تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 1
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

کِتَابُ الْعَقْلِ وَ الْجَهْلِ

1- أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنِی عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ اسْتَنْطَقَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْکَ وَ لَا أَکْمَلْتُکَ إِلَّا فِیمَنْ أُحِبُّ أَمَا إِنِّی إِیَّاکَ آمُرُ وَ إِیَّاکَ أَنْهَی وَ إِیَّاکَ أُعَاقِبُ وَ إِیَّاکَ أُثِیبُ
2- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِیفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ عَنْ عَلِیٍّ ع قَالَ هَبَطَ جَبْرَئِیلُ عَلَی آدَمَ ع فَقَالَ یَا آدَمُ إِنِّی أُمِرْتُ أَنْ أُخَیِّرَکَ وَاحِدَةً مِنْ ثَلَاثٍ فَاخْتَرْهَا وَ دَعِ اثْنَتَیْنِ فَقَالَ لَهُ آدَمُ یَا جَبْرَئِیلُ وَ مَا الثَّلَاثُ فَقَالَ الْعَقْلُ وَ الْحَیَاءُ وَ الدِّینُ فَقَالَ آدَمُ إِنِّی قَدِ اخْتَرْتُ الْعَقْلَ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ لِلْحَیَاءِ وَ الدِّینِ انْصَرِفَا وَ دَعَاهُ
الکافی ج : 1 ص : 11فَقَالَا یَا جَبْرَئِیلُ إِنَّا أُمِرْنَا أَنْ نَکُونَ مَعَ الْعَقْلِ حَیْثُ کَانَ قَالَ فَشَأْنَکُمَا وَ عَرَجَ
3- أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ مَا الْعَقْلُ قَالَ مَا عُبِدَ بِهِ الرَّحْمَنُ وَ اکْتُسِبَ بِهِ الْجِنَانُ قَالَ قُلْتُ فَالَّذِی کَانَ فِی مُعَاوِیَةَ فَقَالَ تِلْکَ النَّکْرَاءُ تِلْکَ الشَّیْطَنَةُ وَ هِیَ شَبِیهَةٌ بِالْعَقْلِ وَ لَیْسَتْ بِالْعَقْلِ
4- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا ع یَقُولُ صَدِیقُ کُلِّ امْرِئٍ عَقْلُهُ وَ عَدُوُّهُ جَهْلُهُ
5- وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ ع إِنَّ عِنْدَنَا قَوْماً لَهُمْ مَحَبَّةٌ وَ لَیْسَتْ لَهُمْ تِلْکَ الْعَزِیمَةُ یَقُولُونَ بِهَذَا الْقَوْلِ فَقَالَ لَیْسَ أُولَئِکَ مِمَّنْ عَاتَبَ اللَّهُ إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ فَاعْتَبِرُوا یا أُولِی الْأَبْصارِ
6- أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الرَّازِیِّ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ کَانَ عَاقِلًا کَانَ لَهُ دِینٌ وَ مَنْ کَانَ لَهُ دِینٌ دَخَلَ الْجَنَّةَ
7- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّمَا یُدَاقُّ اللَّهُ الْعِبَادَ فِی الْحِسَابِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَلَی قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ فِی الدُّنْیَا
8- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
الکافی ج : 1 ص : 12
سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فُلَانٌ مِنْ عِبَادَتِهِ وَ دِینِهِ وَ فَضْلِهِ فَقَالَ کَیْفَ عَقْلُهُ قُلْتُ لَا أَدْرِی فَقَالَ إِنَّ الثَّوَابَ عَلَی قَدْرِ الْعَقْلِ إِنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ کَانَ یَعْبُدُ اللَّهَ فِی جَزِیرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ خَضْرَاءَ نَضِرَةٍ کَثِیرَةِ الشَّجَرِ ظَاهِرَةِ الْمَاءِ وَ إِنَّ مَلَکاً مِنَ الْمَلَائِکَةِ مَرَّ بِهِ فَقَالَ یَا رَبِّ أَرِنِی ثَوَابَ عَبْدِکَ هَذَا فَأَرَاهُ اللَّهُ تَعَالَی ذَلِکَ فَاسْتَقَلَّهُ الْمَلَکُ فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ أَنِ اصْحَبْهُ فَأَتَاهُ الْمَلَکُ فِی صُورَةِ إِنْسِیٍّ فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ عَابِدٌ بَلَغَنِی مَکَانُکَ وَ عِبَادَتُکَ فِی هَذَا الْمَکَانِ فَأَتَیْتُکَ لِأَعْبُدَ اللَّهَ مَعَکَ فَکَانَ مَعَهُ یَوْمَهُ ذَلِکَ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ لَهُ الْمَلَکُ إِنَّ مَکَانَکَ لَنَزِهٌ وَ مَا یَصْلُحُ إِلَّا لِلْعِبَادَةِ فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ إِنَّ لِمَکَانِنَا هَذَا عَیْباً فَقَالَ لَهُ وَ مَا هُوَ قَالَ لَیْسَ لِرَبِّنَا بَهِیمَةٌ فَلَوْ کَانَ لَهُ حِمَارٌ رَعَیْنَاهُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَإِنَّ هَذَا الْحَشِیشَ یَضِیعُ فَقَالَ لَهُ ذَلِکَ الْمَلَکُ وَ مَا لِرَبِّکَ حِمَارٌ فَقَالَ لَوْ کَانَ لَهُ حِمَارٌ مَا کَانَ یَضِیعُ مِثْلُ هَذَا الْحَشِیشِ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَی الْمَلَکِ إِنَّمَا أُثِیبُهُ عَلَی قَدْرِ عَقْلِهِ
9- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا بَلَغَکُمْ عَنْ رَجُلٍ حُسْنُ حَالٍ فَانْظُرُوا فِی حُسْنِ عَقْلِهِ فَإِنَّمَا یُجَازَی بِعَقْلِهِ
10- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ ذَکَرْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع رَجُلًا مُبْتَلًی بِالْوُضُوءِ وَ الصَّلَاةِ وَ قُلْتُ هُوَ رَجُلٌ عَاقِلٌ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَ أَیُّ عَقْلٍ لَهُ وَ هُوَ یُطِیعُ الشَّیْطَانَ فَقُلْتُ لَهُ وَ کَیْفَ یُطِیعُ الشَّیْطَانَ فَقَالَ سَلْهُ هَذَا الَّذِی یَأْتِیهِ مِنْ أَیِّ شَیْ‏ءٍ هُوَ فَإِنَّهُ یَقُولُ لَکَ مِنْ عَمَلِ الشَّیْطَانِ
11- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا قَسَمَ اللَّهُ لِلْعِبَادِ شَیْئاً أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ فَنَوْمُ الْعَاقِلِ
الکافی ج : 1 ص : 13
أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ وَ إِقَامَةُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ شُخُوصِ الْجَاهِلِ وَ لَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِیّاً وَ لَا رَسُولًا حَتَّی یَسْتَکْمِلَ الْعَقْلَ وَ یَکُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ جَمِیعِ عُقُولِ أُمَّتِهِ وَ مَا یُضْمِرُ النَّبِیُّ ص فِی نَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنِ اجْتِهَادِ الْمُجْتَهِدِینَ وَ مَا أَدَّی الْعَبْدُ فَرَائِضَ اللَّهِ حَتَّی عَقَلَ عَنْهُ وَ لَا بَلَغَ جَمِیعُ الْعَابِدِینَ فِی فَضْلِ عِبَادَتِهِمْ مَا بَلَغَ الْعَاقِلُ وَ الْعُقَلَاءُ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ مَا یَتَذَکَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
12- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَکَمِ قَالَ قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ ع یَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی بَشَّرَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَ الْفَهْمِ فِی کِتَابِهِ فَقَالَ فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِکَ الَّذِینَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِکَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ یَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَکْمَلَ لِلنَّاسِ الْحُجَجَ بِالْعُقُولِ وَ نَصَرَ النَّبِیِّینَ بِالْبَیَانِ وَ دَلَّهُمْ عَلَی رُبُوبِیَّتِهِ بِالْأَدِلَّةِ فَقَالَ وَ إِلهُکُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِیمُ. إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ الْفُلْکِ الَّتِی تَجْرِی فِی الْبَحْرِ بِما یَنْفَعُ النَّاسَ وَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْیا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ بَثَّ فِیها مِنْ کُلِّ دَابَّةٍ وَ تَصْرِیفِ الرِّیاحِ وَ السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَیْنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ لَ‏آیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ یَا هِشَامُ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ ذَلِکَ دَلِیلًا عَلَی مَعْرِفَتِهِ بِأَنَّ لَهُمْ مُدَبِّراً فَقَالَ وَ سَخَّرَ لَکُمُ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَ‏آیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ وَ قَالَ هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ یُخْرِجُکُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ ثُمَّ لِتَکُونُوا شُیُوخاً وَ مِنْکُمْ مَنْ یُتَوَفَّی مِنْ قَبْلُ وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّی وَ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ وَ قَالَ إِنَّ فِی اخْتِلَافِ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْیَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ تَصْرِیفِ الرِّیَاحِ
الکافی ج : 1 ص : 14
وَ السَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ لآَیَاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ وَ قَالَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَیَّنَّا لَکُمُ الْ‏آیاتِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ وَ قَالَ وَ جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِیلٌ صِنْوانٌ وَ غَیْرُ صِنْوانٍ یُسْقی‏ بِماءٍ واحِدٍ وَ نُفَضِّلُ بَعْضَها عَلی‏ بَعْضٍ فِی الْأُکُلِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَ‏آیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ وَ قَالَ وَ مِنْ آیاتِهِ یُرِیکُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ یُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَیُحْیِی بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِی ذلِکَ لَ‏آیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ وَ قَالَ قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّکُمْ عَلَیْکُمْ أَلَّا تُشْرِکُوا بِهِ شَیْئاً وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْساناً وَ لا تَقْتُلُوا أَوْلادَکُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُکُمْ وَ إِیَّاهُمْ وَ لا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِکُمْ وَصَّاکُمْ بِهِ لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ وَ قَالَ هَلْ لَکُمْ مِنْ ما مَلَکَتْ أَیْمانُکُمْ مِنْ شُرَکاءَ فِی ما رَزَقْناکُمْ فَأَنْتُمْ فِیهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ کَخِیفَتِکُمْ أَنْفُسَکُمْ کَذلِکَ نُفَصِّلُ الْ‏آیاتِ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ یَا هِشَامُ ثُمَّ وَعَظَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَ رَغَّبَهُمْ فِی الْ‏آخِرَةِ فَقَالَ وَ مَا الْحَیاةُ الدُّنْیا إِلَّا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ لَلدَّارُ الْ‏آخِرَةُ خَیْرٌ لِلَّذِینَ یَتَّقُونَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ یَا هِشَامُ ثُمَّ خَوَّفَ الَّذِینَ لَا یَعْقِلُونَ عِقَابَهُ فَقَالَ تَعَالَی ثُمَّ دَمَّرْنَا الْ‏آخَرِینَ. وَ إِنَّکُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَیْهِمْ مُصْبِحِینَ. وَ بِاللَّیْلِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ. وَ قَالَ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلی‏ أَهْلِ هذِهِ الْقَرْیَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما کانُوا یَفْسُقُونَ وَ لَقَدْ تَرَکْنا مِنْها آیَةً بَیِّنَةً لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ یَا هِشَامُ إِنَّ الْعَقْلَ مَعَ الْعِلْمِ فَقَالَ وَ تِلْکَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما یَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ یَا هِشَامُ ثُمَّ ذَمَّ الَّذِینَ لَا یَعْقِلُونَ فَقَالَ وَ إِذا قِیلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَیْنا عَلَیْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ کانَ آباؤُهُمْ لا یَعْقِلُونَ شَیْئاً وَ لا یَهْتَدُونَ وَ قَالَ وَ مَثَلُ الَّذِینَ کَفَرُوا کَمَثَلِ الَّذِی یَنْعِقُ بِما لا یَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَ نِداءً صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَعْقِلُونَ

الکافی ج : 1 ص : 15
وَ قَالَ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَسْتَمِعُ إِلَیْکَ أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَ لَوْ کانُوا لا یَعْقِلُونَ وَ قَالَ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَکْثَرَهُمْ یَسْمَعُونَ أَوْ یَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا وَ قَالَ لا یُقاتِلُونَکُمْ جَمِیعاً إِلَّا فِی قُریً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَیْنَهُمْ شَدِیدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِیعاً وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّی ذلِکَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا یَعْقِلُونَ وَ قَالَ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَکُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْکِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ یَا هِشَامُ ثُمَّ ذَمَّ اللَّهُ الْکَثْرَةَ فَقَالَ وَ إِنْ تُطِعْ أَکْثَرَ مَنْ فِی الْأَرْضِ یُضِلُّوکَ عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ وَ قَالَ وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَیَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْلَمُونَ وَ قَالَ وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْیا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَیَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْقِلُونَ یَا هِشَامُ ثُمَّ مَدَحَ الْقِلَّةَ فَقَالَ وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ وَ قَالَ وَ قَلِیلٌ ما هُمْ وَ قَالَ وَ قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ یَکْتُمُ إِیمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ یَقُولَ رَبِّیَ اللَّهُ وَ قَالَ وَ مَنْ آمَنَ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ وَ قَالَ وَ لکِنَّ أَکْثَرَهُمْ لا یَعْلَمُونَ وَ قَالَ وَ أَکْثَرُهُمْ لا یَعْقِلُونَ وَ قَالَ وَ أَکْثَرُهُمْ لَا یَشْعُرُونَ یَا هِشَامُ ثُمَّ ذَکَرَ أُولِی الْأَلْبَابِ بِأَحْسَنِ الذِّکْرِ وَ حَلَّاهُمْ بِأَحْسَنِ الْحِلْیَةِ فَقَالَ یُؤْتِی الْحِکْمَةَ مَنْ یَشاءُ وَ مَنْ یُؤْتَ الْحِکْمَةَ فَقَدْ أُوتِیَ خَیْراً کَثِیراً وَ ما یَذَّکَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ وَ قَالَ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ یَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَ ما یَذَّکَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ وَ قَالَ إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ
الکافی ج : 1 ص : 16
وَ اخْتِلافِ اللَّیْلِ وَ النَّهارِ لَ‏آیاتٍ لِأُولِی الْأَلْبابِ وَ قَالَ أَ فَمَنْ یَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ الْحَقُّ کَمَنْ هُوَ أَعْمی‏ إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ وَ قَالَ أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّیْلِ ساجِداً وَ قائِماً یَحْذَرُ الْ‏آخِرَةَ وَ یَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ وَ قَالَ کِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَیْکَ مُبارَکٌ لِیَدَّبَّرُوا آیاتِهِ وَ لِیَتَذَکَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ وَ قَالَ وَ لَقَدْ آتَیْنا مُوسَی الْهُدی‏ وَ أَوْرَثْنا بَنِی إِسْرائِیلَ الْکِتابَ هُدیً وَ ذِکْری‏ لِأُولِی الْأَلْبابِ وَ قَالَ وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْری‏ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ یَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ فِی کِتَابِهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَذِکْری‏ لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ یَعْنِی عَقْلٌ وَ قَالَ وَ لَقَدْ آتَیْنا لُقْمانَ الْحِکْمَةَ قَالَ الْفَهْمَ وَ الْعَقْلَ یَا هِشَامُ إِنَّ لُقْمَانَ قَالَ لِابْنِهِ تَوَاضَعْ لِلْحَقِّ تَکُنْ أَعْقَلَ النَّاسِ وَ إِنَّ الْکَیِّسَ لَدَی الْحَقِّ یَسِیرٌ یَا بُنَیَّ إِنَّ الدُّنْیَا بَحْرٌ عَمِیقٌ قَدْ غَرِقَ فِیهَا عَالَمٌ کَثِیرٌ فَلْتَکُنْ سَفِینَتُکَ فِیهَا تَقْوَی اللَّهِ وَ حَشْوُهَا الْإِیمَانَ وَ شِرَاعُهَا التَّوَکُّلَ وَ قَیِّمُهَا الْعَقْلَ وَ دَلِیلُهَا الْعِلْمَ وَ سُکَّانُهَا الصَّبْرَ یَا هِشَامُ إِنَّ لِکُلِّ شَیْ‏ءٍ دَلِیلًا وَ دَلِیلُ الْعَقْلِ التَّفَکُّرُ وَ دَلِیلُ التَّفَکُّرِ الصَّمْتُ وَ لِکُلِّ شَیْ‏ءٍ مَطِیَّةً وَ مَطِیَّةُ الْعَقْلِ التَّوَاضُعُ وَ کَفَی بِکَ جَهْلًا أَنْ تَرْکَبَ مَا نُهِیْتَ عَنْهُ یَا هِشَامُ مَا بَعَثَ اللَّهُ أَنْبِیَاءَهُ وَ رُسُلَهُ إِلَی عِبَادِهِ إِلَّا لِیَعْقِلُوا عَنِ اللَّهِ فَأَحْسَنُهُمُ اسْتِجَابَةً أَحْسَنُهُمْ مَعْرِفَةً وَ أَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللَّهِ أَحْسَنُهُمْ عَقْلًا وَ أَکْمَلُهُمْ عَقْلًا أَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً فِی الدُّنْیَا وَ الْ‏آخِرَةِ یَا هِشَامُ إِنَّ لِلَّهِ عَلَی النَّاسِ حُجَّتَیْنِ حُجَّةً ظَاهِرَةً وَ حُجَّةً بَاطِنَةً فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَ الْأَنْبِیَاءُ وَ الْأَئِمَّةُ ع وَ أَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالْعُقُولُ یَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ الَّذِی لَا یَشْغَلُ الْحَلَالُ شُکْرَهُ وَ لَا یَغْلِبُ الْحَرَامُ صَبْرَهُ

الکافی ج : 1 ص : 17
یَا هِشَامُ مَنْ سَلَّطَ ثَلَاثاً عَلَی ثَلَاثٍ فَکَأَنَّمَا أَعَانَ عَلَی هَدْمِ عَقْلِهِ مَنْ أَظْلَمَ نُورُ تَفَکُّرِهِ بِطُولِ أَمَلِهِ وَ مَحَا طَرَائِفَ حِکْمَتِهِ بِفُضُولِ کَلَامِهِ وَ أَطْفَأَ نُورَ عِبْرَتِهِ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ فَکَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَی هَدْمِ عَقْلِهِ وَ مَنْ هَدَمَ عَقْلَهُ أَفْسَدَ عَلَیْهِ دِینَهُ وَ دُنْیَاهُ یَا هِشَامُ کَیْفَ یَزْکُو عِنْدَ اللَّهِ عَمَلُکَ وَ أَنْتَ قَدْ شَغَلْتَ قَلْبَکَ عَنْ أَمْرِ رَبِّکَ وَ أَطَعْتَ هَوَاکَ عَلَی غَلَبَةِ عَقْلِکَ یَا هِشَامُ الصَّبْرُ عَلَی الْوَحْدَةِ عَلَامَةُ قُوَّةِ الْعَقْلِ فَمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ اعْتَزَلَ أَهْلَ الدُّنْیَا وَ الرَّاغِبِینَ فِیهَا وَ رَغِبَ فِیمَا عِنْدَ اللَّهِ وَ کَانَ اللَّهُ أُنْسَهُ فِی الْوَحْشَةِ وَ صَاحِبَهُ فِی الْوَحْدَةِ وَ غِنَاهُ فِی الْعَیْلَةِ وَ مُعِزَّهُ مِنْ غَیْرِ عَشِیرَةٍ یَا هِشَامُ نَصْبُ الْحَقِّ لِطَاعَةِ اللَّهِ وَ لَا نَجَاةَ إِلَّا بِالطَّاعَةِ وَ الطَّاعَةُ بِالْعِلْمِ وَ الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ وَ التَّعَلُّمُ بِالْعَقْلِ یُعْتَقَدُ وَ لَا عِلْمَ إِلَّا مِنْ عَالِمٍ رَبَّانِیٍّ وَ مَعْرِفَةُ الْعِلْمِ بِالْعَقْلِ یَا هِشَامُ قَلِیلُ الْعَمَلِ مِنَ الْعَالِمِ مَقْبُولٌ مُضَاعَفٌ وَ کَثِیرُ الْعَمَلِ مِنْ أَهْلِ الْهَوَی وَ الْجَهْلِ مَرْدُودٌ یَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ رَضِیَ بِالدُّونِ مِنَ الدُّنْیَا مَعَ الْحِکْمَةِ وَ لَمْ یَرْضَ بِالدُّونِ مِنَ الْحِکْمَةِ مَعَ الدُّنْیَا فَلِذَلِکَ رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ یَا هِشَامُ إِنَّ الْعُقَلَاءَ تَرَکُوا فُضُولَ الدُّنْیَا فَکَیْفَ الذُّنُوبَ وَ تَرْکُ الدُّنْیَا مِنَ
الکافی ج : 1 ص : 18
الْفَضْلِ وَ تَرْکُ الذُّنُوبِ مِنَ الْفَرْضِ یَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ نَظَرَ إِلَی الدُّنْیَا وَ إِلَی أَهْلِهَا فَعَلِمَ أَنَّهَا لَا تُنَالُ إِلَّا بِالْمَشَقَّةِ وَ نَظَرَ إِلَی الْ‏آخِرَةِ فَعَلِمَ أَنَّهَا لَا تُنَالُ إِلَّا بِالْمَشَقَّةِ فَطَلَبَ بِالْمَشَقَّةِ أَبْقَاهُمَا یَا هِشَامُ إِنَّ الْعُقَلَاءَ زَهِدُوا فِی الدُّنْیَا وَ رَغِبُوا فِی الْ‏آخِرَةِ لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ الدُّنْیَا طَالِبَةٌ مَطْلُوبَةٌ وَ الْ‏آخِرَةَ طَالِبَةٌ وَ مَطْلُوبَةٌ فَمَنْ طَلَبَ الْ‏آخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْیَا حَتَّی یَسْتَوْفِیَ مِنْهَا رِزْقَهُ وَ مَنْ طَلَبَ الدُّنْیَا طَلَبَتْهُ الْ‏آخِرَةُ فَیَأْتِیهِ الْمَوْتُ فَیُفْسِدُ عَلَیْهِ دُنْیَاهُ وَ آخِرَتَهُ یَا هِشَامُ مَنْ أَرَادَ الْغِنَی بِلَا مَالٍ وَ رَاحَةَ الْقَلْبِ مِنَ الْحَسَدِ وَ السَّلَامَةَ فِی الدِّینِ فَلْیَتَضَرَّعْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی مَسْأَلَتِهِ بِأَنْ یُکَمِّلَ عَقْلَهُ فَمَنْ عَقَلَ قَنِعَ بِمَا یَکْفِیهِ وَ مَنْ قَنِعَ بِمَا یَکْفِیهِ اسْتَغْنَی وَ مَنْ لَمْ یَقْنَعْ بِمَا یَکْفِیهِ لَمْ یُدْرِکِ الْغِنَی أَبَداً یَا هِشَامُ إِنَّ اللَّهَ حَکَی عَنْ قَوْمٍ صَالِحِینَ أَنَّهُمْ قَالُوا رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهَّابُ حِینَ عَلِمُوا أَنَّ الْقُلُوبَ تَزِیغُ وَ تَعُودُ إِلَی عَمَاهَا وَ رَدَاهَا إِنَّهُ لَمْ یَخَفِ اللَّهَ مَنْ لَمْ یَعْقِلْ عَنِ اللَّهِ وَ مَنْ لَمْ یَعْقِلْ عَنِ اللَّهِ لَمْ یَعْقِدْ قَلْبَهُ عَلَی مَعْرِفَةٍ ثَابِتَةٍ یُبْصِرُهَا وَ یَجِدُ حَقِیقَتَهَا فِی قَلْبِهِ وَ لَا یَکُونُ أَحَدٌ کَذَلِکَ إِلَّا مَنْ کَانَ قَوْلُهُ لِفِعْلِهِ مُصَدِّقاً وَ سِرُّهُ لِعَلَانِیَتِهِ مُوَافِقاً لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ اسْمُهُ لَمْ یَدُلَّ عَلَی الْبَاطِنِ الْخَفِیِّ مِنَ الْعَقْلِ إِلَّا بِظَاهِرٍ مِنْهُ وَ نَاطِقٍ عَنْهُ یَا هِشَامُ کَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع یَقُولُ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَیْ‏ءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ وَ مَا تَمَّ عَقْلُ امْرِئٍ حَتَّی یَکُونَ فِیهِ خِصَالٌ شَتَّی الْکُفْرُ وَ الشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونَانِ وَ الرُّشْدُ وَ الْخَیْرُ
الکافی ج : 1 ص : 19
مِنْهُ مَأْمُولَانِ وَ فَضْلُ مَالِهِ مَبْذُولٌ وَ فَضْلُ قَوْلِهِ مَکْفُوفٌ وَ نَصِیبُهُ مِنَ الدُّنْیَا الْقُوتُ لَا یَشْبَعُ مِنَ الْعِلْمِ دَهْرَهُ الذُّلُّ أَحَبُّ إِلَیْهِ مَعَ اللَّهِ مِنَ الْعِزِّ مَعَ غَیْرِهِ وَ التَّوَاضُعُ أَحَبُّ إِلَیْهِ مِنَ الشَّرَفِ یَسْتَکْثِرُ قَلِیلَ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَیْرِهِ وَ یَسْتَقِلُّ کَثِیرَ الْمَعْرُوفِ مِنْ نَفْسِهِ وَ یَرَی النَّاسَ کُلَّهُمْ خَیْراً مِنْهُ وَ أَنَّهُ شَرُّهُمْ فِی نَفْسِهِ وَ هُوَ تَمَامُ الْأَمْرِ یَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ لَا یَکْذِبُ وَ إِنْ کَانَ فِیهِ هَوَاهُ یَا هِشَامُ لَا دِینَ لِمَنْ لَا مُرُوَّةَ لَهُ وَ لَا مُرُوَّةَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ وَ إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ قَدْراً الَّذِی لَا یَرَی الدُّنْیَا لِنَفْسِهِ خَطَراً أَمَا إِنَّ أَبْدَانَکُمْ لَیْسَ لَهَا ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةُ فَلَا تَبِیعُوهَا بِغَیْرِهَا یَا هِشَامُ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع کَانَ یَقُولُ إِنَّ مِنْ عَلَامَةِ الْعَاقِلِ أَنْ یَکُونَ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ یُجِیبُ إِذَا سُئِلَ وَ یَنْطِقُ إِذَا عَجَزَ الْقَوْمُ عَنِ الْکَلَامِ وَ یُشِیرُ بِالرَّأْیِ الَّذِی یَکُونُ فِیهِ صَلَاحُ أَهْلِهِ فَمَنْ لَمْ یَکُنْ فِیهِ مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ الثَّلَاثِ شَیْ‏ءٌ فَهُوَ أَحْمَقُ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع قَالَ لَا یَجْلِسُ فِی صَدْرِ الْمَجْلِسِ إِلَّا رَجُلٌ فِیهِ هَذِهِ الْخِصَالُ الثَّلَاثُ أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ فَمَنْ لَمْ یَکُنْ فِیهِ شَیْ‏ءٌ مِنْهُنَّ فَجَلَسَ فَهُوَ أَحْمَقُ وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ ع إِذَا طَلَبْتُمُ الْحَوَائِجَ فَاطْلُبُوهَا مِنْ أَهْلِهَا قِیلَ

الکافی ج : 1 ص : 20
یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَنْ أَهْلُهَا قَالَ الَّذِینَ قَصَّ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ وَ ذَکَرَهُمْ فَقَالَ إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ قَالَ هُمْ أُولُو الْعُقُولِ وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع مُجَالَسَةُ الصَّالِحِینَ دَاعِیَةٌ إِلَی الصَّلَاحِ وَ آدَابُ الْعُلَمَاءِ زِیَادَةٌ فِی الْعَقْلِ وَ طَاعَةُ وُلَاةِ الْعَدْلِ تَمَامُ الْعِزِّ وَ اسْتِثْمَارُ الْمَالِ تَمَامُ الْمُرُوءَةِ وَ إِرْشَادُ الْمُسْتَشِیرِ قَضَاءٌ لِحَقِّ النِّعْمَةِ وَ کَفُّ الْأَذَی مِنْ کَمَالِ الْعَقْلِ وَ فِیهِ رَاحَةُ الْبَدَنِ عَاجِلًا وَ آجِلًا یَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ لَا یُحَدِّثُ مَنْ یَخَافُ تَکْذِیبَهُ وَ لَا یَسْأَلُ مَنْ یَخَافُ مَنْعَهُ وَ لَا یَعِدُ مَا لَا یَقْدِرُ عَلَیْهِ وَ لَا یَرْجُو مَا یُعَنَّفُ بِرَجَائِهِ وَ لَا یُقْدِمُ عَلَی مَا یَخَافُ فَوْتَهُ بِالْعَجْزِ عَنْهُ
13- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع الْعَقْلُ غِطَاءٌ سَتِیرٌ وَ الْفَضْلُ جَمَالٌ ظَاهِرٌ فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِکَ بِفَضْلِکَ وَ قَاتِلْ هَوَاکَ بِعَقْلِکَ تَسْلَمْ لَکَ الْمَوَدَّةُ وَ تَظْهَرْ لَکَ الْمَحَبَّةُ
14- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ
الکافی ج : 1 ص : 21
قَالَ کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ مَوَالِیهِ فَجَرَی ذِکْرُ الْعَقْلِ وَ الْجَهْلِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اعْرِفُوا الْعَقْلَ وَ جُنْدَهُ وَ الْجَهْلَ وَ جُنْدَهُ تَهْتَدُوا قَالَ سَمَاعَةُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ لَا نَعْرِفُ إِلَّا مَا عَرَّفْتَنَا فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْعَقْلَ وَ هُوَ أَوَّلُ خَلْقٍ مِنَ الرُّوحَانِیِّینَ عَنْ یَمِینِ الْعَرْشِ مِنْ نُورِهِ فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی خَلَقْتُکَ خَلْقاً عَظِیماً وَ کَرَّمْتُکَ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِی قَالَ ثُمَّ خَلَقَ الْجَهْلَ مِنَ الْبَحْرِ الْأُجَاجِ ظُلْمَانِیّاً فَقَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَلَمْ یُقْبِلْ فَقَالَ لَهُ اسْتَکْبَرْتَ فَلَعَنَهُ ثُمَّ جَعَلَ لِلْعَقْلِ خَمْسَةً وَ سَبْعِینَ جُنْداً فَلَمَّا رَأَی الْجَهْلُ مَا أَکْرَمَ اللَّهُ بِهِ الْعَقْلَ وَ مَا أَعْطَاهُ أَضْمَرَ لَهُ الْعَدَاوَةَ فَقَالَ الْجَهْلُ یَا رَبِّ هَذَا خَلْقٌ مِثْلِی خَلَقْتَهُ وَ کَرَّمْتَهُ وَ قَوَّیْتَهُ وَ أَنَا ضِدُّهُ وَ لَا قُوَّةَ لِی بِهِ فَأَعْطِنِی مِنَ الْجُنْدِ مِثْلَ مَا أَعْطَیْتَهُ فَقَالَ نَعَمْ فَإِنْ عَصَیْتَ بَعْدَ ذَلِکَ أَخْرَجْتُکَ وَ جُنْدَکَ مِنْ رَحْمَتِی قَالَ قَدْ رَضِیتُ فَأَعْطَاهُ خَمْسَةً وَ سَبْعِینَ جُنْداً فَکَانَ مِمَّا أَعْطَی الْعَقْلَ مِنَ الْخَمْسَةِ وَ السَّبْعِینَ الْجُنْدَ الْخَیْرُ وَ هُوَ وَزِیرُ الْعَقْلِ وَ جَعَلَ ضِدَّهُ الشَّرَّ وَ هُوَ وَزِیرُ الْجَهْلِ وَ الْإِیمَانُ وَ ضِدَّهُ الْکُفْرَ وَ التَّصْدِیقُ وَ ضِدَّهُ الْجُحُودَ وَ الرَّجَاءُ وَ ضِدَّهُ الْقُنُوطَ وَ الْعَدْلُ وَ ضِدَّهُ الْجَوْرَ وَ الرِّضَا وَ ضِدَّهُ السُّخْطَ وَ الشُّکْرُ وَ ضِدَّهُ الْکُفْرَانَ وَ الطَّمَعُ وَ ضِدَّهُ الْیَأْسَ وَ التَّوَکُّلُ وَ ضِدَّهُ الْحِرْصَ وَ الرَّأْفَةُ وَ ضِدَّهَا الْقَسْوَةَ وَ الرَّحْمَةُ وَ ضِدَّهَا الْغَضَبَ وَ الْعِلْمُ وَ ضِدَّهُ الْجَهْلَ وَ الْفَهْمُ وَ ضِدَّهُ الْحُمْقَ وَ الْعِفَّةُ وَ ضِدَّهَا التَّهَتُّکَ وَ الزُّهْدُ وَ ضِدَّهُ الرَّغْبَةَ وَ الرِّفْقُ وَ ضِدَّهُ الْخُرْقَ وَ الرَّهْبَةُ وَ ضِدَّهُ الْجُرْأَةَ وَ التَّوَاضُعُ وَ ضِدَّهُ الْکِبْرَ وَ التُّؤَدَةُ وَ ضِدَّهَا التَّسَرُّعَ وَ الْحِلْمُ وَ ضِدَّهَا السَّفَهَ
الکافی ج : 1 ص : 22
وَ الصَّمْتُ وَ ضِدَّهُ الْهَذَرَ وَ الِاسْتِسْلَامُ وَ ضِدَّهُ الِاسْتِکْبَارَ وَ التَّسْلِیمُ وَ ضِدَّهُ الشَّکَّ وَ الصَّبْرُ وَ ضِدَّهُ الْجَزَعَ وَ الصَّفْحُ وَ ضِدَّهُ الِانْتِقَامَ وَ الْغِنَی وَ ضِدَّهُ الْفَقْرَ وَ التَّذَکُّرُ وَ ضِدَّهُ السَّهْوَ وَ الْحِفْظُ وَ ضِدَّهُ النِّسْیَانَ وَ التَّعَطُّفُ وَ ضِدَّهُ الْقَطِیعَةَ وَ الْقُنُوعُ وَ ضِدَّهُ الْحِرْصَ وَ الْمُؤَاسَاةُ وَ ضِدَّهَا الْمَنْعَ وَ الْمَوَدَّةُ وَ ضِدَّهَا الْعَدَاوَةَ وَ الْوَفَاءُ وَ ضِدَّهُ الْغَدْرَ وَ الطَّاعَةُ وَ ضِدَّهَا الْمَعْصِیَةَ وَ الْخُضُوعُ وَ ضِدَّهُ التَّطَاوُلَ وَ السَّلَامَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَاءَ وَ الْحُبُّ وَ ضِدَّهُ الْبُغْضَ وَ الصِّدْقُ وَ ضِدَّهُ الْکَذِبَ وَ الْحَقُّ وَ ضِدَّهُ الْبَاطِلَ وَ الْأَمَانَةُ وَ ضِدَّهَا الْخِیَانَةَ وَ الْإِخْلَاصُ وَ ضِدَّهُ الشَّوْبَ وَ الشَّهَامَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَادَةَ وَ الْفَهْمُ وَ ضِدَّهُ الْغَبَاوَةَ وَ الْمَعْرِفَةُ وَ ضِدَّهَا الْإِنْکَارَ وَ الْمُدَارَاةُ وَ ضِدَّهَا الْمُکَاشَفَةَ وَ سَلَامَةُ الْغَیْبِ وَ ضِدَّهَا الْمُمَاکَرَةَ وَ الْکِتْمَانُ وَ ضِدَّهُ الْإِفْشَاءَ وَ الصَّلَاةُ وَ ضِدَّهَا الْإِضَاعَةَ وَ الصَّوْمُ وَ ضِدَّهُ الْإِفْطَارَ وَ الْجِهَادُ وَ ضِدَّهُ النُّکُولَ وَ الْحَجُّ وَ ضِدَّهُ نَبْذَ الْمِیثَاقِ وَ صَوْنُ الْحَدِیثِ وَ ضِدَّهُ النَّمِیمَةَ وَ بِرُّ الْوَالِدَیْنِ وَ ضِدَّهُ الْعُقُوقَ وَ الْحَقِیقَةُ وَ ضِدَّهَا الرِّیَاءَ وَ الْمَعْرُوفُ وَ ضِدَّهُ الْمُنْکَرَ وَ السَّتْرُ وَ ضِدَّهُ التَّبَرُّجَ وَ التَّقِیَّةُ وَ ضِدَّهَا الْإِذَاعَةَ وَ الْإِنْصَافُ وَ ضِدَّهُ الْحَمِیَّةَ وَ التَّهْیِئَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَغْیَ وَ النَّظَافَةُ وَ ضِدَّهَا الْقَذَرَ وَ الْحَیَاءُ وَ ضِدَّهَا الْجَلَعَ وَ الْقَصْدُ وَ ضِدَّهُ الْعُدْوَانَ وَ الرَّاحَةُ وَ ضِدَّهَا التَّعَبَ وَ السُّهُولَةُ وَ ضِدَّهَا الصُّعُوبَةَ وَ الْبَرَکَةُ وَ ضِدَّهَا الْمَحْقَ وَ الْعَافِیَةُ وَ ضِدَّهَا الْبَلَاءَ وَ الْقَوَامُ وَ ضِدَّهُ الْمُکَاثَرَةَ وَ الْحِکْمَةُ وَ ضِدَّهَا الْهَوَاءَ وَ الْوَقَارُ وَ ضِدَّهُ الْخِفَّةَ وَ السَّعَادَةُ وَ ضِدَّهَا الشَّقَاوَةَ وَ التَّوْبَةُ وَ ضِدَّهَا الْإِصْرَارَ
الکافی ج : 1 ص : 23
وَ الِاسْتِغْفَارُ وَ ضِدَّهُ الِاغْتِرَارَ وَ الْمُحَافَظَةُ وَ ضِدَّهَا التَّهَاوُنَ وَ الدُّعَاءُ وَ ضِدَّهُ الِاسْتِنْکَافَ وَ النَّشَاطُ وَ ضِدَّهُ الْکَسَلَ وَ الْفَرَحُ وَ ضِدَّهُ الْحَزَنَ وَ الْأُلْفَةُ وَ ضِدَّهَا الْفُرْقَةَ وَ السَّخَاءُ وَ ضِدَّهُ الْبُخْلَ فَلَا تَجْتَمِعُ هَذِهِ الْخِصَالُ کُلُّهَا مِنْ أَجْنَادِ الْعَقْلِ إِلَّا فِی نَبِیٍّ أَوْ وَصِیِّ نَبِیٍّ أَوْ مُؤْمِنٍ قَدِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ وَ أَمَّا سَائِرُ ذَلِکَ مِنْ مَوَالِینَا فَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَا یَخْلُو مِنْ أَنْ یَکُونَ فِیهِ بَعْضُ هَذِهِ الْجُنُودِ حَتَّی یَسْتَکْمِلَ وَ یَنْقَی مِنْ جُنُودِ الْجَهْلِ فَعِنْدَ ذَلِکَ یَکُونُ فِی الدَّرَجَةِ الْعُلْیَا مَعَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْأَوْصِیَاءِ وَ إِنَّمَا یُدْرَکُ ذَلِکَ بِمَعْرِفَةِ الْعَقْلِ وَ جُنُودِهِ وَ بِمُجَانَبَةِ الْجَهْلِ وَ جُنُودِهِ وَفَّقَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاکُمْ لِطَاعَتِهِ وَ مَرْضَاتِهِ
15- جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَا کَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْعِبَادَ بِکُنْهِ عَقْلِهِ قَطُّ وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِیَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُکَلِّمَ النَّاسَ عَلَی قَدْرِ عُقُولِهِمْ
16- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ النَّوْفَلِیِّ عَنِ السَّکُونِیِّ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ ع قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع إِنَّ قُلُوبَ الْجُهَّالِ تَسْتَفِزُّهَا الْأَطْمَاعُ وَ تَرْتَهِنُهَا الْمُنَی وَ تَسْتَعْلِقُهَا الْخَدَائِعُ
17- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ دُرُسْتَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع أَکْمَلُ النَّاسِ عَقْلًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً
18- عَلِیٌّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ کُنَّا عِنْدَ الرِّضَا ع
الکافی ج : 1 ص : 24
فَتَذَاکَرْنَا الْعَقْلَ وَ الْأَدَبَ فَقَالَ یَا أَبَا هَاشِمٍ الْعَقْلُ حِبَاءٌ مِنَ اللَّهِ وَ الْأَدَبُ کُلْفَةٌ فَمَنْ تَکَلَّفَ الْأَدَبَ قَدَرَ عَلَیْهِ وَ مَنْ تَکَلَّفَ الْعَقْلَ لَمْ یَزْدَدْ بِذَلِکَ إِلَّا جَهْلًا
19- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَکِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّ لِی جَاراً کَثِیرَ الصَّلَاةِ کَثِیرَ الصَّدَقَةِ کَثِیرَ الْحَجِّ لَا بَأْسَ بِهِ قَالَ فَقَالَ یَا إِسْحَاقُ کَیْفَ عَقْلُهُ قَالَ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ لَیْسَ لَهُ عَقْلٌ قَالَ فَقَالَ لَا یَرْتَفِعُ بِذَلِکَ مِنْهُ
20- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیِّ عَنْ أَبِی یَعْقُوبَ الْبَغْدَادِیِّ قَالَ قَالَ ابْنُ السِّکِّیتِ لِأَبِی الْحَسَنِ ع لِمَا ذَا بَعَثَ اللَّهُ مُوسَی بْنَ عِمْرَانَ ع بِالْعَصَا وَ یَدِهِ الْبَیْضَاءِ وَ آلَةِ السِّحْرِ وَ بَعَثَ عِیسَی بِ‏آلَةِ الطِّبِّ وَ بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَی جَمِیعِ الْأَنْبِیَاءِ بِالْکَلَامِ وَ الْخُطَبِ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع إِنَّ اللَّهَ لَمَّا بَعَثَ مُوسَی ع کَانَ الْغَالِبُ عَلَی أَهْلِ عَصْرِهِ السِّحْرَ فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِمَا لَمْ یَکُنْ فِی وُسْعِهِمْ مِثْلُهُ وَ مَا أَبْطَلَ بِهِ سِحْرَهُمْ وَ أَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَیْهِمْ وَ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ عِیسَی ع فِی وَقْتٍ قَدْ ظَهَرَتْ فِیهِ الزَّمَانَاتُ وَ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَی الطِّبِّ فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِمَا لَمْ یَکُنْ عِنْدَهُمْ مِثْلُهُ وَ بِمَا أَحْیَا لَهُمُ الْمَوْتَی وَ أَبْرَأَ الْأَکْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ أَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَیْهِمْ وَ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً ص فِی وَقْتٍ کَانَ الْغَالِبُ عَلَی أَهْلِ عَصْرِهِ الْخُطَبَ وَ الْکَلَامَ
الکافی ج : 1 ص : 25
وَ أَظُنُّهُ قَالَ الشِّعْرَ فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مِنْ مَوَاعِظِهِ وَ حِکَمِهِ مَا أَبْطَلَ بِهِ قَوْلَهُمْ وَ أَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَیْهِمْ قَالَ فَقَالَ ابْنُ السِّکِّیتِ تَاللَّهِ مَا رَأَیْتُ مِثْلَکَ قَطُّ فَمَا الْحُجَّةُ عَلَی الْخَلْقِ الْیَوْمَ قَالَ فَقَالَ ع الْعَقْلُ یُعْرَفُ بِهِ الصَّادِقُ عَلَی اللَّهِ فَیُصَدِّقُهُ وَ الْکَاذِبُ عَلَی اللَّهِ فَیُکَذِّبُهُ قَالَ فَقَالَ ابْنُ السِّکِّیتِ هَذَا وَ اللَّهِ هُوَ الْجَوَابُ
21- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الْمُثَنَّی الْحَنَّاطِ عَنْ قُتَیْبَةَ الْأَعْشَی عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ مَوْلًی لِبَنِی شَیْبَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ إِذَا قَامَ قَائِمُنَا وَضَعَ اللَّهُ یَدَهُ عَلَی رُءُوسِ الْعِبَادِ فَجَمَعَ بِهَا عُقُولَهُمْ وَ کَمَلَتْ بِهِ أَحْلَامُهُمْ
22- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَی الْعِبَادِ النَّبِیُّ وَ الْحُجَّةُ فِیمَا بَیْنَ الْعِبَادِ وَ بَیْنَ اللَّهِ الْعَقْلُ
23- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ مُرْسَلًا قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع دِعَامَةُ الْإِنْسَانِ الْعَقْلُ وَ الْعَقْلُ مِنْهُ الْفِطْنَةُ وَ الْفَهْمُ وَ الْحِفْظُ وَ الْعِلْمُ وَ بِالْعَقْلِ یَکْمُلُ وَ هُوَ دَلِیلُهُ وَ مُبْصِرُهُ وَ مِفْتَاحُ أَمْرِهِ فَإِذَا کَانَ تَأْیِیدُ عَقْلِهِ مِنَ النُّورِ کَانَ عَالِماً حَافِظاً ذَاکِراً فَطِناً فَهِماً فَعَلِمَ بِذَلِکَ کَیْفَ وَ لِمَ وَ حَیْثُ وَ عَرَفَ مَنْ نَصَحَهُ وَ مَنْ غَشَّهُ فَإِذَا عَرَفَ ذَلِکَ عَرَفَ مَجْرَاهُ وَ مَوْصُولَهُ وَ مَفْصُولَهُ وَ أَخْلَصَ الْوَحْدَانِیَّةَ لِلَّهِ وَ الْإِقْرَارَ بِالطَّاعَةِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِکَ کَانَ مُسْتَدْرِکاً لِمَا فَاتَ وَ وَارِداً عَلَی مَا هُوَ آتٍ یَعْرِفُ مَا هُوَ فِیهِ وَ لِأَیِّ شَیْ‏ءٍ هُوَ هَاهُنَا وَ مِنْ أَیْنَ یَأْتِیهِ وَ إِلَی مَا هُوَ صَائِرٌ وَ ذَلِکَ کُلُّهُ مِنْ تَأْیِیدِ الْعَقْلِ
24- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ الْعَقْلُ دَلِیلُ الْمُؤْمِنِ
25- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ السَّرِیِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَا عَلِیُّ لَا فَقْرَ
الکافی ج : 1 ص : 26
أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ
26- مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِینٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْعَقْلَ قَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْکَ إِیَّاکَ آمُرُ وَ إِیَّاکَ أَنْهَی وَ إِیَّاکَ أُثِیبُ وَ إِیَّاکَ أُعَاقِبُ
27- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ أَبِی مَسْرُوقٍ النَّهْدِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع الرَّجُلُ آتِیهِ وَ أُکَلِّمُهُ بِبَعْضِ کَلَامِی فَیَعْرِفُهُ کُلَّهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ آتِیهِ فَأُکَلِّمُهُ بِالْکَلَامِ فَیَسْتَوْفِی کَلَامِی کُلَّهُ ثُمَّ یَرُدُّهُ عَلَیَّ کَمَا کَلَّمْتُهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ آتِیهِ فَأُکَلِّمُهُ فَیَقُولُ أَعِدْ عَلَیَّ فَقَالَ یَا إِسْحَاقُ وَ مَا تَدْرِی لِمَ هَذَا قُلْتُ لَا قَالَ الَّذِی تُکَلِّمُهُ بِبَعْضِ کَلَامِکَ فَیَعْرِفُهُ کُلَّهُ فَذَاکَ مَنْ عُجِنَتْ نُطْفَتُهُ بِعَقْلِهِ وَ أَمَّا الَّذِی تُکَلِّمُهُ فَیَسْتَوْفِی کَلَامَکَ ثُمَّ یُجِیبُکَ عَلَی کَلَامِکَ فَذَاکَ الَّذِی رُکِّبَ عَقْلُهُ فِیهِ فِی بَطْنِ أُمِّهِ وَ أَمَّا الَّذِی تُکَلِّمُهُ بِالْکَلَامِ فَیَقُولُ أَعِدْ عَلَیَّ فَذَاکَ الَّذِی رُکِّبَ عَقْلُهُ فِیهِ بَعْدَ مَا کَبِرَ فَهُوَ یَقُولُ لَکَ أَعِدْ عَلَیَّ
28- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ مَنْ رَفَعَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا رَأَیْتُمُ الرَّجُلَ کَثِیرَ الصَّلَاةِ کَثِیرَ الصِّیَامِ فَلَا تُبَاهُوا بِهِ حَتَّی تَنْظُرُوا کَیْفَ عَقْلُهُ
29- بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ یَا مُفَضَّلُ لَا یُفْلِحُ مَنْ لَا یَعْقِلُ وَ لَا یَعْقِلُ مَنْ لَا یَعْلَمُ وَ سَوْفَ یَنْجُبُ مَنْ یَفْهَمُ وَ یَظْفَرُ مَنْ یَحْلُمُ وَ الْعِلْمُ جُنَّةٌ وَ الصِّدْقُ عِزٌّ وَ الْجَهْلُ ذُلٌّ وَ الْفَهْمُ مَجْدٌ وَ الْجُودُ
الکافی ج : 1 ص : 27
نُجْحٌ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ مَجْلَبَةٌ لِلْمَوَدَّةِ وَ الْعَالِمُ بِزَمَانِهِ لَا تَهْجُمُ عَلَیْهِ اللَّوَابِسُ وَ الْحَزْمُ مَسَاءَةُ الظَّنِّ وَ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ الْحِکْمَةِ نِعْمَةُ الْعَالِمِ وَ الْجَاهِلُ شَقِیٌّ بَیْنَهُمَا وَ اللَّهُ وَلِیُّ مَنْ عَرَفَهُ وَ عَدُوُّ مَنْ تَکَلَّفَهُ وَ الْعَاقِلُ غَفُورٌ وَ الْجَاهِلُ خَتُورٌ وَ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُکْرَمَ فَلِنْ وَ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُهَانَ فَاخْشُنْ وَ مَنْ کَرُمَ أَصْلُهُ لَانَ قَلْبُهُ وَ مَنْ خَشُنَ عُنْصُرُهُ غَلُظَ کَبِدُهُ وَ مَنْ فَرَّطَ تَوَرَّطَ وَ مَنْ خَافَ الْعَاقِبَةَ تَثَبَّتَ عَنِ التَّوَغُّلِ فِیمَا لَا یَعْلَمُ وَ مَنْ هَجَمَ عَلَی أَمْرٍ بِغَیْرِ عِلْمٍ جَدَعَ أَنْفَ نَفْسِهِ وَ مَنْ لَمْ یَعْلَمْ لَمْ یَفْهَمْ وَ مَنْ لَمْ یَفْهَمْ لَمْ یَسْلَمْ وَ مَنْ لَمْ یَسْلَمْ لَمْ یُکْرَمْ وَ مَنْ لَمْ یُکْرَمْ یُهْضَمْ وَ مَنْ یُهْضَمْ کَانَ أَلْوَمَ وَ مَنْ کَانَ کَذَلِکَ کَانَ أَحْرَی أَنْ یَنْدَمَ
30- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع مَنِ اسْتَحْکَمَتْ لِی فِیهِ خَصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ الْخَیْرِ احْتَمَلْتُهُ عَلَیْهَا وَ اغْتَفَرْتُ فَقْدَ مَا سِوَاهَا وَ لَا أَغْتَفِرُ فَقْدَ عَقْلٍ وَ لَا دِینٍ لِأَنَّ مُفَارَقَةَ الدِّینِ مُفَارَقَةُ الْأَمْنِ فَلَا یَتَهَنَّأُ بِحَیَاةٍ مَعَ مَخَافَةٍ وَ فَقْدُ الْعَقْلِ فَقْدُ الْحَیَاةِ وَ لَا یُقَاسُ إِلَّا بِالْأَمْوَاتِ
31- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُوسَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْمُحَارِبِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَیْمُونِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ دَلِیلٌ عَلَی ضَعْفِ عَقْلِهِ
32- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَاصِمِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ ذُکِرَ عِنْدَهُ أَصْحَابُنَا وَ ذُکِرَ الْعَقْلُ قَالَ فَقَالَ ع لَا یُعْبَأُ بِأَهْلِ الدِّینِ مِمَّنْ لَا عَقْلَ لَهُ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّ مِمَّنْ یَصِفُ
الکافی ج : 1 ص : 28
هَذَا الْأَمْرَ قَوْماً لَا بَأْسَ بِهِمْ عِنْدَنَا وَ لَیْسَتْ لَهُمْ تِلْکَ الْعُقُولُ فَقَالَ لَیْسَ هَؤُلَاءِ مِمَّنْ خَاطَبَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْعَقْلَ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ وَ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی مَا خَلَقْتُ شَیْئاً أَحْسَنَ مِنْکَ أَوْ أَحَبَّ إِلَیَّ مِنْکَ بِکَ آخُذُ وَ بِکَ أُعْطِی
33- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَیْسَ بَیْنَ الْإِیمَانِ وَ الْکُفْرِ إِلَّا قِلَّةُ الْعَقْلِ قِیلَ وَ کَیْفَ ذَاکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ إِنَّ الْعَبْدَ یَرْفَعُ رَغْبَتَهُ إِلَی مَخْلُوقٍ فَلَوْ أَخْلَصَ نِیَّتَهُ لِلَّهِ لَأَتَاهُ الَّذِی یُرِیدُ فِی أَسْرَعَ مِنْ ذَلِکَ
34- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع یَقُولُ بِالْعَقْلِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ الْحِکْمَةِ وَ بِالْحِکْمَةِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ الْعَقْلِ وَ بِحُسْنِ السِّیَاسَةِ یَکُونُ الْأَدَبُ الصَّالِحُ قَالَ وَ کَانَ یَقُولُ التَّفَکُّرُ حَیَاةُ قَلْبِ الْبَصِیرِ کَمَا یَمْشِی الْمَاشِی فِی الظُّلُمَاتِ بِالنُّورِ بِحُسْنِ التَّخَلُّصِ وَ قِلَّةِ التَّرَبُّصِ
35- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَمَّادٍ
الکافی ج : 1 ص : 29
عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ إِنَّ أَوَّلَ الْأُمُورِ وَ مَبْدَأَهَا وَ قُوَّتَهَا وَ عِمَارَتَهَا الَّتِی لَا یُنْتَفَعُ بِشَیْ‏ءٍ إِلَّا بِهِ الْعَقْلُ الَّذِی جَعَلَهُ اللَّهُ زِینَةً لِخَلْقِهِ وَ نُوراً لَهُمْ فَبِالْعَقْلِ عَرَفَ الْعِبَادُ خَالِقَهُمْ وَ أَنَّهُمْ مَخْلُوقُونَ وَ أَنَّهُ الْمُدَبِّرُ لَهُمْ وَ أَنَّهُمُ الْمُدَبَّرُونَ وَ أَنَّهُ الْبَاقِی وَ هُمُ الْفَانُونَ وَ اسْتَدَلُّوا بِعُقُولِهِمْ عَلَی مَا رَأَوْا مِنْ خَلْقِهِ مِنْ سَمَائِهِ وَ أَرْضِهِ وَ شَمْسِهِ وَ قَمَرِهِ وَ لَیْلِهِ وَ نَهَارِهِ وَ بِأَنَّ لَهُ وَ لَهُمْ خَالِقاً وَ مُدَبِّراً لَمْ یَزَلْ وَ لَا یَزُولُ وَ عَرَفُوا بِهِ الْحَسَنَ مِنَ الْقَبِیحِ وَ أَنَّ الظُّلْمَةَ فِی الْجَهْلِ وَ أَنَّ النُّورَ فِی الْعِلْمِ فَهَذَا مَا دَلَّهُمْ عَلَیْهِ الْعَقْلُ قِیلَ لَهُ فَهَلْ یَکْتَفِی الْعِبَادُ بِالْعَقْلِ دُونَ غَیْرِهِ قَالَ إِنَّ الْعَاقِلَ لِدَلَالَةِ عَقْلِهِ الَّذِی جَعَلَهُ اللَّهُ قِوَامَهُ وَ زِینَتَهُ وَ هِدَایَتَهُ عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّهُ وَ عَلِمَ أَنَّ لِخَالِقِهِ مَحَبَّةً وَ أَنَّ لَهُ کَرَاهِیَةً وَ أَنَّ لَهُ طَاعَةً وَ أَنَّ لَهُ مَعْصِیَةً فَلَمْ یَجِدْ عَقْلَهُ یَدُلُّهُ عَلَی ذَلِکَ وَ عَلِمَ أَنَّهُ لَا یُوصَلُ إِلَیْهِ إِلَّا بِالْعِلْمِ وَ طَلَبِهِ وَ أَنَّهُ لَا یَنْتَفِعُ بِعَقْلِهِ إِنْ لَمْ یُصِبْ ذَلِکَ بِعِلْمِهِ فَوَجَبَ عَلَی الْعَاقِلِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَ الْأَدَبِ الَّذِی لَا قِوَامَ لَهُ إِلَّا بِهِ
36- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ حُمْرَانَ وَ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ قَالَا سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ لَا غِنَی أَخْصَبُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ أَحَطُّ مِنَ الْحُمْقِ وَ لَا اسْتِظْهَارَ فِی أَمْرٍ بِأَکْثَرَ مِنَ الْمَشُورَةِ فِیهِ
وَ هَذَا آخِرُ کِتَابِ الْعَقْلِ وَ الْجَهْلِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْلِیماً

الکافی ج : 1 ص : 30
کِتَابُ فَضْلِ الْعِلْمِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ
بَابُ فَرْضِ الْعِلْمِ وَ وُجُوبِ طَلَبِهِ وَ الْحَثِّ عَلَیْهِ
1- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِی الْحُسَیْنِ الْفَارِسِیِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِیضَةٌ عَلَی کُلِّ مُسْلِمٍ أَلَا إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ بُغَاةَ الْعِلْمِ
2- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِیضَةٌ
3- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ ع هَلْ یَسَعُ النَّاسَ تَرْکُ الْمَسْأَلَةِ عَمَّا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَا
4- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ غَیْرُهُ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی جَمِیعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ سَمِعْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَقُولُ أَیُّهَا النَّاسُ اعْلَمُوا أَنَّ کَمَالَ الدِّینِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلُ بِهِ أَلَا وَ إِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ أَوْجَبُ عَلَیْکُمْ مِنْ طَلَبِ الْمَالِ إِنَّ الْمَالَ مَقْسُومٌ مَضْمُونٌ لَکُمْ قَدْ قَسَمَهُ عَادِلٌ بَیْنَکُمْ وَ ضَمِنَهُ وَ سَیَفِی لَکُمْ وَ الْعِلْمُ مَخْزُونٌ عِنْدَ أَهْلِهِ وَ قَدْ أُمِرْتُمْ بِطَلَبِهِ مِنْ أَهْلِهِ فَاطْلُبُوهُ
5- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ
الکافی ج : 1 ص : 31
أَبِی عَبْدِ اللَّهِ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِیضَةٌ وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِیضَةٌ عَلَی کُلِّ مُسْلِمٍ أَلَا وَ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ بُغَاةَ الْعِلْمِ
6- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ تَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ یَتَفَقَّهْ مِنْکُمْ فِی الدِّینِ فَهُوَ أَعْرَابِیٌّ إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ فِی کِتَابِهِ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُونَ
7- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ عَلَیْکُمْ بِالتَّفَقُّهِ فِی دِینِ اللَّهِ وَ لَا تَکُونُوا أَعْرَاباً فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ یَتَفَقَّهْ فِی دِینِ اللَّهِ لَمْ یَنْظُرِ اللَّهُ إِلَیْهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ لَمْ یُزَکِّ لَهُ عَمَلًا
8- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَوَدِدْتُ أَنَّ أَصْحَابِی ضُرِبَتْ رُءُوسُهُمْ بِالسِّیَاطِ حَتَّی یَتَفَقَّهُوا
9- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ لَهُ رَجُلٌ جُعِلْتُ فِدَاکَ رَجُلٌ عَرَفَ هَذَا الْأَمْرَ لَزِمَ بَیْتَهُ وَ لَمْ یَتَعَرَّفْ إِلَی أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ قَالَ فَقَالَ کَیْفَ یَتَفَقَّهُ هَذَا فِی دِینِهِ

الکافی ج : 1 ص : 32