وَ سَأُخْبِرُکَ بِ‏آیَةٍ أَنْتَ تَعْرِفُهَا إِنْ خَاصَمُوا بِهَا فَلَجُوا

الکافی ج : 1 ص : 245
قَالَ فَقَالَ لَهُ أَبِی إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُکَ بِهَا قَالَ قَدْ شِئْتُ قَالَ إِنَّ شِیعَتَنَا إِنْ قَالُوا لِأَهْلِ الْخِلَافِ لَنَا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ لِرَسُولِهِ ص إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ إِلَی آخِرِهَا فَهَلْ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَعْلَمُ مِنَ الْعِلْمِ شَیْئاً لَا یَعْلَمُهُ فِی تِلْکَ اللَّیْلَةِ أَوْ یَأْتِیهِ بِهِ جَبْرَئِیلُ ع فِی غَیْرِهَا فَإِنَّهُمْ سَیَقُولُونَ لَا فَقُلْ لَهُمْ فَهَلْ کَانَ لِمَا عَلِمَ بُدٌّ مِنْ أَنْ یُظْهِرَ فَیَقُولُونَ لَا فَقُلْ لَهُمْ فَهَلْ کَانَ فِیمَا أَظْهَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ اخْتِلَافٌ فَإِنْ قَالُوا لَا فَقُلْ لَهُمْ فَمَنْ حَکَمَ بِحُکْمِ اللَّهِ فِیهِ اخْتِلَافٌ فَهَلْ خَالَفَ رَسُولَ اللَّهِ ص فَیَقُولُونَ نَعَمْ فَإِنْ قَالُوا لَا فَقَدْ نَقَضُوا أَوَّلَ کَلَامِهِمْ فَقُلْ لَهُمْ مَا یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ فَإِنْ قَالُوا مَنِ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ فَقُلْ مَنْ لَا یَخْتَلِفُ فِی عِلْمِهِ فَإِنْ قَالُوا فَمَنْ هُوَ ذَاکَ فَقُلْ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص صَاحِبَ ذَلِکَ فَهَلْ بَلَّغَ أَوْ لَا فَإِنْ قَالُوا قَدْ بَلَّغَ فَقُلْ فَهَلْ مَاتَ ص وَ الْخَلِیفَةُ مِنْ بَعْدِهِ یَعْلَمُ عِلْماً لَیْسَ فِیهِ اخْتِلَافٌ فَإِنْ قَالُوا لَا فَقُلْ إِنَّ خَلِیفَةَ رَسُولِ اللَّهِ ص مُؤَیَّدٌ وَ لَا یَسْتَخْلِفُ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَّا مَنْ یَحْکُمُ بِحُکْمِهِ وَ إِلَّا مَنْ یَکُونُ مِثْلَهُ إِلَّا النُّبُوَّةَ وَ إِنْ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَمْ یَسْتَخْلِفْ فِی عِلْمِهِ أَحَداً فَقَدْ ضَیَّعَ مَنْ فِی أَصْلَابِ الرِّجَالِ مِمَّنْ یَکُونُ بَعْدَهُ فَإِنْ قَالُوا لَکَ فَإِنَّ عِلْمَ رَسُولِ اللَّهِ ص کَانَ مِنَ الْقُرْآنِ فَقُلْ حم. وَ الْکِتابِ الْمُبِینِ. إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةٍ مُبارَکَةٍ إِنَّا کُنَّا مُنْذِرِینَ فِیها إِلَی قَوْلِهِ إِنَّا کُنَّا مُرْسِلِینَ فَإِنْ قَالُوا لَکَ لَا یُرْسِلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا إِلَی نَبِیٍّ فَقُلْ هَذَا الْأَمْرُ الْحَکِیمُ الَّذِی یُفْرَقُ فِیهِ هُوَ مِنَ الْمَلَائِکَةِ وَ الرُّوحِ الَّتِی تَنْزِلُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَی سَمَاءٍ أَوْ مِنْ سَمَاءٍ إِلَی أَرْضٍ فَإِنْ قَالُوا مِنْ سَمَاءٍ إِلَی سَمَاءٍ فَلَیْسَ فِی السَّمَاءِ أَحَدٌ
الکافی ج : 1 ص : 246
یَرْجِعُ مِنْ طَاعَةٍ إِلَی مَعْصِیَةٍ فَإِنْ قَالُوا مِنْ سَمَاءٍ إِلَی أَرْضٍ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ أَحْوَجُ الْخَلْقِ إِلَی ذَلِکَ فَقُلْ فَهَلْ لَهُمْ بُدٌّ مِنْ سَیِّدٍ یَتَحَاکَمُونَ إِلَیْهِ فَإِنْ قَالُوا فَإِنَّ الْخَلِیفَةَ هُوَ حَکَمُهُمْ فَقُلْ اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ إِلَی قَوْلِهِ خالِدُونَ لَعَمْرِی مَا فِی الْأَرْضِ وَ لَا فِی السَّمَاءِ وَلِیٌّ لِلَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ إِلَّا وَ هُوَ مُؤَیَّدٌ وَ مَنْ أُیِّدَ لَمْ یُخْطِ وَ مَا فِی الْأَرْضِ عَدُوٌّ لِلَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ إِلَّا وَ هُوَ مَخْذُولٌ وَ مَنْ خُذِلَ لَمْ یُصِبْ کَمَا أَنَّ الْأَمْرَ لَا بُدَّ مِنْ تَنْزِیلِهِ مِنَ السَّمَاءِ یَحْکُمُ بِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ کَذَلِکَ لَا بُدَّ مِنْ وَالٍ فَإِنْ قَالُوا لَا نَعْرِفُ هَذَا فَقُلْ لَهُمْ قُولُوا مَا أَحْبَبْتُمْ أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ص أَنْ یَتْرُکَ الْعِبَادَ وَ لَا حُجَّةَ عَلَیْهِمْ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع ثُمَّ وَقَفَ فَقَالَ هَاهُنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بَابٌ غَامِضٌ أَ رَأَیْتَ إِنْ قَالُوا حُجَّةُ اللَّهِ الْقُرْآنُ قَالَ إِذَنْ أَقُولَ لَهُمْ إِنَّ الْقُرْآنَ لَیْسَ بِنَاطِقٍ یَأْمُرُ وَ یَنْهَی وَ لَکِنْ لِلْقُرْآنِ أَهْلٌ یَأْمُرُونَ وَ یَنْهَوْنَ وَ أَقُولَ قَدْ عَرَضَتْ لِبَعْضِ أَهْلِ الْأَرْضِ مُصِیبَةٌ مَا هِیَ فِی السُّنَّةِ وَ الْحُکْمِ الَّذِی لَیْسَ فِیهِ اخْتِلَافٌ وَ لَیْسَتْ فِی الْقُرْآنِ أَبَی اللَّهُ لِعِلْمِهِ بِتِلْکَ الْفِتْنَةِ أَنْ تَظْهَرَ فِی الْأَرْضِ وَ لَیْسَ فِی حُکْمِهِ رَادٌّ لَهَا وَ مُفَرِّجٌ عَنْ أَهْلِهَا فَقَالَ هَاهُنَا تَفْلُجُونَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ ذِکْرُهُ قَدْ عَلِمَ بِمَا یُصِیبُ الْخَلْقَ مِنْ مُصِیبَةٍ فِی الْأَرْضِ أَوْ فِی أَنْفُسِهِمْ مِنَ الدِّینِ أَوْ غَیْرِهِ فَوَضَعَ الْقُرْآنَ دَلِیلًا قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ هَلْ تَدْرِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ دَلِیلَ مَا هُوَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع نَعَمْ فِیهِ جُمَلُ الْحُدُودِ وَ تَفْسِیرُهَا عِنْدَ الْحُکْمِ فَقَالَ أَبَی اللَّهُ أَنْ یُصِیبَ عَبْداً بِمُصِیبَةٍ فِی دِینِهِ أَوْ فِی نَفْسِهِ أَوْ فِی مَالِهِ لَیْسَ فِی أَرْضِهِ مِنْ حُکْمِهِ قَاضٍ بِالصَّوَابِ فِی تِلْکَ الْمُصِیبَةِ قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ أَمَّا فِی هَذَا الْبَابِ فَقَدْ فَلَجْتَهُمْ بِحُجَّةٍ إِلَّا أَنْ یَفْتَرِیَ خَصْمُکُمْ عَلَی اللَّهِ فَیَقُولَ لَیْسَ لِلَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ حُجَّةٌ وَ لَکِنْ أَخْبِرْنِی عَنْ تَفْسِیرِ لِکَیْلا تَأْسَوْا عَلی‏ ما فاتَکُمْ مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِیٌّ ع وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاکُمْ قَالَ فِی أَبِی فُلَانٍ وَ أَصْحَابِهِ وَاحِدَةٌ مُقَدِّمَةٌ وَ وَاحِدَةٌ مُؤَخِّرَةٌ لِکَیْلا تَأْسَوْا عَلی‏ ما فاتَکُمْ مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِیٌّ ع وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاکُمْ مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِی عَرَضَتْ لَکُمْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ
الکافی ج : 1 ص : 247
الرَّجُلُ أَشْهَدُ أَنَّکُمْ أَصْحَابُ الْحُکْمِ الَّذِی لَا اخْتِلَافَ فِیهِ ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ وَ ذَهَبَ فَلَمْ أَرَهُ
2- عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ بَیْنَا أَبِی جَالِسٌ وَ عِنْدَهُ نَفَرٌ إِذَا اسْتَضْحَکَ حَتَّی اغْرَوْرَقَتْ عَیْنَاهُ دُمُوعاً ثُمَّ قَالَ هَلْ تَدْرُونَ مَا أَضْحَکَنِی قَالَ فَقَالُوا لَا قَالَ زَعَمَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ مِنَ الَّذِینَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَقُلْتُ لَهُ هَلْ رَأَیْتَ الْمَلَائِکَةَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ تُخْبِرُکَ بِوَلَایَتِهَا لَکَ فِی الدُّنْیَا وَ الْ‏آخِرَةِ مَعَ الْأَمْنِ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْحُزْنِ قَالَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی یَقُولُ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وَ قَدْ دَخَلَ فِی هَذَا جَمِیعُ الْأُمَّةِ فَاسْتَضْحَکْتُ ثُمَّ قُلْتُ صَدَقْتَ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَنْشُدُکَ اللَّهَ هَلْ فِی حُکْمِ اللَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ اخْتِلَافٌ قَالَ فَقَالَ لَا فَقُلْتُ مَا تَرَی فِی رَجُلٍ ضَرَبَ رَجُلًا أَصَابِعَهُ بِالسَّیْفِ حَتَّی سَقَطَتْ ثُمَّ ذَهَبَ وَ أَتَی رَجُلٌ آخَرُ فَأَطَارَ کَفَّهُ فَأُتِیَ بِهِ إِلَیْکَ وَ أَنْتَ قَاضٍ کَیْفَ أَنْتَ صَانِعٌ قَالَ أَقُولُ لِهَذَا الْقَاطِعِ أَعْطِهِ دِیَةَ کَفِّهِ وَ أَقُولُ لِهَذَا الْمَقْطُوعِ صَالِحْهُ عَلَی مَا شِئْتَ وَ ابْعَثْ بِهِ إِلَی ذَوِی عَدْلٍ قُلْتُ جَاءَ الِاخْتِلَافُ فِی حُکْمِ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ وَ نَقَضْتَ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ أَبَی اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ أَنْ یُحْدِثَ فِی خَلْقِهِ شَیْئاً مِنَ الْحُدُودِ وَ لَیْسَ تَفْسِیرُهُ فِی الْأَرْضِ اقْطَعْ قَاطِعَ الْکَفِّ أَصْلًا ثُمَّ أَعْطِهِ دِیَةَ الْأَصَابِعِ هَکَذَا حُکْمُ اللَّهِ لَیْلَةً یَنْزِلُ فِیهَا أَمْرُهُ إِنْ جَحَدْتَهَا بَعْدَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَأَدْخَلَکَ اللَّهُ النَّارَ کَمَا أَعْمَی بَصَرَکَ یَوْمَ جَحَدْتَهَا عَلَی ابْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ فَلِذَلِکَ عَمِیَ بَصَرِی قَالَ وَ مَا عِلْمُکَ بِذَلِکَ فَوَ اللَّهِ إِنْ عَمِیَ بَصَرِی إِلَّا مِنْ صَفْقَةِ جَنَاحِ الْمَلَکِ قَالَ فَاسْتَضْحَکْتُ ثُمَّ تَرَکْتُهُ یَوْمَهُ ذَلِکَ لِسَخَافَةِ عَقْلِهِ ثُمَّ لَقِیتُهُ فَقُلْتُ یَا ابْنَ عَبَّاسٍ مَا تَکَلَّمْتَ بِصِدْقٍ مِثْلِ أَمْسِ قَالَ لَکَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع إِنَّ لَیْلَةَ الْقَدْرِ فِی کُلِّ سَنَةٍ وَ إِنَّهُ یَنْزِلُ فِی تِلْکَ اللَّیْلَةِ أَمْرُ السَّنَةِ وَ إِنَّ لِذَلِکَ الْأَمْرِ وُلَاةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقُلْتَ مَنْ هُمْ فَقَالَ أَنَا وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ صُلْبِی أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ فَقُلْتَ لَا أَرَاهَا کَانَتْ إِلَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فَتَبَدَّی لَکَ الْمَلَکُ الَّذِی یُحَدِّثُهُ فَقَالَ کَذَبْتَ یَا عَبْدَ اللَّهِ رَأَتْ عَیْنَایَ
الکافی ج : 1 ص : 248
الَّذِی حَدَّثَکَ بِهِ عَلِیٌّ وَ لَمْ تَرَهُ عَیْنَاهُ وَ لَکِنْ وَعَی قَلْبُهُ وَ وُقِرَ فِی سَمْعِهِ ثُمَّ صَفَقَکَ بِجَنَاحِهِ فَعَمِیتَ قَالَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَا اخْتَلَفْنَا فِی شَیْ‏ءٍ فَحُکْمُهُ إِلَی اللَّهِ فَقُلْتُ لَهُ فَهَلْ حَکَمَ اللَّهُ فِی حُکْمٍ مِنْ حُکْمِهِ بِأَمْرَیْنِ قَالَ لَا فَقُلْتُ هَاهُنَا هَلَکْتَ وَ أَهْلَکْتَ
3- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ فِیها یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ یَقُولُ یَنْزِلُ فِیهَا کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ وَ الْمُحْکَمُ لَیْسَ بِشَیْئَیْنِ إِنَّمَا هُوَ شَیْ‏ءٌ وَاحِدٌ فَمَنْ حَکَمَ بِمَا لَیْسَ فِیهِ اخْتِلَافٌ فَحُکْمُهُ مِنْ حُکْمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ حَکَمَ بِأَمْرٍ فِیهِ اخْتِلَافٌ فَرَأَی أَنَّهُ مُصِیبٌ فَقَدْ حَکَمَ بِحُکْمِ الطَّاغُوتِ إِنَّهُ لَیَنْزِلُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ إِلَی وَلِیِّ الْأَمْرِ تَفْسِیرُ الْأُمُورِ سَنَةً سَنَةً یُؤْمَرُ فِیهَا فِی أَمْرِ نَفْسِهِ بِکَذَا وَ کَذَا وَ فِی أَمْرِ النَّاسِ بِکَذَا وَ کَذَا وَ إِنَّهُ لَیَحْدُثُ لِوَلِیِّ الْأَمْرِ سِوَی ذَلِکَ کُلَّ یَوْمٍ عِلْمُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَاصُّ وَ الْمَکْنُونُ الْعَجِیبُ الْمَخْزُونُ مِثْلُ مَا یَنْزِلُ فِی تِلْکَ اللَّیْلَةِ مِنَ الْأَمْرِ ثُمَّ قَرَأَ وَ لَوْ أَنَّ ما فِی الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَ الْبَحْرُ یَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ کَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِیزٌ حَکِیمٌ
4- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ یَقُولُ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ صَدَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراکَ ما لَیْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا أَدْرِی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْلَةُ الْقَدْرِ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ لَیْسَ فِیهَا لَیْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ ص وَ هَلْ تَدْرِی لِمَ هِیَ خَیْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قَالَ لَا قَالَ لِأَنَّهَا تَنَزَّلُ فِیهَا الْمَلائِکَةُ وَ الرُّوحُ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ کُلِّ أَمْرٍ وَ إِذَا أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِشَیْ‏ءٍ فَقَدْ رَضِیَهُ سَلامٌ هِیَ حَتَّی مَطْلَعِ الْفَجْرِ یَقُولُ تُسَلِّمُ عَلَیْکَ یَا مُحَمَّدُ مَلَائِکَتِی وَ رُوحِی بِسَلَامِی مِنْ أَوَّلِ مَا یَهْبِطُونَ إِلَی مَطْلَعِ الْفَجْرِ ثُمَّ قَالَ فِی بَعْضِ کِتَابِهِ وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِیبَنَّ الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْکُمْ خَاصَّةً فِی إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ قَالَ فِی بَعْضِ کِتَابِهِ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ
الکافی ج : 1 ص : 249
الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی‏ أَعْقابِکُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلی‏ عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاکِرِینَ یَقُولُ فِی الْ‏آیَةِ الْأُولَی إِنَّ مُحَمَّداً حِینَ یَمُوتُ یَقُولُ أَهْلُ الْخِلَافِ لِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَضَتْ لَیْلَةُ الْقَدْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص فَهَذِهِ فِتْنَةٌ أَصَابَتْهُمْ خَاصَّةً وَ بِهَا ارْتَدُّوا عَلَی أَعْقَابِهِمْ لِأَنَّهُمْ إِنْ قَالُوا لَمْ تَذْهَبْ فَلَا بُدَّ أَنْ یَکُونَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهَا أَمْرٌ وَ إِذَا أَقَرُّوا بِالْأَمْرِ لَمْ یَکُنْ لَهُ مِنْ صَاحِبٍ بُدٌّ
5- وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کَانَ عَلِیٌّ ع کَثِیراً مَا یَقُولُ مَا اجْتَمَعَ التَّیْمِیُّ وَ الْعَدَوِیُّ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ یَقْرَأُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ بِتَخَشُّعٍ وَ بُکَاءٍ فَیَقُولَانِ مَا أَشَدَّ رِقَّتَکَ لِهَذِهِ السُّورَةِ فَیَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ ص لِمَا رَأَتْ عَیْنِی وَ وَعَی قَلْبِی وَ لِمَا یَرَی قَلْبُ هَذَا مِنْ بَعْدِی فَیَقُولَانِ وَ مَا الَّذِی رَأَیْتَ وَ مَا الَّذِی یَرَی قَالَ فَیَکْتُبُ لَهُمَا فِی التُّرَابِ تَنَزَّلُ الْمَلائِکَةُ وَ الرُّوحُ فِیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ کُلِّ أَمْرٍ قَالَ ثُمَّ یَقُولُ هَلْ بَقِیَ شَیْ‏ءٌ بَعْدَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ کُلِّ أَمْرٍ فَیَقُولَانِ لَا فَیَقُولُ هَلْ تَعْلَمَانِ مَنِ الْمُنْزَلُ إِلَیْهِ بِذَلِکَ فَیَقُولَانِ أَنْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَیَقُولُ نَعَمْ فَیَقُولُ هَلْ تَکُونُ لَیْلَةُ الْقَدْرِ مِنْ بَعْدِی فَیَقُولَانِ نَعَمْ قَالَ فَیَقُولُ فَهَلْ یَنْزِلُ ذَلِکَ الْأَمْرُ فِیهَا فَیَقُولَانِ نَعَمْ قَالَ فَیَقُولُ إِلَی مَنْ فَیَقُولَانِ لَا نَدْرِی فَیَأْخُذُ بِرَأْسِی وَ یَقُولُ إِنْ لَمْ تَدْرِیَا فَادْرِیَا هُوَ هَذَا مِنْ بَعْدِی قَالَ فَإِنْ کَانَا لَیَعْرِفَانِ تِلْکَ اللَّیْلَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ شِدَّةِ مَا یُدَاخِلُهُمَا مِنَ الرُّعْبِ
6- وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ خَاصِمُوا بِسُورَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ تَفْلُجُوا فَوَ اللَّهِ إِنَّهَا لَحُجَّةُ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی عَلَی الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ إِنَّهَا لَسَیِّدَةُ دِینِکُمْ وَ إِنَّهَا لَغَایَةُ عِلْمِنَا یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ خَاصِمُوا بِ حم وَ الْکِتابِ الْمُبِینِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِی لَیْلَةٍ مُبارَکَةٍ إِنَّا کُنَّا مُنْذِرِینَ فَإِنَّهَا لِوُلَاةِ الْأَمْرِ خَاصَّةً بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص یَا مَعْشَرَ الشِّیعَةِ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِیها نَذِیرٌ قِیلَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ نَذِیرُهَا مُحَمَّدٌ ص قَالَ صَدَقْتَ فَهَلْ کَانَ نَذِیرٌ وَ هُوَ حَیٌّ مِنَ الْبِعْثَةِ فِی أَقْطَارِ الْأَرْضِ فَقَالَ السَّائِلُ لَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع
الکافی ج : 1 ص : 250
أَ رَأَیْتَ بَعِیثَهُ أَ لَیْسَ نَذِیرَهُ کَمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص فِی بِعْثَتِهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ نَذِیرٌ فَقَالَ بَلَی قَالَ فَکَذَلِکَ لَمْ یَمُتْ مُحَمَّدٌ إِلَّا وَ لَهُ بَعِیثٌ نَذِیرٌ قَالَ فَإِنْ قُلْتُ لَا فَقَدْ ضَیَّعَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ فِی أَصْلَابِ الرِّجَالِ مِنْ أُمَّتِهِ قَالَ وَ مَا یَکْفِیهِمُ الْقُرْآنُ قَالَ بَلَی إِنْ وَجَدُوا لَهُ مُفَسِّراً قَالَ وَ مَا فَسَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ بَلَی قَدْ فَسَّرَهُ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ وَ فَسَّرَ لِلْأُمَّةِ شَأْنَ ذَلِکَ الرَّجُلِ وَ هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع قَالَ السَّائِلُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ کَانَ هَذَا أَمْرٌ خَاصٌّ لَا یَحْتَمِلُهُ الْعَامَّةُ قَالَ أَبَی اللَّهُ أَنْ یُعْبَدَ إِلَّا سِرّاً حَتَّی یَأْتِیَ إِبَّانُ أَجَلِهِ الَّذِی یَظْهَرُ فِیهِ دِینُهُ کَمَا أَنَّهُ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ مَعَ خَدِیجَةَ مُسْتَتِراً حَتَّی أُمِرَ بِالْإِعْلَانِ قَالَ السَّائِلُ یَنْبَغِی لِصَاحِبِ هَذَا الدِّینِ أَنْ یَکْتُمَ قَالَ أَ وَ مَا کَتَمَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع یَوْمَ أَسْلَمَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص حَتَّی ظَهَرَ أَمْرُهُ قَالَ بَلَی قَالَ فَکَذَلِکَ أَمْرُنَا حَتَّی یَبْلُغَ الْکِتَابُ أَجَلَهُ
7- وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ جَلَّ ذِکْرُهُ لَیْلَةَ الْقَدْرِ أَوَّلَ مَا خَلَقَ الدُّنْیَا وَ لَقَدْ خَلَقَ فِیهَا أَوَّلَ نَبِیٍّ یَکُونُ وَ أَوَّلَ وَصِیٍّ یَکُونُ وَ لَقَدْ قَضَی أَنْ یَکُونَ فِی کُلِّ سَنَةٍ لَیْلَةٌ یَهْبِطُ فِیهَا بِتَفْسِیرِ الْأُمُورِ إِلَی مِثْلِهَا مِنَ السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ مَنْ جَحَدَ ذَلِکَ فَقَدْ رَدَّ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِلْمَهُ لِأَنَّهُ لَا یَقُومُ الْأَنْبِیَاءُ وَ الرُّسُلُ وَ الْمُحَدَّثُونَ إِلَّا أَنْ تَکُونَ عَلَیْهِمْ حُجَّةٌ بِمَا یَأْتِیهِمْ فِی تِلْکَ اللَّیْلَةِ مَعَ الْحُجَّةِ الَّتِی یَأْتِیهِمْ بِهَا جَبْرَئِیلُ ع قُلْتُ وَ الْمُحَدَّثُونَ أَیْضاً یَأْتِیهِمْ جَبْرَئِیلُ أَوْ غَیْرُهُ مِنَ الْمَلَائِکَةِ ع قَالَ أَمَّا الْأَنْبِیَاءُ وَ الرُّسُلُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ فَلَا شَکَّ وَ لَا بُدَّ لِمَنْ سِوَاهُمْ مِنْ أَوَّلِ یَوْمٍ خُلِقَتْ فِیهِ الْأَرْضُ إِلَی آخِرِ فَنَاءِ الدُّنْیَا أَنْ تَکُونَ عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ حُجَّةٌ یَنْزِلُ ذَلِکَ فِی تِلْکَ اللَّیْلَةِ إِلَی مَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ وَ ایْمُ اللَّهِ لَقَدْ نَزَلَ الرُّوحُ وَ الْمَلَائِکَةُ بِالْأَمْرِ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ عَلَی آدَمَ وَ ایْمُ اللَّهِ مَا مَاتَ آدَمُ إِلَّا وَ لَهُ وَصِیٌّ وَ کُلُّ مَنْ بَعْدَ آدَمَ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ قَدْ أَتَاهُ الْأَمْرُ فِیهَا وَ وَضَعَ لِوَصِیِّهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ ایْمُ اللَّهِ إِنْ کَانَ النَّبِیُّ لَیُؤْمَرُ فِیمَا یَأْتِیهِ مِنَ الْأَمْرِ فِی تِلْکَ اللَّیْلَةِ مِنْ آدَمَ إِلَی مُحَمَّدٍ ص أَنْ أَوْصِ إِلَی فُلَانٍ وَ لَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی کِتَابِهِ لِوُلَاةِ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ مُحَمَّدٍ ص خَاصَّةً وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ
الکافی ج : 1 ص : 251
کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ إِلَی قَوْلِهِ فَأُولئِکَ هُمُ الْفاسِقُونَ یَقُولُ أَسْتَخْلِفُکُمْ لِعِلْمِی وَ دِینِی وَ عِبَادَتِی بَعْدَ نَبِیِّکُمْ کَمَا اسْتَخْلَفَ وُصَاةَ آدَمَ مِنْ بَعْدِهِ حَتَّی یَبْعَثَ النَّبِیَّ الَّذِی یَلِیهِ یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِکُونَ بِی شَیْئاً یَقُولُ یَعْبُدُونَنِی بِإِیمَانٍ لَا نَبِیَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ ص فَمَنْ قَالَ غَیْرَ ذَلِکَ فَأُولئِکَ هُمُ الْفاسِقُونَ فَقَدْ مَکَّنَ وُلَاةَ الْأَمْرِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ بِالْعِلْمِ وَ نَحْنُ هُمْ فَاسْأَلُونَا فَإِنْ صَدَقْنَاکُمْ فَأَقِرُّوا وَ مَا أَنْتُمْ بِفَاعِلِینَ أَمَّا عِلْمُنَا فَظَاهِرٌ وَ أَمَّا إِبَّانُ أَجَلِنَا الَّذِی یَظْهَرُ فِیهِ الدِّینُ مِنَّا حَتَّی لَا یَکُونَ بَیْنَ النَّاسِ اخْتِلَافٌ فَإِنَّ لَهُ أَجَلًا مِنْ مَمَرِّ اللَّیَالِی وَ الْأَیَّامِ إِذَا أَتَی ظَهَرَ وَ کَانَ الْأَمْرُ وَاحِداً وَ ایْمُ اللَّهِ لَقَدْ قُضِیَ الْأَمْرُ أَنْ لَا یَکُونَ بَیْنَ الْمُؤْمِنِینَ اخْتِلَافٌ وَ لِذَلِکَ جَعَلَهُمْ شُهَدَاءَ عَلَی النَّاسِ لِیَشْهَدَ مُحَمَّدٌ ص عَلَیْنَا وَ لِنَشْهَدَ عَلَی شِیعَتِنَا وَ لِتَشْهَدَ شِیعَتُنَا عَلَی النَّاسِ أَبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَکُونَ فِی حُکْمِهِ اخْتِلَافٌ أَوْ بَیْنَ أَهْلِ عِلْمِهِ تَنَاقُضٌ ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَضْلُ إِیمَانِ الْمُؤْمِنِ بِجُمْلَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ وَ بِتَفْسِیرِهَا عَلَی مَنْ لَیْسَ مِثْلَهُ فِی الْإِیمَانِ بِهَا کَفَضْلِ الْإِنْسَانِ عَلَی الْبَهَائِمِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَیَدْفَعُ بِالْمُؤْمِنِینَ بِهَا عَنِ الْجَاحِدِینَ لَهَا فِی الدُّنْیَا لِکَمَالِ عَذَابِ الْ‏آخِرَةِ لِمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ لَا یَتُوبُ مِنْهُمْ مَا یَدْفَعُ بِالْمُجَاهِدِینَ عَنِ الْقَاعِدِینَ وَ لَا أَعْلَمُ أَنَّ فِی هَذَا الزَّمَانِ جِهَاداً إِلَّا الْحَجَّ وَ الْعُمْرَةَ وَ الْجِوَارَ
