تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 1
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

بَابُ مَوْلِدِ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ ع

وُلِدَ ع فِی شَهْرِ رَمَضَانَ وَ فِی نُسْخَةٍ أُخْرَی فِی شَهْرِ رَبِیعٍ الْ‏آخِرِ سَنَةَ اثْنَتَیْنِ وَ ثَلَاثِینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ قُبِضَ ع یَوْمَ الْجُمُعَةِ لِثَمَانِ لَیَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ هُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَ عِشْرِینَ سَنَةً وَ دُفِنَ فِی دَارِهِ فِی الْبَیْتِ الَّذِی دُفِنَ فِیهِ أَبُوهُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ یُقَالُ لَهَا حُدَیْثٌ وَ قِیلَ سَوْسَنُ
1- الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی وَ غَیْرُهُمَا قَالُوا کَانَ أَحْمَدُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ خَاقَانَ عَلَی الضِّیَاعَ وَ الْخَرَاجِ بِقُمَّ فَجَرَی فِی مَجْلِسِهِ یَوْماً ذِکْرُ الْعَلَوِیَّةِ وَ مَذَاهِبِهِمْ وَ کَانَ شَدِیدَ النَّصْبِ فَقَالَ مَا رَأَیْتُ وَ لَا عَرَفْتُ بِسُرَّ مَنْ رَأَی رَجُلًا مِنَ الْعَلَوِیَّةِ مِثْلَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا فِی هَدْیِهِ وَ سُکُونِهِ وَ عَفَافِهِ وَ نُبْلِهِ وَ کَرَمِهِ عِنْدَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ بَنِی هَاشِمٍ وَ تَقْدِیمِهِمْ إِیَّاهُ عَلَی ذَوِی السِّنِّ مِنْهُمْ وَ الْخَطَرِ وَ کَذَلِکَ الْقُوَّادِ وَ الْوُزَرَاءِ وَ عَامَّةِ النَّاسِ فَإِنِّی کُنْتُ یَوْماً قَائِماً عَلَی رَأْسِ أَبِی وَ هُوَ یَوْمُ مَجْلِسِهِ لِلنَّاسِ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ حُجَّابُهُ فَقَالُوا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الرِّضَا بِالْبَابِ فَقَالَ بِصَوْتٍ عَالٍ ائْذَنُوا لَهُ فَتَعَجَّبْتُ مِمَّا سَمِعْتُ مِنْهُمْ أَنَّهُمْ جَسَرُوا یُکَنُّونَ رَجُلًا عَلَی أَبِی بِحَضْرَتِهِ وَ لَمْ یُکَنَّ عِنْدَهُ إِلَّا خَلِیفَةٌ أَوْ وَلِیُّ عَهْدٍ أَوْ مَنْ أَمَرَ السُّلْطَانُ أَنْ یُکَنَّی فَدَخَلَ رَجُلٌ أَسْمَرُ حَسَنُ الْقَامَةِ جَمِیلُ الْوَجْهِ جَیِّدُ الْبَدَنِ حَدَثُ السِّنِّ لَهُ جَلَالَةٌ وَ هَیْبَةٌ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ أَبِی قَامَ یَمْشِی إِلَیْهِ خُطًی وَ لَا أَعْلَمُهُ فَعَلَ هَذَا بِأَحَدٍ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادِ فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ عَانَقَهُ وَ قَبَّلَ وَجْهَهُ وَ صَدْرَهُ وَ أَخَذَ بِیَدِهِ وَ أَجْلَسَهُ عَلَی مُصَلَّاهُ الَّذِی کَانَ عَلَیْهِ وَ جَلَسَ إِلَی جَنْبِهِ مُقْبِلًا عَلَیْهِ بِوَجْهِهِ وَ جَعَلَ یُکَلِّمُهُ وَ یَفْدِیهِ بِنَفْسِهِ وَ أَنَا مُتَعَجِّبٌ مِمَّا أَرَی مِنْهُ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ الْحَاجِبُ فَقَالَ الْمُوَفَّقُ قَدْ جَاءَ وَ کَانَ الْمُوَفَّقُ إِذَا دَخَلَ عَلَی أَبِی تَقَدَّمَ حُجَّابُهُ وَ خَاصَّةُ قُوَّادِهِ فَقَامُوا بَیْنَ مَجْلِسِ أَبِی وَ بَیْنَ بَابِ الدَّارِ سِمَاطَیْنِ إِلَی أَنْ یَدْخُلَ وَ یَخْرُجَ فَلَمْ یَزَلْ أَبِی مُقْبِلًا عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ یُحَدِّثُهُ حَتَّی نَظَرَ إِلَی غِلْمَانِ
الکافی ج : 1 ص : 504
الْخَاصَّةِ فَقَالَ حِینَئِذٍ إِذَا شِئْتَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ ثُمَّ قَالَ لِحُجَّابِهِ خُذُوا بِهِ خَلْفَ السِّمَاطَیْنِ حَتَّی لَا یَرَاهُ هَذَا یَعْنِی الْمُوَفَّقَ فَقَامَ وَ قَامَ أَبِی وَ عَانَقَهُ وَ مَضَی فَقُلْتُ لِحُجَّابِ أَبِی وَ غِلْمَانِهِ وَیْلَکُمْ مَنْ هَذَا الَّذِی کَنَّیْتُمُوهُ عَلَی أَبِی وَ فَعَلَ بِهِ أَبِی هَذَا الْفِعْلَ فَقَالُوا هَذَا عَلَوِیٌّ یُقَالُ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ یُعْرَفُ بِابْنِ الرِّضَا فَازْدَدْتُ تَعَجُّباً وَ لَمْ أَزَلْ یَوْمِی ذَلِکَ قَلِقاً مُتَفَکِّراً فِی أَمْرِهِ وَ أَمْرِ أَبِی وَ مَا رَأَیْتُ فِیهِ حَتَّی کَانَ اللَّیْلُ وَ کَانَتْ عَادَتُهُ أَنْ یُصَلِّیَ الْعَتَمَةَ ثُمَّ یَجْلِسُ فَیَنْظُرُ فِیمَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ مِنَ الْمُؤَامَرَاتِ وَ مَا یَرْفَعُهُ إِلَی السُّلْطَانِ فَلَمَّا صَلَّی وَ جَلَسَ جِئْتُ فَجَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ لَیْسَ عِنْدَهُ أَحَدٌ فَقَالَ لِی یَا أَحْمَدُ لَکَ حَاجَةٌ قُلْتُ نَعَمْ یَا أَبَهْ فَإِنْ أَذِنْتَ لِی سَأَلْتُکَ عَنْهَا فَقَالَ قَدْ أَذِنْتُ لَکَ یَا بُنَیَّ فَقُلْ مَا أَحْبَبْتَ قُلْتُ یَا أَبَهْ مَنِ الرَّجُلُ الَّذِی رَأَیْتُکَ بِالْغَدَاةِ فَعَلْتَ بِهِ مَا فَعَلْتَ مِنَ الْإِجْلَالِ وَ الْکَرَامَةِ وَ التَّبْجِیلِ وَ فَدَیْتَهُ بِنَفْسِکَ وَ أَبَوَیْکَ فَقَالَ یَا بُنَیَّ ذَاکَ إِمَامُ الرَّافِضَةِ ذَاکَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الرِّضَا فَسَکَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ یَا بُنَیَّ لَوْ زَالَتِ الْإِمَامَةُ عَنْ خُلَفَاءِ بَنِی الْعَبَّاسِ مَا اسْتَحَقَّهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ غَیْرُ هَذَا وَ إِنَّ هَذَا لَیَسْتَحِقُّهَا فِی فَضْلِهِ وَ عَفَافِهِ وَ هَدْیِهِ وَ صِیَانَتِهِ وَ زُهْدِهِ وَ عِبَادَتِهِ وَ جَمِیلِ أَخْلَاقِهِ وَ صَلَاحِهِ وَ لَوْ رَأَیْتَ أَبَاهُ رَأَیْتَ رَجُلًا جَزْلًا نَبِیلًا فَاضِلًا فَازْدَدْتُ قَلَقاً وَ تَفَکُّراً وَ غَیْظاً عَلَی أَبِی وَ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ وَ اسْتَزَدْتُهُ فِی فِعْلِهِ وَ قَوْلِهِ فِیهِ مَا قَالَ فَلَمْ یَکُنْ لِی هِمَّةٌ بَعْدَ ذَلِکَ إِلَّا السُّؤَالُ عَنْ خَبَرِهِ وَ الْبَحْثُ عَنْ أَمْرِهِ فَمَا سَأَلْتُ أَحَداً مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادِ وَ الْکُتَّابِ وَ الْقُضَاةِ وَ الْفُقَهَاءِ وَ سَائِرِ النَّاسِ إِلَّا وَجَدْتُهُ عِنْدَهُ فِی غَایَةِ الْإِجْلَالِ وَ الْإِعْظَامِ وَ الْمَحَلِّ الرَّفِیعِ وَ الْقَوْلِ الْجَمِیلِ وَ التَّقْدِیمِ لَهُ عَلَی جَمِیعِ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ مَشَایِخِهِ فَعَظُمَ قَدْرُهُ عِنْدِی إِذْ لَمْ أَرَ لَهُ وَلِیّاً وَ لَا عَدُوّاً إِلَّا وَ هُوَ یُحْسِنُ الْقَوْلَ فِیهِ وَ الثَّنَاءَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ حَضَرَ مَجْلِسَهُ مِنَ الْأَشْعَرِیِّینَ یَا أَبَا بَکْرٍ فَمَا خَبَرُ أَخِیهِ جَعْفَرٍ فَقَالَ وَ مَنْ جَعْفَرٌ فَتَسْأَلَ عَنْ خَبَرِهِ أَوْ یُقْرَنَ بِالْحَسَنِ جَعْفَرٌ مُعْلِنُ الْفِسْقِ فَاجِرٌ مَاجِنٌ شِرِّیبٌ لِلْخُمُورِ أَقَلُّ مَنْ رَأَیْتُهُ مِنَ الرِّجَالِ وَ أَهْتَکُهُمْ لِنَفْسِهِ خَفِیفٌ قَلِیلٌ فِی نَفْسِهِ وَ لَقَدْ وَرَدَ عَلَی السُّلْطَانِ وَ أَصْحَابِهِ فِی وَقْتِ وَفَاةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ مَا تَعَجَّبْتُ مِنْهُ وَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّهُ یَکُونُ وَ ذَلِکَ أَنَّهُ

الکافی ج : 1 ص : 505
لَمَّا اعْتَلَّ بَعَثَ إِلَی أَبِی أَنَّ ابْنَ الرِّضَا قَدِ اعْتَلَّ فَرَکِبَ مِنْ سَاعَتِهِ فَبَادَرَ إِلَی دَارِ الْخِلَافَةِ ثُمَّ رَجَعَ مُسْتَعْجِلًا وَ مَعَهُ خَمْسَةٌ مِنْ خَدَمِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ کُلُّهُمْ مِنْ ثِقَاتِهِ وَ خَاصَّتِهِ فِیهِمْ نِحْرِیرٌ فَأَمَرَهُمْ بِلُزُومِ دَارِ الْحَسَنِ وَ تَعَرُّفِ خَبَرِهِ وَ حَالِهِ وَ بَعَثَ إِلَی نَفَرٍ مِنَ الْمُتَطَبِّبِینَ فَأَمَرَهُمْ بِالِاخْتِلَافِ إِلَیْهِ وَ تَعَاهُدِهِ صَبَاحاً وَ مَسَاءً فَلَمَّا کَانَ بَعْدَ ذَلِکَ بِیَوْمَیْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ أُخْبِرَ أَنَّهُ قَدْ ضَعُفَ فَأَمَرَ الْمُتَطَبِّبِینَ بِلُزُومِ دَارِهِ وَ بَعَثَ إِلَی قَاضِی الْقُضَاةِ فَأَحْضَرَهُ مَجْلِسَهُ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَخْتَارَ مِنْ أَصْحَابِهِ عَشَرَةً مِمَّنْ یُوثَقُ بِهِ فِی دِینِهِ وَ أَمَانَتِهِ وَ وَرَعِهِ فَأَحْضَرَهُمْ فَبَعَثَ بِهِمْ إِلَی دَارِ الْحَسَنِ وَ أَمَرَهُمْ بِلُزُومِهِ لَیْلًا وَ نَهَاراً فَلَمْ یَزَالُوا هُنَاکَ حَتَّی تُوُفِّیَ ع فَصَارَتْ سُرَّ مَنْ رَأَی ضَجَّةً وَاحِدَةً وَ بَعَثَ السُّلْطَانُ إِلَی دَارِهِ مَنْ فَتَّشَهَا وَ فَتَّشَ حُجَرَهَا وَ خَتَمَ عَلَی جَمِیعِ مَا فِیهَا وَ طَلَبُوا أَثَرَ وَلَدِهِ وَ جَاءُوا بِنِسَاءٍ یَعْرِفْنَ الْحَمْلَ فَدَخَلْنَ إِلَی جَوَارِیهِ یَنْظُرْنَ إِلَیْهِنَّ فَذَکَرَ بَعْضُهُنَّ أَنَّ هُنَاکَ جَارِیَةً بِهَا حَمْلٌ فَجُعِلَتْ فِی حُجْرَةٍ وَ وُکِّلَ بِهَا نِحْرِیرٌ الْخَادِمُ وَ أَصْحَابُهُ وَ نِسْوَةٌ مَعَهُمْ ثُمَّ أَخَذُوا بَعْدَ ذَلِکَ فِی تَهْیِئَتِهِ وَ عُطِّلَتِ الْأَسْوَاقُ وَ رَکِبَتْ بَنُو هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادُ وَ أَبِی وَ سَائِرُ النَّاسِ إِلَی جَنَازَتِهِ فَکَانَتْ سُرَّ مَنْ رَأَی یَوْمَئِذٍ شَبِیهاً بِالْقِیَامَةِ فَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ تَهْیِئَتِهِ بَعَثَ السُّلْطَانُ إِلَی أَبِی عِیسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ فَأَمَرَهُ بِالصَّلَاةِ عَلَیْهِ فَلَمَّا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ لِلصَّلَاةِ عَلَیْهِ دَنَا أَبُو عِیسَی مِنْهُ فَکَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ فَعَرَضَهُ عَلَی بَنِی هَاشِمٍ مِنَ الْعَلَوِیَّةِ وَ الْعَبَّاسِیَّةِ وَ الْقُوَّادِ وَ الْکُتَّابِ وَ الْقُضَاةِ وَ الْمُعَدَّلِینَ وَ قَالَ هَذَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ عَلَی فِرَاشِهِ حَضَرَهُ مَنْ حَضَرَهُ مِنْ خَدَمِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ ثِقَاتِهِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ مِنَ الْقُضَاةِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ مِنَ الْمُتَطَبِّبِینَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ ثُمَّ غَطَّی وَجْهَهُ وَ أَمَرَ بِحَمْلِهِ فَحُمِلَ مِنْ وَسَطِ دَارِهِ وَ دُفِنَ فِی الْبَیْتِ الَّذِی دُفِنَ فِیهِ أَبُوهُ فَلَمَّا دُفِنَ أَخَذَ السُّلْطَانُ وَ النَّاسُ فِی طَلَبِ وَلَدِهِ وَ کَثُرَ التَّفْتِیشُ فِی الْمَنَازِلِ وَ الدُّورِ وَ تَوَقَّفُوا عَنْ قِسْمَةِ مِیرَاثِهِ وَ لَمْ یَزَلِ الَّذِینَ وُکِّلُوا بِحِفْظِ الْجَارِیَةِ الَّتِی تُوُهِّمَ عَلَیْهَا الْحَمْلُ لَازِمِینَ حَتَّی تَبَیَّنَ بُطْلَانُ الْحَمْلِ فَلَمَّا بَطَلَ الْحَمْلُ عَنْهُنَّ قُسِمَ مِیرَاثُهُ بَیْنَ أُمِّهِ وَ أَخِیهِ جَعْفَرٍ وَ ادَّعَتْ أُمُّهُ وَصِیَّتَهُ وَ ثَبَتَ ذَلِکَ عِنْدَ الْقَاضِی وَ السُّلْطَانُ عَلَی ذَلِکَ یَطْلُبُ أَثَرَ وَلَدِهِ فَجَاءَ جَعْفَرٌ بَعْدَ ذَلِکَ إِلَی أَبِی فَقَالَ اجْعَلْ لِی مَرْتَبَةَ أَخِی وَ أُوصِلَ إِلَیْکَ فِی کُلِّ سَنَةٍ عِشْرِینَ أَلْفَ دِینَارٍ فَزَبَرَهُ أَبِی وَ أَسْمَعَهُ وَ قَالَ لَهُ یَا أَحْمَقُ السُّلْطَانُ جَرَّدَ
الکافی ج : 1 ص : 506
سَیْفَهُ فِی الَّذِینَ زَعَمُوا أَنَّ أَبَاکَ وَ أَخَاکَ أَئِمَّةٌ لِیَرُدَّهُمْ عَنْ ذَلِکَ فَلَمْ یَتَهَیَّأْ لَهُ ذَلِکَ فَإِنْ کُنْتَ عِنْدَ شِیعَةِ أَبِیکَ أَوْ أَخِیکَ إِمَاماً فَلَا حَاجَةَ بِکَ إِلَی السُّلْطَانِ أَنْ یُرَتِّبَکَ مَرَاتِبَهُمَا وَ لَا غَیْرِ السُّلْطَانِ وَ إِنْ لَمْ تَکُنْ عِنْدَهُمْ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ لَمْ تَنَلْهَا بِنَا وَ اسْتَقَلَّهُ أَبِی عِنْدَ ذَلِکَ وَ اسْتَضْعَفَهُ وَ أَمَرَ أَنْ یُحْجَبَ عَنْهُ فَلَمْ یَأْذَنْ لَهُ فِی الدُّخُولِ عَلَیْهِ حَتَّی مَاتَ أَبِی وَ خَرَجْنَا وَ هُوَ عَلَی تِلْکَ الْحَالِ وَ السُّلْطَانُ یَطْلُبُ أَثَرَ وَلَدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ
2- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ کَتَبَ أَبُو مُحَمَّدٍ ع إِلَی أَبِی الْقَاسِمِ إِسْحَاقَ بْنِ جَعْفَرٍ الزُّبَیْرِیِّ قَبْلَ مَوْتِ الْمُعْتَزِّ بِنَحْوِ عِشْرِینَ یَوْماً الْزَمْ بَیْتَکَ حَتَّی یَحْدُثَ الْحَادِثُ فَلَمَّا قُتِلَ بُرَیْحَةُ کَتَبَ إِلَیْهِ قَدْ حَدَثَ الْحَادِثُ فَمَا تَأْمُرُنِی فَکَتَبَ لَیْسَ هَذَا الْحَادِثَ هُوَ الْحَادِثُ الْ‏آخَرُ فَکَانَ مِنْ أَمْرِ الْمُعْتَزِّ مَا کَانَ وَ عَنْهُ قَالَ کَتَبَ إِلَی رَجُلٍ آخَرَ یُقْتَلُ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ عَبْدُ اللَّهِ قَبْلَ قَتْلِهِ بِعَشَرَةِ أَیَّامٍ فَلَمَّا کَانَ فِی الْیَوْمِ الْعَاشِرِ قُتِلَ
3- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْکُرْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ ضَاقَ بِنَا الْأَمْرُ فَقَالَ لِی أَبِی امْضِ بِنَا حَتَّی نَصِیرَ إِلَی هَذَا الرَّجُلِ یَعْنِی أَبَا مُحَمَّدٍ فَإِنَّهُ قَدْ وُصِفَ عَنْهُ سَمَاحَةٌ فَقُلْتُ تَعْرِفُهُ فَقَالَ مَا أَعْرِفُهُ وَ لَا رَأَیْتُهُ قَطُّ قَالَ فَقَصَدْنَاهُ فَقَالَ لِی أَبِی وَ هُوَ فِی طَرِیقِهِ مَا أَحْوَجَنَا إِلَی أَنْ یَأْمُرَ لَنَا بِخَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ مِائَتَا دِرْهَمٍ لِلْکِسْوَةِ وَ مِائَتَا دِرْهَمٍ لِلدَّیْنِ وَ مِائَةٌ لِلنَّفَقَةِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی لَیْتَهُ أَمَرَ لِی بِثَلَاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ مِائَةٌ أَشْتَرِی بِهَا حِمَاراً وَ مِائَةٌ لِلنَّفَقَةِ وَ مِائَةٌ لِلْکِسْوَةِ وَ أَخْرُجَ إِلَی الْجَبَلِ قَالَ فَلَمَّا وَافَیْنَا الْبَابَ خَرَجَ إِلَیْنَا غُلَامُهُ فَقَالَ یَدْخُلُ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ مُحَمَّدٌ ابْنُهُ فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَیْهِ وَ سَلَّمْنَا قَالَ لِأَبِی یَا عَلِیُّ مَا خَلَّفَکَ عَنَّا إِلَی هَذَا الْوَقْتِ فَقَالَ یَا سَیِّدِی اسْتَحْیَیْتُ أَنْ أَلْقَاکَ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ جَاءَنَا غُلَامُهُ فَنَاوَلَ أَبِی صُرَّةً فَقَالَ هَذِهِ خَمْسُمِائَةِ دِرْهَمٍ مِائَتَانِ لِلْکِسْوَةِ وَ مِائَتَانِ لِلدَّیْنِ وَ مِائَةٌ لِلنَّفَقَةِ وَ أَعْطَانِی صُرَّةً فَقَالَ هَذِهِ ثَلَاثُمِائَةِ دِرْهَمٍ اجْعَلْ مِائَةً فِی ثَمَنِ حِمَارٍ وَ مِائَةً لِلْکِسْوَةِ وَ مِائَةً لِلنَّفَقَةِ وَ لَا تَخْرُجْ إِلَی الْجَبَلِ وَ صِرْ إِلَی سُورَاءَ فَصَارَ إِلَی سُورَاءَ وَ تَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ فَدَخْلُهُ الْیَوْمَ أَلْفُ دِینَارٍ وَ مَعَ هَذَا یَقُولُ بِالْوَقْفِ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فَقُلْتُ لَهُ وَیْحَکَ أَ تُرِیدُ أَمْراً أَبْیَنَ مِنْ هَذَا قَالَ
الکافی ج : 1 ص : 507
فَقَالَ هَذَا أَمْرٌ قَدْ جَرَیْنَا عَلَیْهِ
4- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَزْوِینِیُّ قَالَ کُنْتُ مَعَ أَبِی بِسُرَّ مَنْ رَأَی وَ کَانَ أَبِی یَتَعَاطَی الْبَیْطَرَةَ فِی مَرْبِطِ أَبِی مُحَمَّدٍ قَالَ وَ کَانَ عِنْدَ الْمُسْتَعِینِ بَغْلٌ لَمْ یُرَ مِثْلُهُ حُسْناً وَ کِبْراً وَ کَانَ یَمْنَعُ ظَهْرَهُ وَ اللِّجَامَ وَ السَّرْجَ وَ قَدْ کَانَ جَمَعَ عَلَیْهِ الرَّاضَةَ فَلَمْ یُمَکِّنْ لَهُمْ حِیلَةً فِی رُکُوبِهِ قَالَ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ نُدَمَائِهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ لَا تَبْعَثُ إِلَی الْحَسَنِ ابْنِ الرِّضَا حَتَّی یَجِی‏ءَ فَإِمَّا أَنْ یَرْکَبَهُ وَ إِمَّا أَنْ یَقْتُلَهُ فَتَسْتَرِیحَ مِنْهُ قَالَ فَبَعَثَ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ وَ مَضَی مَعَهُ أَبِی فَقَالَ أَبِی لَمَّا دَخَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارَ کُنْتُ مَعَهُ فَنَظَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ إِلَی الْبَغْلِ وَاقِفاً فِی صَحْنِ الدَّارِ فَعَدَلَ إِلَیْهِ فَوَضَعَ بِیَدِهِ عَلَی کَفَلِهِ قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَی الْبَغْلِ وَ قَدْ عَرِقَ حَتَّی سَالَ الْعَرَقُ مِنْهُ ثُمَّ صَارَ إِلَی الْمُسْتَعِینِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَرَحَّبَ بِهِ وَ قَرَّبَ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَلْجِمْ هَذَا الْبَغْلَ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ لِأَبِی أَلْجِمْهُ یَا غُلَامُ فَقَالَ الْمُسْتَعِینُ أَلْجِمْهُ أَنْتَ فَوَضَعَ طَیْلَسَانَهُ ثُمَّ قَامَ فَأَلْجَمَهُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَی مَجْلِسِهِ وَ قَعَدَ فَقَالَ لَهُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَسْرِجْهُ فَقَالَ لِأَبِی یَا غُلَامُ أَسْرِجْهُ فَقَالَ أَسْرِجْهُ أَنْتَ فَقَامَ ثَانِیَةً فَأَسْرَجَهُ وَ رَجَعَ فَقَالَ لَهُ تَرَی أَنْ تَرْکَبَهُ فَقَالَ نَعَمْ فَرَکِبَهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَمْتَنِعَ عَلَیْهِ ثُمَّ رَکَضَهُ فِی الدَّارِ ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَی الْهَمْلَجَةِ فَمَشَی أَحْسَنَ مَشْیٍ یَکُونُ ثُمَّ رَجَعَ وَ نَزَلَ فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَعِینُ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ کَیْفَ رَأَیْتَهُ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا رَأَیْتُ مِثْلَهُ حُسْناً وَ فَرَاهَةً وَ مَا یَصْلُحُ أَنْ یَکُونَ مِثْلُهُ إِلَّا لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ فَقَالَ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَإِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَدْ حَمَلَکَ عَلَیْهِ فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ لِأَبِی یَا غُلَامُ خُذْهُ فَأَخَذَهُ أَبِی فَقَادَهُ
5- عَلِیٌّ عَنْ أَبِی أَحْمَدَ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ شَکَوْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ع الْحَاجَةَ فَحَکَّ بِسَوْطِهِ الْأَرْضَ قَالَ وَ أَحْسَبُهُ غَطَّاهُ بِمِنْدِیلٍ وَ أَخْرَجَ خَمْسَمِائَةِ دِینَارٍ فَقَالَ یَا أَبَا هَاشِمٍ خُذْ وَ أَعْذِرْنَا
6- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْمُطَهَّرِ أَنَّهُ کَتَبَ إِلَیْهِ سَنَةَ الْقَادِسِیَّةِ یُعْلِمُهُ انْصِرَافَ النَّاسِ وَ أَنَّهُ یَخَافُ الْعَطَشَ فَکَتَبَ ع
الکافی ج : 1 ص : 508
امْضُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَیْکُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَمَضَوْا سَالِمِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ
7- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضْلِ الْیَمَانِیِّ قَالَ نَزَلَ بِالْجَعْفَرِیِّ مِنْ آلِ جَعْفَرٍ خَلْقٌ لَا قِبَلَ لَهُ بِهِمْ فَکَتَبَ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ یَشْکُو ذَلِکَ فَکَتَبَ إِلَیْهِ تُکْفَوْنَ ذَلِکَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی فَخَرَجَ إِلَیْهِمْ فِی نَفَرٍ یَسِیرٍ وَ الْقَوْمُ یَزِیدُونَ عَلَی عِشْرِینَ أَلْفاً وَ هُوَ فِی أَقَلَّ مِنْ أَلْفٍ فَاسْتَبَاحَهُمْ
8- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْعَلَوِیِّ قَالَ حُبِسَ أَبُو مُحَمَّدٍ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ نَارْمَشَ وَ هُوَ أَنْصَبُ النَّاسِ وَ أَشَدُّهُمْ عَلَی آلِ أَبِی طَالِبٍ وَ قِیلَ لَهُ افْعَلْ بِهِ وَ افْعَلْ فَمَا أَقَامَ عِنْدَهُ إِلَّا یَوْماً حَتَّی وَضَعَ خَدَّیْهِ لَهُ وَ کَانَ لَا یَرْفَعُ بَصَرَهُ إِلَیْهِ إِجْلَالًا وَ إِعْظَاماً فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ أَحْسَنُ النَّاسِ بَصِیرَةً وَ أَحْسَنُهُمْ فِیهِ قَوْلًا
9- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِیِّ قَالَ حَدَّثَنِی سُفْیَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الضُّبَعِیُّ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ أَسْأَلُهُ عَنِ الْوَلِیجَةِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی وَ لَمْ یَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ لا رَسُولِهِ وَ لَا الْمُؤْمِنِینَ وَلِیجَةً قُلْتُ فِی نَفْسِی لَا فِی الْکِتَابِ مَنْ تَرَی الْمُؤْمِنِینَ هَاهُنَا فَرَجَعَ الْجَوَابُ الْوَلِیجَةُ الَّذِی یُقَامُ دُونَ وَلِیِّ الْأَمْرِ وَ حَدَّثَتْکَ نَفْسُکَ عَنِ الْمُؤْمِنِینَ مَنْ هُمْ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ عَلَی اللَّهِ فَیُجِیزُ أَمَانَهُمْ
10- إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ قَالَ شَکَوْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ع ضِیقَ الْحَبْسِ وَ کَتَلَ الْقَیْدِ فَکَتَبَ إِلَیَّ أَنْتَ تُصَلِّی الْیَوْمَ الظُّهْرَ فِی مَنْزِلِکَ فَأُخْرِجْتُ فِی وَقْتِ الظُّهْرِ فَصَلَّیْتُ فِی مَنْزِلِی کَمَا قَالَ ع وَ کُنْتُ مُضَیَّقاً فَأَرَدْتُ أَنْ أَطْلُبَ مِنْهُ دَنَانِیرَ فِی الْکِتَابِ فَاسْتَحْیَیْتُ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی مَنْزِلِی وَجَّهَ إِلَیَّ بِمِائَةِ دِینَارٍ وَ کَتَبَ إِلَیَّ إِذَا کَانَتْ لَکَ حَاجَةٌ فَلَا تَسْتَحْیِ وَ لَا تَحْتَشِمْ وَ اطْلُبْهَا فَإِنَّکَ تَرَی مَا تُحِبُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ

الکافی ج : 1 ص : 509
11- إِسْحَاقُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَقْرَعِ قَالَ حَدَّثَنِی أَبُو حَمْزَةَ نُصَیْرٌ الْخَادِمُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ غَیْرَ مَرَّةٍ یُکَلِّمُ غِلْمَانَهُ بِلُغَاتِهِمْ تُرْکٍ وَ رُومٍ وَ صَقَالِبَةَ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِکَ وَ قُلْتُ هَذَا وُلِدَ بِالْمَدِینَةِ وَ لَمْ یَظْهَرْ لِأَحَدٍ حَتَّی مَضَی أَبُو الْحَسَنِ ع وَ لَا رَآهُ أَحَدٌ فَکَیْفَ هَذَا أُحَدِّثُ نَفْسِی بِذَلِکَ فَأَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی بَیَّنَ حُجَّتَهُ مِنْ سَائِرِ خَلْقِهِ بِکُلِّ شَیْ‏ءٍ وَ یُعْطِیهِ اللُّغَاتِ وَ مَعْرِفَةَ الْأَنْسَابِ وَ الْ‏آجَالِ وَ الْحَوَادِثِ وَ لَوْ لَا ذَلِکَ لَمْ یَکُنْ بَیْنَ الْحُجَّةِ وَ الْمَحْجُوجِ فَرْقٌ
12- إِسْحَاقُ عَنِ الْأَقْرَعِ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ أَسْأَلُهُ عَنِ الْإِمَامِ هَلْ یَحْتَلِمُ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی بَعْدَ مَا فَصَلَ الْکِتَابُ الِاحْتِلَامُ شَیْطَنَةٌ وَ قَدْ أَعَاذَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَوْلِیَاءَهُ مِنْ ذَلِکَ فَوَرَدَ الْجَوَابُ حَالُ الْأَئِمَّةِ فِی الْمَنَامِ حَالُهُمْ فِی الْیَقَظَةِ لَا یُغَیِّرُ النَّوْمُ مِنْهُمْ شَیْئاً وَ قَدْ أَعَاذَ اللَّهُ أَوْلِیَاءَهُ مِنْ لَمَّةِ الشَّیْطَانِ کَمَا حَدَّثَتْکَ نَفْسُکَ
13- إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِی الْحَسَنُ بْنُ ظَرِیفٍ قَالَ اخْتَلَجَ فِی صَدْرِی مَسْأَلَتَانِ أَرَدْتُ الْکِتَابَ فِیهِمَا إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ع فَکَتَبْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الْقَائِمِ ع إِذَا قَامَ بِمَا یَقْضِی وَ أَیْنَ مَجْلِسُهُ الَّذِی یَقْضِی فِیهِ بَیْنَ النَّاسِ وَ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ شَیْ‏ءٍ لِحُمَّی الرِّبْعِ فَأَغْفَلْتُ خَبَرَ الْحُمَّی فَجَاءَ الْجَوَابُ سَأَلْتَ عَنِ الْقَائِمِ فَإِذَا قَامَ قَضَی بَیْنَ النَّاسِ بِعِلْمِهِ کَقَضَاءِ دَاوُدَ ع لَا یَسْأَلُ الْبَیِّنَةَ وَ کُنْتَ أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ لِحُمَّی الرِّبْعِ فَأُنْسِیتَ فَاکْتُبْ فِی وَرَقَةٍ وَ عَلِّقْهُ عَلَی الْمَحْمُومِ فَإِنَّهُ یَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ یا نارُ کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی‏ إِبْراهِیمَ فَعَلَّقْنَا عَلَیْهِ مَا ذَکَرَ أَبُو مُحَمَّدٍ ع فَأَفَاقَ
14- إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِی إِسْمَاعِیلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ قَعَدْتُ لِأَبِی مُحَمَّدٍ ع عَلَی ظَهْرِ الطَّرِیقِ فَلَمَّا مَرَّ بِی شَکَوْتُ إِلَیْهِ الْحَاجَةَ وَ حَلَفْتُ لَهُ أَنَّهُ لَیْسَ عِنْدِی دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهَا وَ لَا غَدَاءٌ وَ لَا عَشَاءٌ قَالَ فَقَالَ تَحْلِفُ بِاللَّهِ کَاذِباً وَ قَدْ دَفَنْتَ مِائَتَیْ دِینَارٍ وَ لَیْسَ قَوْلِی هَذَا دَفْعاً لَکَ عَنِ الْعَطِیَّةِ أَعْطِهِ یَا غُلَامُ مَا مَعَکَ فَأَعْطَانِی غُلَامُهُ مِائَةَ دِینَارٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ لِی إِنَّکَ تُحْرَمُهَا أَحْوَجَ مَا تَکُونُ إِلَیْهَا یَعْنِی الدَّنَانِیرَ الَّتِی دَفَنْتُ وَ صَدَقَ ع وَ کَانَ کَمَا قَالَ
الکافی ج : 1 ص : 510
دَفَنْتُ مِائَتَیْ دِینَارٍ وَ قُلْتُ یَکُونُ ظَهْراً وَ کَهْفاً لَنَا فَاضْطُرِرْتُ ضَرُورَةً شَدِیدَةً إِلَی شَیْ‏ءٍ أُنْفِقُهُ وَ انْغَلَقَتْ عَلَیَّ أَبْوَابُ الرِّزْقِ فَنَبَّشْتُ عَنْهَا فَإِذَا ابْنٌ لِی قَدْ عَرَفَ مَوْضِعَهَا فَأَخَذَهَا وَ هَرَبَ فَمَا قَدَرْتُ مِنْهَا عَلَی شَیْ‏ءٍ
15- إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ کَانَ لِی فَرَسٌ وَ کُنْتُ بِهِ مُعْجَباً أُکْثِرُ ذِکْرَهُ فِی الْمَحَالِّ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ یَوْماً فَقَالَ لِی مَا فَعَلَ فَرَسُکَ فَقُلْتُ هُوَ عِنْدِی وَ هُوَ ذَا هُوَ عَلَی بَابِکَ وَ عَنْهُ نَزَلْتُ فَقَالَ لِیَ اسْتَبْدِلْ بِهِ قَبْلَ الْمَسَاءِ إِنْ قَدَرْتَ عَلَی مُشْتَرِی وَ لَا تُؤَخِّرْ ذَلِکَ وَ دَخَلَ عَلَیْنَا دَاخِلٌ وَ انْقَطَعَ الْکَلَامُ فَقُمْتُ مُتَفَکِّراً وَ مَضَیْتُ إِلَی مَنْزِلِی فَأَخْبَرْتُ أَخِی الْخَبَرَ فَقَالَ مَا أَدْرِی مَا أَقُولُ فِی هَذَا وَ شَحَحْتُ بِهِ وَ نَفِسْتُ عَلَی النَّاسِ بِبَیْعِهِ وَ أَمْسَیْنَا فَأَتَانَا السَّائِسُ وَ قَدْ صَلَّیْنَا الْعَتَمَةَ فَقَالَ یَا مَوْلَایَ نَفَقَ فَرَسُکَ فَاغْتَمَمْتُ وَ عَلِمْتُ أَنَّهُ عَنَی هَذَا بِذَلِکَ الْقَوْلِ قَالَ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ بَعْدَ أَیَّامٍ وَ أَنَا أَقُولُ فِی نَفْسِی لَیْتَهُ أَخْلَفَ عَلَیَّ دَابَّةً إِذْ کُنْتُ اغْتَمَمْتُ بِقَوْلِهِ فَلَمَّا جَلَسْتُ قَالَ نَعَمْ نُخْلِفُ دَابَّةً عَلَیْکَ یَا غُلَامُ أَعْطِهِ بِرْذَوْنِیَ الْکُمَیْتَ هَذَا خَیْرٌ مِنْ فَرَسِکَ وَ أَوْطَأُ وَ أَطْوَلُ عُمُراً
16- إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ قَالَ حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ع حِینَ أَخَذَ الْمُهْتَدِی فِی قَتْلِ الْمَوَالِی یَا سَیِّدِی الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی شَغَلَهُ عَنَّا فَقَدْ بَلَغَنِی أَنَّهُ یَتَهَدَّدُکَ وَ یَقُولُ وَ اللَّهِ لَأُجْلِیَنَّهُمْ عَنْ جَدِیدِ الْأَرْضِ فَوَقَّعَ أَبُو مُحَمَّدٍ ع بِخَطِّهِ ذَاکَ أَقْصَرُ لِعُمُرِهِ عُدَّ مِنْ یَوْمِکَ هَذَا خَمْسَةَ أَیَّامٍ وَ یُقْتَلُ فِی الْیَوْمِ السَّادِسِ بَعْدَ هَوَانٍ وَ اسْتِخْفَافٍ یَمُرُّ بِهِ فَکَانَ کَمَا قَالَ ع
17- إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ قَالَ کَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ع أَسْأَلُهُ أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ لِی مِنْ وَجَعِ عَیْنِی وَ کَانَتْ إِحْدَی عَیْنَیَّ ذَاهِبَةً وَ الْأُخْرَی عَلَی شَرَفِ ذَهَابٍ فَکَتَبَ إِلَیَّ حَبَسَ اللَّهُ عَلَیْکَ عَیْنَکَ فَأَفَاقَتِ الصَّحِیحَةُ وَ وَقَّعَ فِی آخِرِ الْکِتَابِ آجَرَکَ اللَّهُ وَ أَحْسَنَ ثَوَابَکَ فَاغْتَمَمْتُ لِذَلِکَ وَ لَمْ أَعْرِفْ فِی أَهْلِی أَحَداً مَاتَ فَلَمَّا کَانَ بَعْدَ أَیَّامٍ جَاءَتْنِی وَفَاةُ ابْنِی طَیِّبٍ فَعَلِمْتُ أَنَّ التَّعْزِیَةَ لَهُ

الکافی ج : 1 ص : 511
18- إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِی عُمَرُ بْنُ أَبِی مُسْلِمٍ قَالَ قَدِمَ عَلَیْنَا بِسُرَّ مَنْ رَأَی رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ یُقَالُ لَهُ سَیْفُ بْنُ اللَّیْثِ یَتَظَلَّمُ إِلَی الْمُهْتَدِی فِی ضَیْعَةٍ لَهُ قَدْ غَصَبَهَا إِیَّاهُ شَفِیعٌ الْخَادِمُ وَ أَخْرَجَهُ مِنْهَا فَأَشَرْنَا عَلَیْهِ أَنْ یَکْتُبَ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ع یَسْأَلُهُ تَسْهِیلَ أَمْرِهَا فَکَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ ع لَا بَأْسَ عَلَیْکَ ضَیْعَتُکَ تُرَدُّ عَلَیْکَ فَلَا تَتَقَدَّمْ إِلَی السُّلْطَانِ وَ الْقَ الْوَکِیلَ الَّذِی فِی یَدِهِ الضَّیْعَةُ وَ خَوِّفْهُ بِالسُّلْطَانِ الْأَعْظَمِ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَلَقِیَهُ فَقَالَ لَهُ الْوَکِیلُ الَّذِی فِی یَدِهِ الضَّیْعَةُ قَدْ کُتِبَ إِلَیَّ عِنْدَ خُرُوجِکَ مِنْ مِصْرَ أَنْ أَطْلُبَکَ وَ أَرُدَّ الضَّیْعَةَ عَلَیْکَ فَرَدَّهَا عَلَیْهِ بِحُکْمِ الْقَاضِی ابْنِ أَبِی الشَّوَارِبِ وَ شَهَادَةِ الشُّهُودِ وَ لَمْ یَحْتَجْ إِلَی أَنْ یَتَقَدَّمَ إِلَی الْمُهْتَدِی فَصَارَتِ الضَّیْعَةُ لَهُ وَ فِی یَدِهِ وَ لَمْ یَکُنْ لَهَا خَبَرٌ بَعْدَ ذَلِکَ قَالَ وَ حَدَّثَنِی سَیْفُ بْنُ اللَّیْثِ هَذَا قَالَ خَلَّفْتُ ابْناً لِی عَلِیلًا بِمِصْرَ عِنْدَ خُرُوجِی عَنْهَا وَ ابْناً لِی آخَرَ أَسَنَّ مِنْهُ کَانَ وَصِیِّی وَ قَیِّمِی عَلَی عِیَالِی وَ فِی ضِیَاعِی فَکَتَبْتُ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ع أَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ لِابْنِیَ الْعَلِیلِ فَکَتَبَ إِلَیَّ قَدْ عُوفِیَ ابْنُکَ الْمُعْتَلُّ وَ مَاتَ الْکَبِیرُ وَصِیُّکَ وَ قَیِّمُکَ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ لَا تَجْزَعْ فَیَحْبَطَ أَجْرُکَ فَوَرَدَ عَلَیَّ الْخَبَرُ أَنَّ ابْنِی قَدْ عُوفِیَ مِنْ عِلَّتِهِ وَ مَاتَ الْکَبِیرُ یَوْمَ وَرَدَ عَلَیَّ جَوَابُ أَبِی مُحَمَّدٍ ع
19- إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِی یَحْیَی بْنُ الْقُشَیْرِیِّ مِنْ قَرْیَةٍ تُسَمَّی قِیرَ قَالَ کَانَ لِأَبِی مُحَمَّدٍ وَکِیلٌ قَدِ اتَّخَذَ مَعَهُ فِی الدَّارِ حُجْرَةً یَکُونُ فِیهَا مَعَهُ خَادِمٌ أَبْیَضُ فَأَرَادَ الْوَکِیلُ الْخَادِمَ عَلَی نَفْسِهِ فَأَبَی إِلَّا أَنْ یَأْتِیَهُ بِنَبِیذٍ فَاحْتَالَ لَهُ بِنَبِیذٍ ثُمَّ أَدْخَلَهُ عَلَیْهِ وَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَبِی مُحَمَّدٍ ثَلَاثَةُ أَبْوَابٍ مُغْلَقَةٍ قَالَ فَحَدَّثَنِی الْوَکِیلُ قَالَ إِنِّی لَمُنْتَبِهٌ إِذْ أَنَا بِالْأَبْوَابِ تُفْتَحُ حَتَّی جَاءَ بِنَفْسِهِ فَوَقَفَ عَلَی بَابِ الْحُجْرَةِ ثُمَّ قَالَ یَا هَؤُلَاءِ اتَّقُوا اللَّهَ خَافُوا اللَّهَ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا أَمَرَ بِبَیْعِ الْخَادِمِ وَ إِخْرَاجِی مِنَ الدَّارِ
20- إِسْحَاقُ قَالَ أَخْبَرَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِیعِ الشَّائِیُّ قَالَ نَاظَرْتُ رَجُلًا مِنَ الثَّنَوِیَّةِ بِالْأَهْوَازِ ثُمَّ قَدِمْتُ سُرَّ مَنْ رَأَی وَ قَدْ عَلِقَ بِقَلْبِی شَیْ‏ءٌ مِنْ مَقَالَتِهِ فَإِنِّی لَجَالِسٌ عَلَی بَابِ أَحْمَدَ بْنِ الْخَضِیبِ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ ع مِنْ دَارِ الْعَامَّةِ یَؤُمُّ الْمَوْکِبَ فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ أَشَارَ بِسَبَّاحَتِهِ أَحَدٌ أَحَدٌ فَرْدٌ فَسَقَطْتُ مَغْشِیّاً عَلَیَّ

الکافی ج : 1 ص : 512
21- إِسْحَاقُ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ یَوْماً وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ مَا أَصُوغُ بِهِ خَاتَماً أَتَبَرَّکُ بِهِ فَجَلَسْتُ وَ أُنْسِیتُ مَا جِئْتُ لَهُ فَلَمَّا وَدَّعْتُ وَ نَهَضْتُ رَمَی إِلَیَّ بِالْخَاتَمِ فَقَالَ أَرَدْتَ فِضَّةً فَأَعْطَیْنَاکَ خَاتَماً رَبِحْتَ الْفَصَّ وَ الْکِرَاءَ هَنَأَکَ اللَّهُ یَا أَبَا هَاشِمٍ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی أَشْهَدُ أَنَّکَ وَلِیُّ اللَّهِ وَ إِمَامِیَ الَّذِی أَدِینُ اللَّهَ بِطَاعَتِهِ فَقَالَ غَفَرَ اللَّهُ لَکَ یَا أَبَا هَاشِمٍ
22- إِسْحَاقُ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو الْعَیْنَاءِ الْهَاشِمِیُّ مَوْلَی عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِیٍّ عَتَاقَةً قَالَ کُنْتُ أَدْخُلُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ع فَأَعْطَشُ وَ أَنَا عِنْدَهُ فَأُجِلُّهُ أَنْ أَدْعُوَ بِالْمَاءِ فَیَقُولُ یَا غُلَامُ اسْقِهِ وَ رُبَّمَا حَدَّثْتُ نَفْسِی بِالنُّهُوضِ فَأُفَکِّرُ فِی ذَلِکَ فَیَقُولُ یَا غُلَامُ دَابَّتَهُ
23- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ قَالَ دَخَلَ الْعَبَّاسِیُّونَ عَلَی صَالِحِ بْنِ وَصِیفٍ وَ دَخَلَ صَالِحُ بْنُ عَلِیٍّ وَ غَیْرُهُ مِنَ الْمُنْحَرِفِینَ عَنْ هَذِهِ النَّاحِیَةِ عَلَی صَالِحِ بْنِ وَصِیفٍ عِنْدَ مَا حَبَسَ أَبَا مُحَمَّدٍ ع فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ وَ مَا أَصْنَعُ قَدْ وَکَّلْتُ بِهِ رَجُلَیْنِ مِنْ أَشَرِّ مَنْ قَدَرْتُ عَلَیْهِ فَقَدْ صَارَا مِنَ الْعِبَادَةِ وَ الصَّلَاةِ وَ الصِّیَامِ إِلَی أَمْرٍ عَظِیمٍ فَقُلْتُ لَهُمَا مَا فِیهِ فَقَالَا مَا تَقُولُ فِی رَجُلٍ یَصُومُ النَّهَارَ وَ یَقُومُ اللَّیْلَ کُلَّهُ لَا یَتَکَلَّمُ وَ لَا یَتَشَاغَلُ وَ إِذَا نَظَرْنَا إِلَیْهِ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصُنَا وَ یُدَاخِلُنَا مَا لَا نَمْلِکُهُ مِنْ أَنْفُسِنَا فَلَمَّا سَمِعُوا ذَلِکَ انْصَرَفُوا خَائِبِینَ
24- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَکْفُوفُ قَالَ حَدَّثَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ بَعْضِ فَصَّادِی الْعَسْکَرِ مِنَ النَّصَارَی أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ ع بَعَثَ إِلَیَّ یَوْماً فِی وَقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ فَقَالَ لِی افْصِدْ هَذَا الْعِرْقَ قَالَ وَ نَاوَلَنِی عِرْقاً لَمْ أَفْهَمْهُ مِنَ الْعُرُوقِ الَّتِی تُفْصَدُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی مَا رَأَیْتُ أَمْراً أَعْجَبَ مِنْ هَذَا یَأْمُرُنِی أَنْ أَفْصِدَ فِی وَقْتِ الظُّهْرِ وَ لَیْسَ بِوَقْتِ فَصْدٍ وَ الثَّانِیَةُ عِرْقٌ لَا أَفْهَمُهُ ثُمَّ قَالَ لِیَ انْتَظِرْ وَ کُنْ فِی الدَّارِ فَلَمَّا أَمْسَی دَعَانِی وَ قَالَ لِی سَرِّحِ الدَّمَ فَسَرَّحْتُ ثُمَّ قَالَ لِی أَمْسِکْ فَأَمْسَکْتُ ثُمَّ قَالَ لِی کُنْ فِی الدَّارِ فَلَمَّا کَانَ نِصْفُ اللَّیْلِ أَرْسَلَ
الکافی ج : 1 ص : 513
إِلَیَّ وَ قَالَ لِی سَرِّحِ الدَّمَ قَالَ فَتَعَجَّبْتُ أَکْثَرَ مِنْ عَجَبِیَ الْأَوَّلِ وَ کَرِهْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ قَالَ فَسَرَّحْتُ فَخَرَجَ دَمٌ أَبْیَضُ کَأَنَّهُ الْمِلْحُ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِیَ احْبِسْ قَالَ فَحَبَسْتُ قَالَ ثُمَّ قَالَ کُنْ فِی الدَّارِ فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَمَرَ قَهْرَمَانَهُ أَنْ یُعْطِیَنِی ثَلَاثَةَ دَنَانِیرَ فَأَخَذْتُهَا وَ خَرَجْتُ حَتَّی أَتَیْتُ ابْنَ بَخْتِیشُوعَ النَّصْرَانِیَّ فَقَصَصْتُ عَلَیْهِ الْقِصَّةَ قَالَ فَقَالَ لِی وَ اللَّهِ مَا أَفْهَمُ مَا تَقُولُ وَ لَا أَعْرِفُهُ فِی شَیْ‏ءٍ مِنَ الطِّبِّ وَ لَا قَرَأْتُهُ فِی کِتَابٍ وَ لَا أَعْلَمُ فِی دَهْرِنَا أَعْلَمَ بِکُتُبِ النَّصْرَانِیَّةِ مِنْ فُلَانٍ الْفَارِسِیِّ فَاخْرُجْ إِلَیْهِ قَالَ فَاکْتَرَیْتُ زَوْرَقاً إِلَی الْبَصْرَةِ وَ أَتَیْتُ الْأَهْوَازَ ثُمَّ صِرْتُ إِلَی فَارِسَ إِلَی صَاحِبِی فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ قَالَ وَ قَالَ أَنْظِرْنِی أَیَّاماً فَأَنْظَرْتُهُ ثُمَّ أَتَیْتُهُ مُتَقَاضِیاً قَالَ فَقَالَ لِی إِنَّ هَذَا الَّذِی تَحْکِیهِ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَعَلَهُ الْمَسِیحُ فِی دَهْرِهِ مَرَّةً
25- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ کَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ إِلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ع یَشْکُو عَبْدَ الْعَزِیزِ بْنَ دُلَفَ وَ یَزِیدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فَکَتَبَ إِلَیْهِ أَمَّا عَبْدُ الْعَزِیزِ فَقَدْ کُفِیتَهُ وَ أَمَّا یَزِیدُ فَإِنَّ لَکَ وَ لَهُ مَقَاماً بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ فَمَاتَ عَبْدُ الْعَزِیزِ وَ قَتَلَ یَزِیدُ مُحَمَّدَ بْنَ حُجْرٍ
26- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ سُلِّمَ أَبُو مُحَمَّدٍ ع إِلَی نِحْرِیرٍ فَکَانَ یُضَیِّقُ عَلَیْهِ وَ یُؤْذِیهِ قَالَ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ وَیْلَکَ اتَّقِ اللَّهَ لَا تَدْرِی مَنْ فِی مَنْزِلِکَ وَ عَرَّفَتْهُ صَلَاحَهُ وَ قَالَتْ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْکَ مِنْهُ فَقَالَ لَأَرْمِیَنَّهُ بَیْنَ السِّبَاعِ ثُمَّ فَعَلَ ذَلِکَ بِهِ فَرُئِیَ ع قَائِماً یُصَلِّی وَ هِیَ حَوْلَهُ
27- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ ع فَسَأَلْتُهُ أَنْ یَکْتُبَ لِأَنْظُرَ إِلَی خَطِّهِ فَأَعْرِفَهُ إِذَا وَرَدَ فَقَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ یَا أَحْمَدُ إِنَّ الْخَطَّ سَیَخْتَلِفُ عَلَیْکَ مِنْ بَیْنِ الْقَلَمِ الْغَلِیظِ إِلَی الْقَلَمِ الدَّقِیقِ فَلَا تَشُکَّنَّ ثُمَّ دَعَا بِالدَّوَاةِ فَکَتَبَ وَ جَعَلَ یَسْتَمِدُّ إِلَی مَجْرَی الدَّوَاةِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَ هُوَ یَکْتُبُ أَسْتَوْهِبُهُ الْقَلَمَ الَّذِی کَتَبَ بِهِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْکِتَابَةِ أَقْبَلَ یُحَدِّثُنِی وَ هُوَ یَمْسَحُ الْقَلَمَ بِمِنْدِیلِ الدَّوَاةِ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ هَاکَ یَا أَحْمَدُ فَنَاوَلَنِیهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی مُغْتَمٌّ لِشَیْ‏ءٍ یُصِیبُنِی فِی نَفْسِی وَ قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ أَبَاکَ فَلَمْ یُقْضَ لِی ذَلِکَ فَقَالَ وَ مَا هُوَ یَا أَحْمَدُ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی رُوِیَ لَنَا عَنْ آبَائِکَ أَنَّ نَوْمَ الْأَنْبِیَاءِ عَلَی أَقْفِیَتِهِمْ وَ نَوْمَ
الکافی ج : 1 ص : 514
الْمُؤْمِنِینَ عَلَی أَیْمَانِهِمْ وَ نَوْمَ الْمُنَافِقِینَ عَلَی شَمَائِلِهِمْ وَ نَوْمَ الشَّیَاطِینِ عَلَی وُجُوهِهِمْ فَقَالَ ع کَذَلِکَ هُوَ فَقُلْتُ یَا سَیِّدِی فَإِنِّی أَجْهَدُ أَنْ أَنَامَ عَلَی یَمِینِی فَمَا یُمْکِنُنِی وَ لَا یَأْخُذُنِی النَّوْمُ عَلَیْهَا فَسَکَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ یَا أَحْمَدُ ادْنُ مِنِّی فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقَالَ أَدْخِلْ یَدَکَ تَحْتَ ثِیَابِکَ فَأَدْخَلْتُهَا فَأَخْرَجَ یَدَهُ مِنْ تَحْتِ ثِیَابِهِ وَ أَدْخَلَهَا تَحْتَ ثِیَابِی فَمَسَحَ بِیَدِهِ الْیُمْنَی عَلَی جَانِبِی الْأَیْسَرِ وَ بِیَدِهِ الْیُسْرَی عَلَی جَانِبِی الْأَیْمَنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ أَحْمَدُ فَمَا أَقْدِرُ أَنْ أَنَامَ عَلَی یَسَارِی مُنْذُ فَعَلَ ذَلِکَ بِی ع وَ مَا یَأْخُذُنِی نَوْمٌ عَلَیْهَا أَصْلًا