تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 1
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

بَابُ تَأْوِیلِ الصَّمَدِ

1- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ وَ لَقَبُهُ شَبَابٌ الصَّیْرَفِیُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی ع جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا الصَّمَدُ قَالَ السَّیِّدُ الْمَصْمُودُ إِلَیْهِ فِی الْقَلِیلِ وَ الْکَثِیرِ
2- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرِیِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ شَیْ‏ءٍ مِنَ التَّوْحِیدِ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَتْ أَسْمَاؤُهُ الَّتِی یُدْعَا بِهَا وَ تَعَالَی فِی عُلُوِّ کُنْهِهِ وَاحِدٌ تَوَحَّدَ بِالتَّوْحِیدِ فِی تَوَحُّدِهِ ثُمَّ أَجْرَاهُ عَلَی خَلْقِهِ فَهُوَ وَاحِدٌ صَمَدٌ
الکافی ج : 1 ص : 124
قُدُّوسٌ یَعْبُدُهُ کُلُّ شَیْ‏ءٍ وَ یَصْمُدُ إِلَیْهِ کُلُّ شَیْ‏ءٍ وَ وَسِعَ کُلَّ شَیْ‏ءٍ عِلْماً
فَهَذَا هُوَ الْمَعْنَی الصَّحِیحُ فِی تَأْوِیلِ الصَّمَدِ لَا مَا ذَهَبَ إِلَیْهِ الْمُشَبِّهَةُ أَنَّ تَأْوِیلَ الصَّمَدِ الْمُصْمَتُ الَّذِی لَا جَوْفَ لَهُ لِأَنَّ ذَلِکَ لَا یَکُونُ إِلَّا مِنْ صِفَةِ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ جَلَّ ذِکْرُهُ مُتَعَالٍ عَنْ ذَلِکَ هُوَ أَعْظَمُ وَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ تَقَعَ الْأَوْهَامُ عَلَی صِفَتِهِ أَوْ تُدْرِکَ کُنْهَ عَظَمَتِهِ وَ لَوْ کَانَ تَأْوِیلُ الصَّمَدِ فِی صِفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْمُصْمَتَ لَکَانَ مُخَالِفاً لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ‏ءٌ لِأَنَّ ذَلِکَ مِنْ صِفَةِ الْأَجْسَامِ الْمُصْمَتَةِ الَّتِی لَا أَجْوَافَ لَهَا مِثْلِ الْحَجَرِ وَ الْحَدِیدِ وَ سَائِرِ الْأَشْیَاءِ الْمُصْمَتَةِ الَّتِی لَا أَجْوَافَ لَهَا تَعَالَی اللَّهُ عَنْ ذَلِکَ عُلُوّاً کَبِیراً فَأَمَّا مَا جَاءَ فِی الْأَخْبَارِ مِنْ ذَلِکَ فَالْعَالِمُ ع أَعْلَمُ بِمَا قَالَ وَ هَذَا الَّذِی
قَالَ ع إِنَّ الصَّمَدَ هُوَ السَّیِّدُ الْمَصْمُودُ إِلَیْهِ
هُوَ مَعْنًی صَحِیحٌ مُوَافِقٌ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ‏ءٌ وَ الْمَصْمُودُ إِلَیْهِ الْمَقْصُودُ فِی اللُّغَةِ قَالَ أَبُو طَالِبٍ فِی بَعْضِ مَا کَانَ یَمْدَحُ بِهِ النَّبِیَّ ص مِنْ شِعْرِهِ
وَ بِالْجَمْرَةِ الْقُصْوَی إِذَا صَمَدُوا لَهَا یَؤُمُّونَ قَذْفاً رَأْسَهَا بِالْجَنَادِلِ‏
یَعْنِی قَصَدُوا نَحْوَهَا یَرْمُونَهَا بِالْجَنَادِلِ یَعْنِی الْحَصَی الصِّغَارَ الَّتِی تُسَمَّی بِالْجِمَارِ وَ قَالَ بَعْضُ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِیَّةِ شِعْراً
مَا کُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ بَیْتاً ظَاهِراً لِلَّهِ فِی أَکْنَافِ مَکَّةَ یُصْمَدُ
یَعْنِی یُقْصَدُ وَ قَالَ ابْنُ الزِّبْرِقَانِ
وَ لَا رَهِیبَةَ إِلَّا سَیِّدٌ صَمَدٌ
وَ قَالَ شَدَّادُ بْنُ مُعَاوِیَةَ فِی حُذَیْفَةَ بْنِ بَدْرٍ
عَلَوْتُهُ بِحُسَامٍ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ خُذْهَا حُذَیْفُ فَأَنْتَ السَّیِّدُ الصَّمَدُ
وَ مِثْلُ هَذَا کَثِیرٌ وَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هُوَ السَّیِّدُ الصَّمَدُ الَّذِی جَمِیعُ الْخَلْقِ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِلَیْهِ یَصْمُدُونَ فِی الْحَوَائِجِ وَ إِلَیْهِ یَلْجَئُونَ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَ مِنْهُ یَرْجُونَ الرَّخَاءَ وَ دَوَامَ النَّعْمَاءِ لِیَدْفَعَ عَنْهُمُ الشَّدَائِدَ

الکافی ج : 1 ص : 125