8- قَالَ وَ قَالَ رَجُلٌ لِأَبِی جَعْفَرٍ ع یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَا تَغْضَبْ عَلَیَّ قَالَ لِمَا ذَا قَالَ لِمَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَکَ عَنْهُ قَالَ قُلْ قَالَ وَ لَا تَغْضَبُ قَالَ وَ لَا أَغْضَبُ قَالَ أَ رَأَیْتَ قَوْلَکَ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ تَنَزُّلِ الْمَلَائِکَةِ وَ الرُّوحِ فِیهَا إِلَی الْأَوْصِیَاءِ یَأْتُونَهُمْ بِأَمْرٍ لَمْ یَکُنْ رَسُولُ اللَّهِ ص قَدْ عَلِمَهُ أَوْ یَأْتُونَهُمْ بِأَمْرٍ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَعْلَمُهُ وَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مَاتَ وَ لَیْسَ مِنْ عِلْمِهِ شَیْ‏ءٌ إِلَّا وَ عَلِیٌّ ع لَهُ وَاعٍ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع مَا لِی وَ لَکَ أَیُّهَا الرَّجُلُ وَ مَنْ أَدْخَلَکَ عَلَیَّ قَالَ أَدْخَلَنِی عَلَیْکَ الْقَضَاءُ لِطَلَبِ الدِّینِ قَالَ فَافْهَمْ مَا أَقُولُ لَکَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمَّا أُسْرِیَ بِهِ لَمْ یَهْبِطْ حَتَّی أَعْلَمَهُ اللَّهُ جَلَّ ذِکْرُهُ عِلْمَ مَا
الکافی ج : 1 ص : 252
قَدْ کَانَ وَ مَا سَیَکُونُ وَ کَانَ کَثِیرٌ مِنْ عِلْمِهِ ذَلِکَ جُمَلًا یَأْتِی تَفْسِیرُهَا فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ وَ کَذَلِکَ کَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع قَدْ عَلِمَ جُمَلَ الْعِلْمِ وَ یَأْتِی تَفْسِیرُهُ فِی لَیَالِی الْقَدْرِ کَمَا کَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ السَّائِلُ أَ وَ مَا کَانَ فِی الْجُمَّلِ تَفْسِیرٌ قَالَ بَلَی وَ لَکِنَّهُ إِنَّمَا یَأْتِی بِالْأَمْرِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی فِی لَیَالِی الْقَدْرِ إِلَی النَّبِیِّ وَ إِلَی الْأَوْصِیَاءِ افْعَلْ کَذَا وَ کَذَا لِأَمْرٍ قَدْ کَانُوا عَلِمُوهُ أُمِرُوا کَیْفَ یَعْمَلُونَ فِیهِ قُلْتُ فَسِّرْ لِی هَذَا قَالَ لَمْ یَمُتْ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَّا حَافِظاً لِجُمْلَةِ الْعِلْمِ وَ تَفْسِیرِهِ قُلْتُ فَالَّذِی کَانَ یَأْتِیهِ فِی لَیَالِی الْقَدْرِ عِلْمُ مَا هُوَ قَالَ الْأَمْرُ وَ الْیُسْرُ فِیمَا کَانَ قَدْ عَلِمَ قَالَ السَّائِلُ فَمَا یَحْدُثُ لَهُمْ فِی لَیَالِی الْقَدْرِ عِلْمٌ سِوَی مَا عَلِمُوا قَالَ هَذَا مِمَّا أُمِرُوا بِکِتْمَانِهِ وَ لَا یَعْلَمُ تَفْسِیرَ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ السَّائِلُ فَهَلْ یَعْلَمُ الْأَوْصِیَاءُ مَا لَا یَعْلَمُ الْأَنْبِیَاءُ قَالَ لَا وَ کَیْفَ یَعْلَمُ وَصِیٌّ غَیْرَ عِلْمِ مَا أُوصِیَ إِلَیْهِ قَالَ السَّائِلُ فَهَلْ یَسَعُنَا أَنْ نَقُولَ إِنَّ أَحَداً مِنَ الْوُصَاةِ یَعْلَمُ مَا لَا یَعْلَمُ الْ‏آخَرُ قَالَ لَا لَمْ یَمُتْ نَبِیٌّ إِلَّا وَ عِلْمُهُ فِی جَوْفِ وَصِیِّهِ وَ إِنَّمَا تَنَزَّلُ الْمَلَائِکَةُ وَ الرُّوحُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ بِالْحُکْمِ الَّذِی یَحْکُمُ بِهِ بَیْنَ الْعِبَادِ قَالَ السَّائِلُ وَ مَا کَانُوا عَلِمُوا ذَلِکَ الْحُکْمَ قَالَ بَلَی قَدْ عَلِمُوهُ وَ لَکِنَّهُمْ لَا یَسْتَطِیعُونَ إِمْضَاءَ شَیْ‏ءٍ مِنْهُ حَتَّی یُؤْمَرُوا فِی لَیَالِی الْقَدْرِ کَیْفَ یَصْنَعُونَ إِلَی السَّنَةِ الْمُقْبِلَةِ قَالَ السَّائِلُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ لَا أَسْتَطِیعُ إِنْکَارَ هَذَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع مَنْ أَنْکَرَهُ فَلَیْسَ مِنَّا قَالَ السَّائِلُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ أَ رَأَیْتَ النَّبِیَّ ص هَلْ کَانَ یَأْتِیهِ فِی لَیَالِی الْقَدْرِ شَیْ‏ءٌ لَمْ یَکُنْ عَلِمَهُ قَالَ لَا یَحِلُّ لَکَ أَنْ تَسْأَلَ عَنْ هَذَا أَمَّا عِلْمُ مَا کَانَ وَ مَا سَیَکُونُ فَلَیْسَ یَمُوتُ نَبِیٌّ وَ لَا وَصِیٌّ إِلَّا وَ الْوَصِیُّ الَّذِی بَعْدَهُ یَعْلَمُهُ أَمَّا هَذَا الْعِلْمُ الَّذِی تَسْأَلُ عَنْهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَبَی أَنْ یُطْلِعَ الْأَوْصِیَاءَ عَلَیْهِ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ قَالَ السَّائِلُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ کَیْفَ أَعْرِفُ أَنَّ لَیْلَةَ الْقَدْرِ تَکُونُ فِی کُلِّ سَنَةٍ قَالَ إِذَا أَتَی شَهْرُ رَمَضَانَ فَاقْرَأْ سُورَةَ الدُّخَانِ فِی کُلِّ لَیْلَةٍ مِائَةَ مَرَّةٍ فَإِذَا أَتَتْ لَیْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِینَ فَإِنَّکَ نَاظِرٌ إِلَی تَصْدِیقِ الَّذِی سَأَلْتَ عَنْهُ
9- وَ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع لَمَا تَرَوْنَ مَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلشَّقَاءِ
الکافی ج : 1 ص : 253
عَلَی أَهْلِ الضَّلَالَةِ مِنْ أَجْنَادِ الشَّیَاطِینِ وَ أَزْوَاجِهِمْ أَکْثَرُ مِمَّا تَرَوْنَ خَلِیفَةَ اللَّهِ الَّذِی بَعَثَهُ لِلْعَدْلِ وَ الصَّوَابِ مِنَ الْمَلَائِکَةِ قِیلَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ وَ کَیْفَ یَکُونُ شَیْ‏ءٌ أَکْثَرَ مِنَ الْمَلَائِکَةِ قَالَ کَمَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ السَّائِلُ یَا أَبَا جَعْفَرٍ إِنِّی لَوْ حَدَّثْتُ بَعْضَ الشِّیعَةِ بِهَذَا الْحَدِیثِ لَأَنْکَرُوهُ قَالَ کَیْفَ یُنْکِرُونَهُ قَالَ یَقُولُونَ إِنَّ الْمَلَائِکَةَ ع أَکْثَرُ مِنَ الشَّیَاطِینِ قَالَ صَدَقْتَ افْهَمْ عَنِّی مَا أَقُولُ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ یَوْمٍ وَ لَا لَیْلَةٍ إِلَّا وَ جَمِیعُ الْجِنِّ وَ الشَّیَاطِینِ تَزُورُ أَئِمَّةَ الضَّلَالَةِ وَ یَزُورُ إِمَامَ الْهُدَی عَدَدُهُمْ مِنَ الْمَلَائِکَةِ حَتَّی إِذَا أَتَتْ لَیْلَةُ الْقَدْرِ فَیَهْبِطُ فِیهَا مِنَ الْمَلَائِکَةِ إِلَی وَلِیِّ الْأَمْرِ خَلَقَ اللَّهُ أَوْ قَالَ قَیَّضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الشَّیَاطِینِ بِعَدَدِهِمْ ثُمَّ زَارُوا وَلِیَّ الضَّلَالَةِ فَأَتَوْهُ بِالْإِفْکِ وَ الْکَذِبِ حَتَّی لَعَلَّهُ یُصْبِحُ فَیَقُولُ رَأَیْتُ کَذَا وَ کَذَا فَلَوْ سَأَلَ وَلِیَّ الْأَمْرِ عَنْ ذَلِکَ لَقَالَ رَأَیْتَ شَیْطَاناً أَخْبَرَکَ بِکَذَا وَ کَذَا حَتَّی یُفَسِّرَ لَهُ تَفْسِیراً وَ یُعْلِمَهُ الضَّلَالَةَ الَّتِی هُوَ عَلَیْهَا وَ ایْمُ اللَّهِ إِنَّ مَنْ صَدَّقَ بِلَیْلَةِ الْقَدْرِ لَیَعْلَمُ أَنَّهَا لَنَا خَاصَّةً لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ ص لِعَلِیٍّ ع حِینَ دَنَا مَوْتُهُ هَذَا وَلِیُّکُمْ مِنْ بَعْدِی فَإِنْ أَطَعْتُمُوهُ رَشَدْتُمْ وَ لَکِنْ مَنْ لَا یُؤْمِنُ بِمَا فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ مُنْکِرٌ وَ مَنْ آمَنَ بِلَیْلَةِ الْقَدْرِ مِمَّنْ عَلَی غَیْرِ رَأْیِنَا فَإِنَّهُ لَا یَسَعُهُ فِی الصِّدْقِ إِلَّا أَنْ یَقُولَ إِنَّهَا لَنَا وَ مَنْ لَمْ یَقُلْ فَإِنَّهُ کَاذِبٌ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یُنَزِّلَ الْأَمْرَ مَعَ الرُّوحِ وَ الْمَلَائِکَةِ إِلَی کَافِرٍ فَاسِقٍ فَإِنْ قَالَ إِنَّهُ یُنَزِّلُ إِلَی الْخَلِیفَةِ الَّذِی هُوَ عَلَیْهَا فَلَیْسَ قَوْلُهُمْ ذَلِکَ بِشَیْ‏ءٍ وَ إِنْ قَالُوا إِنَّهُ لَیْسَ یُنَزِّلُ إِلَی أَحَدٍ فَلَا یَکُونُ أَنْ یُنَزَّلَ شَیْ‏ءٌ إِلَی غَیْرِ شَیْ‏ءٍ وَ إِنْ قَالُوا وَ سَیَقُولُونَ لَیْسَ هَذَا بِشَیْ‏ءٍ فَقَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِیداً