تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 1
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

بَابُ الِاضْطِرَارِ إِلَی الْحُجَّةِ

1- قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْکُلَیْنِیُّ مُصَنِّفُ هَذَا الْکِتَابِ رَحِمَهُ اللَّهُ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُمَرَ الْفُقَیْمِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ لِلزِّنْدِیقِ الَّذِی سَأَلَهُ مِنْ أَیْنَ أَثْبَتَّ الْأَنْبِیَاءَ وَ الرُّسُلَ قَالَ إِنَّا لَمَّا أَثْبَتْنَا أَنَّ لَنَا خَالِقاً صَانِعاً مُتَعَالِیاً عَنَّا وَ عَنْ جَمِیعِ مَا خَلَقَ وَ کَانَ ذَلِکَ الصَّانِعُ حَکِیماً مُتَعَالِیاً لَمْ یَجُزْ أَنْ یُشَاهِدَهُ خَلْقُهُ وَ لَا یُلَامِسُوهُ فَیُبَاشِرَهُمْ وَ یُبَاشِرُوهُ وَ یُحَاجَّهُمْ وَ یُحَاجُّوهُ ثَبَتَ أَنَّ لَهُ سُفَرَاءَ فِی خَلْقِهِ یُعَبِّرُونَ عَنْهُ إِلَی خَلْقِهِ وَ عِبَادِهِ وَ یَدُلُّونَهُمْ عَلَی مَصَالِحِهِمْ وَ مَنَافِعِهِمْ وَ مَا بِهِ بَقَاؤُهُمْ وَ فِی تَرْکِهِ فَنَاؤُهُمْ فَثَبَتَ الْ‏آمِرُونَ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْحَکِیمِ الْعَلِیمِ فِی خَلْقِهِ وَ الْمُعَبِّرُونَ عَنْهُ جَلَّ وَ عَزَّ وَ هُمُ الْأَنْبِیَاءُ ع وَ صَفْوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ حُکَمَاءَ مُؤَدَّبِینَ بِالْحِکْمَةِ مَبْعُوثِینَ بِهَا غَیْرَ مُشَارِکِینَ لِلنَّاسِ عَلَی مُشَارَکَتِهِمْ لَهُمْ فِی الْخَلْقِ وَ التَّرْکِیبِ فِی شَیْ‏ءٍ مِنْ أَحْوَالِهِمْ مُؤَیَّدِینَ مِنْ عِنْدِ الْحَکِیمِ الْعَلِیمِ بِالْحِکْمَةِ ثُمَّ ثَبَتَ ذَلِکَ فِی کُلِّ دَهْرٍ وَ زَمَانٍ مِمَّا أَتَتْ بِهِ الرُّسُلُ وَ الْأَنْبِیَاءُ مِنَ الدَّلَائِلِ وَ الْبَرَاهِینِ لِکَیْلَا تَخْلُوَ أَرْضُ اللَّهِ مِنْ حُجَّةٍ یَکُونُ مَعَهُ عِلْمٌ یَدُلُّ عَلَی صِدْقِ مَقَالَتِهِ وَ جَوَازِ عَدَالَتِهِ
2- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ اللَّهَ أَجَلُّ وَ أَکْرَمُ مِنْ أَنْ یُعْرَفَ بِخَلْقِهِ بَلِ الْخَلْقُ یُعْرَفُونَ بِاللَّهِ قَالَ صَدَقْتَ قُلْتُ إِنَّ مَنْ عَرَفَ أَنَّ لَهُ رَبّاً فَیَنْبَغِی لَهُ
الکافی ج : 1 ص : 169
أَنْ یَعْرِفَ أَنَّ لِذَلِکَ الرَّبِّ رِضًا وَ سَخَطاً وَ أَنَّهُ لَا یُعْرَفُ رِضَاهُ وَ سَخَطُهُ إِلَّا بِوَحْیٍ أَوْ رَسُولٍ فَمَنْ لَمْ یَأْتِهِ الْوَحْیُ فَقَدْ یَنْبَغِی لَهُ أَنْ یَطْلُبَ الرُّسُلَ فَإِذَا لَقِیَهُمْ عَرَفَ أَنَّهُمُ الْحُجَّةُ وَ أَنَّ لَهُمُ الطَّاعَةَ الْمُفْتَرَضَةَ وَ قُلْتُ لِلنَّاسِ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص کَانَ هُوَ الْحُجَّةَ مِنَ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ قَالُوا بَلَی قُلْتُ فَحِینَ مَضَی رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ کَانَ الْحُجَّةَ عَلَی خَلْقِهِ فَقَالُوا الْقُرْآنُ فَنَظَرْتُ فِی الْقُرْآنِ فَإِذَا هُوَ یُخَاصِمُ بِهِ الْمُرْجِئُ وَ الْقَدَرِیُّ وَ الزِّنْدِیقُ الَّذِی لَا یُؤْمِنُ بِهِ حَتَّی یَغْلِبَ الرِّجَالَ بِخُصُومَتِهِ فَعَرَفْتُ أَنَّ الْقُرْآنَ لَا یَکُونُ حُجَّةً إِلَّا بِقَیِّمٍ فَمَا قَالَ فِیهِ مِنْ شَیْ‏ءٍ کَانَ حَقّاً فَقُلْتُ لَهُمْ مَنْ قَیِّمُ الْقُرْآنِ فَقَالُوا ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ کَانَ یَعْلَمُ وَ عُمَرُ یَعْلَمُ وَ حُذَیْفَةُ یَعْلَمُ قُلْتُ کُلَّهُ قَالُوا لَا فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً یُقَالُ إِنَّهُ یَعْرِفُ ذَلِکَ کُلَّهُ إِلَّا عَلِیّاً ع وَ إِذَا کَانَ الشَّیْ‏ءُ بَیْنَ الْقَوْمِ فَقَالَ هَذَا لَا أَدْرِی وَ قَالَ هَذَا لَا أَدْرِی وَ قَالَ هَذَا لَا أَدْرِی وَ قَالَ هَذَا أَنَا أَدْرِی فَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِیّاً ع کَانَ قَیِّمَ الْقُرْآنِ وَ کَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً وَ کَانَ الْحُجَّةَ عَلَی النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَنَّ مَا قَالَ فِی الْقُرْآنِ فَهُوَ حَقٌّ فَقَالَ رَحِمَکَ اللَّهُ
3- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ کَانَ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْهُمْ حُمْرَانُ بْنُ أَعْیَنَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ وَ هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ وَ الطَّیَّارُ وَ جَمَاعَةٌ فِیهِمْ هِشَامُ بْنُ الْحَکَمِ وَ هُوَ شَابٌّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا هِشَامُ أَ لَا تُخْبِرُنِی کَیْفَ صَنَعْتَ بِعَمْرِو بْنِ عُبَیْدٍ وَ کَیْفَ سَأَلْتَهُ فَقَالَ هِشَامٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی أُجِلُّکَ وَ أَسْتَحْیِیکَ وَ لَا یَعْمَلُ لِسَانِی بَیْنَ یَدَیْکَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ إِذَا أَمَرْتُکُمْ بِشَیْ‏ءٍ فَافْعَلُوا قَالَ هِشَامٌ بَلَغَنِی مَا کَانَ فِیهِ عَمْرُو بْنُ عُبَیْدٍ وَ جُلُوسُهُ فِی مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ فَعَظُمَ
الکافی ج : 1 ص : 170
ذَلِکَ عَلَیَّ فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ وَ دَخَلْتُ الْبَصْرَةَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَتَیْتُ مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ فَإِذَا أَنَا بِحَلْقَةٍ کَبِیرَةٍ فِیهَا عَمْرُو بْنُ عُبَیْدٍ وَ عَلَیْهِ شَمْلَةٌ سَوْدَاءُ مُتَّزِراً بِهَا مِنْ صُوفٍ وَ شَمْلَةٌ مُرْتَدِیاً بِهَا وَ النَّاسُ یَسْأَلُونَهُ فَاسْتَفْرَجْتُ النَّاسَ فَأَفْرَجُوا لِی ثُمَّ قَعَدْتُ فِی آخِرِ الْقَوْمِ عَلَی رُکْبَتَیَّ ثُمَّ قُلْتُ أَیُّهَا الْعَالِمُ إِنِّی رَجُلٌ غَرِیبٌ تَأْذَنُ لِی فِی مَسْأَلَةٍ فَقَالَ لِی نَعَمْ فَقُلْتُ لَهُ أَ لَکَ عَیْنٌ فَقَالَ یَا بُنَیَّ أَیُّ شَیْ‏ءٍ هَذَا مِنَ السُّؤَالِ وَ شَیْ‏ءٌ تَرَاهُ کَیْفَ تَسْأَلُ عَنْهُ فَقُلْتُ هَکَذَا مَسْأَلَتِی فَقَالَ یَا بُنَیَّ سَلْ وَ إِنْ کَانَتْ مَسْأَلَتُکَ حَمْقَاءَ قُلْتُ أَجِبْنِی فِیهَا قَالَ لِی سَلْ قُلْتُ أَ لَکَ عَیْنٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمَا تَصْنَعُ بِهَا قَالَ أَرَی بِهَا الْأَلْوَانَ وَ الْأَشْخَاصَ قُلْتُ فَلَکَ أَنْفٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمَا تَصْنَعُ بِهِ قَالَ أَشَمُّ بِهِ الرَّائِحَةَ قُلْتُ أَ لَکَ فَمٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمَا تَصْنَعُ بِهِ قَالَ أَذُوقُ بِهِ الطَّعْمَ قُلْتُ فَلَکَ أُذُنٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمَا تَصْنَعُ بِهَا قَالَ أَسْمَعُ بِهَا الصَّوْتَ قُلْتُ أَ لَکَ قَلْبٌ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمَا تَصْنَعُ بِهِ قَالَ أُمَیِّزُ بِهِ کُلَّ مَا وَرَدَ عَلَی هَذِهِ الْجَوَارِحِ وَ الْحَوَاسِّ قُلْتُ أَ وَ لَیْسَ فِی هَذِهِ الْجَوَارِحِ غِنًی عَنِ الْقَلْبِ فَقَالَ لَا قُلْتُ وَ کَیْفَ ذَلِکَ وَ هِیَ صَحِیحَةٌ سَلِیمَةٌ قَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّ الْجَوَارِحَ إِذَا شَکَّتْ فِی شَیْ‏ءٍ شَمَّتْهُ أَوْ رَأَتْهُ أَوْ ذَاقَتْهُ أَوْ سَمِعَتْهُ رَدَّتْهُ إِلَی الْقَلْبِ فَیَسْتَیْقِنُ الْیَقِینَ وَ یُبْطِلُ الشَّکَّ قَالَ هِشَامٌ فَقُلْتُ لَهُ فَإِنَّمَا أَقَامَ اللَّهُ الْقَلْبَ لِشَکِّ الْجَوَارِحِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ لَا بُدَّ مِنَ الْقَلْبِ وَ إِلَّا لَمْ تَسْتَیْقِنِ الْجَوَارِحُ قَالَ نَعَمْ فَقُلْتُ لَهُ یَا أَبَا مَرْوَانَ فَاللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَمْ یَتْرُکْ جَوَارِحَکَ حَتَّی جَعَلَ لَهَا إِمَاماً یُصَحِّحُ لَهَا الصَّحِیحَ وَ یَتَیَقَّنُ بِهِ مَا شُکَّ فِیهِ وَ یَتْرُکُ هَذَا الْخَلْقَ کُلَّهُمْ فِی حَیْرَتِهِمْ وَ شَکِّهِمْ وَ اخْتِلَافِهِمْ لَا یُقِیمُ لَهُمْ إِمَاماً یَرُدُّونَ إِلَیْهِ شَکَّهُمْ وَ حَیْرَتَهُمْ وَ یُقِیمُ لَکَ إِمَاماً لِجَوَارِحِکَ تَرُدُّ إِلَیْهِ حَیْرَتَکَ وَ شَکَّکَ قَالَ فَسَکَتَ وَ لَمْ یَقُلْ لِی شَیْئاً ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ لِی أَنْتَ هِشَامُ بْنُ الْحَکَمِ فَقُلْتُ لَا قَالَ أَ مِنْ جُلَسَائِهِ قُلْتُ لَا قَالَ فَمِنْ أَیْنَ أَنْتَ قَالَ قُلْتُ مِنْ أَهْلِ الْکُوفَةِ قَالَ فَأَنْتَ إِذاً هُوَ ثُمَّ ضَمَّنِی إِلَیْهِ وَ أَقْعَدَنِی فِی مَجْلِسِهِ وَ زَالَ عَنْ مَجْلِسِهِ وَ مَا نَطَقَ حَتَّی قُمْتُ قَالَ فَضَحِکَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ قَالَ یَا هِشَامُ مَنْ عَلَّمَکَ هَذَا قُلْتُ شَیْ‏ءٌ أَخَذْتُهُ
الکافی ج : 1 ص : 171
مِنْکَ وَ أَلَّفْتُهُ فَقَالَ هَذَا وَ اللَّهِ مَکْتُوبٌ فِی صُحُفِ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی
4- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَوَرَدَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَقَالَ إِنِّی رَجُلٌ صَاحِبُ کَلَامٍ وَ فِقْهٍ وَ فَرَائِضَ وَ قَدْ جِئْتُ لِمُنَاظَرَةِ أَصْحَابِکَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع کَلَامُکَ مِنْ کَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ ص أَوْ مِنْ عِنْدِکَ فَقَالَ مِنْ کَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ مِنْ عِنْدِی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَأَنْتَ إِذاً شَرِیکُ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ لَا قَالَ فَسَمِعْتَ الْوَحْیَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یُخْبِرُکَ قَالَ لَا قَالَ فَتَجِبُ طَاعَتُکَ کَمَا تَجِبُ طَاعَةُ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ لَا فَالْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِلَیَّ فَقَالَ یَا یُونُسَ بْنَ یَعْقُوبَ هَذَا قَدْ خَصَمَ نَفْسَهُ قَبْلَ أَنْ یَتَکَلَّمَ ثُمَّ قَالَ یَا یُونُسُ لَوْ کُنْتَ تُحْسِنُ الْکَلَامَ کَلَّمْتَهُ قَالَ یُونُسُ فَیَا لَهَا مِنْ حَسْرَةٍ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی سَمِعْتُکَ تَنْهَی عَنِ الْکَلَامِ وَ تَقُولُ وَیْلٌ لِأَصْحَابِ الْکَلَامِ یَقُولُونَ هَذَا یُنْقَادُ وَ هَذَا لَا یُنْقَادُ وَ هَذَا یُنْسَاقُ وَ هَذَا لَا یُنْسَاقُ وَ هَذَا نَعْقِلُهُ وَ هَذَا لَا نَعْقِلُهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّمَا قُلْتُ فَوَیْلٌ لَهُمْ إِنْ تَرَکُوا مَا أَقُولُ وَ ذَهَبُوا إِلَی مَا یُرِیدُونَ ثُمَّ قَالَ لِی اخْرُجْ إِلَی الْبَابِ فَانْظُرْ مَنْ تَرَی مِنَ الْمُتَکَلِّمِینَ فَأَدْخِلْهُ قَالَ فَأَدْخَلْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَعْیَنَ وَ کَانَ یُحْسِنُ الْکَلَامَ وَ أَدْخَلْتُ الْأَحْوَلَ وَ کَانَ یُحْسِنُ الْکَلَامَ وَ أَدْخَلْتُ هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ وَ کَانَ یُحْسِنُ الْکَلَامَ وَ أَدْخَلْتُ قَیْسَ بْنَ الْمَاصِرِ وَ کَانَ عِنْدِی أَحْسَنَهُمْ کَلَاماً وَ کَانَ قَدْ تَعَلَّمَ الْکَلَامَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع فَلَمَّا اسْتَقَرَّ بِنَا الْمَجْلِسُ وَ کَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع قَبْلَ الْحَجِّ یَسْتَقِرُّ أَیَّاماً فِی جَبَلٍ فِی طَرَفِ الْحَرَمِ فِی فَازَةٍ لَهُ مَضْرُوبَةٍ قَالَ فَأَخْرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع رَأْسَهُ مِنْ فَازَتِهِ فَإِذَا هُوَ بِبَعِیرٍ یَخُبُّ فَقَالَ هِشَامٌ وَ رَبِّ الْکَعْبَةِ قَالَ فَظَنَنَّا أَنَّ هِشَاماً رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ عَقِیلٍ کَانَ شَدِیدَ الْمَحَبَّةِ لَهُ‏
الکافی ج : 1 ص : 172
قَالَ فَوَرَدَ هِشَامُ بْنُ الْحَکَمِ وَ هُوَ أَوَّلُ مَا اخْتَطَّتْ لِحْیَتُهُ وَ لَیْسَ فِینَا إِلَّا مَنْ هُوَ أَکْبَرُ سِنّاً مِنْهُ قَالَ فَوَسَّعَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ قَالَ نَاصِرُنَا بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ یَدِهِ ثُمَّ قَالَ یَا حُمْرَانُ کَلِّمِ الرَّجُلَ فَکَلَّمَهُ فَظَهَرَ عَلَیْهِ حُمْرَانُ ثُمَّ قَالَ یَا طَاقِیُّ کَلِّمْهُ فَکَلَّمَهُ فَظَهَرَ عَلَیْهِ الْأَحْوَلُ ثُمَّ قَالَ یَا هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ کَلِّمْهُ فَتَعَارَفَا ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لِقَیْسٍ الْمَاصِرِ کَلِّمْهُ فَکَلَّمَهُ فَأَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَضْحَکُ مِنْ کَلَامِهِمَا مِمَّا قَدْ أَصَابَ الشَّامِیَّ فَقَالَ لِلشَّامِیِّ کَلِّمْ هَذَا الْغُلَامَ یَعْنِی هِشَامَ بْنَ الْحَکَمِ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ لِهِشَامٍ یَا غُلَامُ سَلْنِی فِی إِمَامَةِ هَذَا فَغَضِبَ هِشَامٌ حَتَّی ارْتَعَدَ ثُمَّ قَالَ لِلشَّامِیِّ یَا هَذَا أَ رَبُّکَ أَنْظَرُ لِخَلْقِهِ أَمْ خَلْقُهُ لِأَنْفُسِهِمْ فَقَالَ الشَّامِیُّ بَلْ رَبِّی أَنْظَرُ لِخَلْقِهِ قَالَ فَفَعَلَ بِنَظَرِهِ لَهُمْ مَا ذَا قَالَ أَقَامَ لَهُمْ حُجَّةً وَ دَلِیلًا کَیْلَا یَتَشَتَّتُوا أَوْ یَخْتَلِفُوا یَتَأَلَّفُهُمْ وَ یُقِیمُ أَوَدَهُمْ وَ یُخْبِرُهُمْ بِفَرْضِ رَبِّهِمْ قَالَ فَمَنْ هُوَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَالَ هِشَامٌ فَبَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ الْکِتَابُ وَ السُّنَّةُ قَالَ هِشَامٌ فَهَلْ نَفَعَنَا الْیَوْمَ الْکِتَابُ وَ السُّنَّةُ فِی رَفْعِ الِاخْتِلَافِ عَنَّا قَالَ الشَّامِیُّ نَعَمْ قَالَ فَلِمَ اخْتَلَفْنَا أَنَا وَ أَنْتَ وَ صِرْتَ إِلَیْنَا مِنَ الشَّامِ فِی مُخَالَفَتِنَا إِیَّاکَ قَالَ فَسَکَتَ الشَّامِیُّ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لِلشَّامِیِّ مَا لَکَ لَا تَتَکَلَّمُ قَالَ الشَّامِیُّ إِنْ قُلْتُ لَمْ نَخْتَلِفْ کَذَبْتُ وَ إِنْ قُلْتُ إِنَّ الْکِتَابَ وَ السُّنَّةَ یَرْفَعَانِ عَنَّا الِاخْتِلَافَ أَبْطَلْتُ لِأَنَّهُمَا یَحْتَمِلَانِ الْوُجُوهَ وَ إِنْ قُلْتُ قَدِ اخْتَلَفْنَا وَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا یَدَّعِی الْحَقَّ فَلَمْ یَنْفَعْنَا إِذَنِ الْکِتَابُ وَ السُّنَّةُ إِلَّا أَنَّ لِی عَلَیْهِ هَذِهِ الْحُجَّةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع سَلْهُ تَجِدْهُ مَلِیّاً فَقَالَ الشَّامِیُّ یَا هَذَا مَنْ أَنْظَرُ لِلْخَلْقِ أَ رَبُّهُمْ أَوْ أَنْفُسُهُمْ فَقَالَ هِشَامٌ رَبُّهُمْ أَنْظَرُ لَهُمْ مِنْهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ فَقَالَ الشَّامِیُّ فَهَلْ أَقَامَ لَهُمْ مَنْ یَجْمَعُ لَهُمْ کَلِمَتَهُمْ وَ یُقِیمُ أَوَدَهُمْ وَ یُخْبِرُهُمْ بِحَقِّهِمْ مِنْ بَاطِلِهِمْ قَالَ هِشَامٌ فِی وَقْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص أَوِ السَّاعَةِ

الکافی ج : 1 ص : 173
قَالَ الشَّامِیُّ فِی وَقْتِ رَسُولِ اللَّهِ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ السَّاعَةِ مَنْ فَقَالَ هِشَامٌ هَذَا الْقَاعِدُ الَّذِی تُشَدُّ إِلَیْهِ الرِّحَالُ وَ یُخْبِرُنَا بِأَخْبَارِ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ وِرَاثَةً عَنْ أَبٍ عَنْ جَدٍّ قَالَ الشَّامِیُّ فَکَیْفَ لِی أَنْ أَعْلَمَ ذَلِکَ قَالَ هِشَامٌ سَلْهُ عَمَّا بَدَا لَکَ قَالَ الشَّامِیُّ قَطَعْتَ عُذْرِی فَعَلَیَّ السُّؤَالُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا شَامِیُّ أُخْبِرُکَ کَیْفَ کَانَ سَفَرُکَ وَ کَیْفَ کَانَ طَرِیقُکَ کَانَ کَذَا وَ کَذَا فَأَقْبَلَ الشَّامِیُّ یَقُولُ صَدَقْتَ أَسْلَمْتُ لِلَّهِ السَّاعَةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع بَلْ آمَنْتَ بِاللَّهِ السَّاعَةَ إِنَّ الْإِسْلَامَ قَبْلَ الْإِیمَانِ وَ عَلَیْهِ یَتَوَارَثُونَ وَ یَتَنَاکَحُونَ وَ الْإِیمَانُ عَلَیْهِ یُثَابُونَ فَقَالَ الشَّامِیُّ صَدَقْتَ فَأَنَا السَّاعَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَنَّکَ وَصِیُّ الْأَوْصِیَاءِ ثُمَّ الْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِلَی حُمْرَانَ فَقَالَ تُجْرِی الْکَلَامَ عَلَی الْأَثَرِ فَتُصِیبُ وَ الْتَفَتَ إِلَی هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ فَقَالَ تُرِیدُ الْأَثَرَ وَ لَا تَعْرِفُهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی الْأَحْوَلِ فَقَالَ قَیَّاسٌ رَوَّاغٌ تَکْسِرُ بَاطِلًا بِبَاطِلٍ إِلَّا أَنَّ بَاطِلَکَ أَظْهَرُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی قَیْسٍ الْمَاصِرِ فَقَالَ تَتَکَلَّمُ وَ أَقْرَبُ مَا تَکُونُ مِنَ الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَبْعَدُ مَا تَکُونُ مِنْهُ تَمْزُجُ الْحَقَّ مَعَ الْبَاطِلِ وَ قَلِیلُ الْحَقِّ یَکْفِی عَنْ کَثِیرِ الْبَاطِلِ أَنْتَ وَ الْأَحْوَلُ قَفَّازَانِ حَاذِقَانِ قَالَ یُونُسُ فَظَنَنْتُ وَ اللَّهِ أَنَّهُ یَقُولُ لِهِشَامٍ قَرِیباً مِمَّا قَالَ لَهُمَا ثُمَّ قَالَ یَا هِشَامُ لَا تَکَادُ تَقَعُ تَلْوِی رِجْلَیْکَ إِذَا هَمَمْتَ بِالْأَرْضِ طِرْتَ مِثْلُکَ فَلْیُکَلِّمِ النَّاسَ فَاتَّقِ الزَّلَّةَ وَ الشَّفَاعَةُ مِنْ وَرَائِهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ

الکافی ج : 1 ص : 174
5- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبَانٍ قَالَ أَخْبَرَنِی الْأَحْوَلُ أَنَّ زَیْدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع بَعَثَ إِلَیْهِ وَ هُوَ مُسْتَخْفٍ قَالَ فَأَتَیْتُهُ فَقَالَ لِی یَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا تَقُولُ إِنْ طَرَقَکَ طَارِقٌ مِنَّا أَ تَخْرُجُ مَعَهُ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ إِنْ کَانَ أَبَاکَ أَوْ أَخَاکَ خَرَجْتُ مَعَهُ قَالَ فَقَالَ لِی فَأَنَا أُرِیدُ أَنْ أَخْرُجَ أُجَاهِدُ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَاخْرُجْ مَعِی قَالَ قُلْتُ لَا مَا أَفْعَلُ جُعِلْتُ فِدَاکَ قَالَ فَقَالَ لِی أَ تَرْغَبُ بِنَفْسِکَ عَنِّی قَالَ قُلْتُ لَهُ إِنَّمَا هِیَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فَإِنْ کَانَ لِلَّهِ فِی الْأَرْضِ حُجَّةٌ فَالْمُتَخَلِّفُ عَنْکَ نَاجٍ وَ الْخَارِجُ مَعَکَ هَالِکٌ وَ إِنْ لَا تَکُنْ لِلَّهِ حُجَّةٌ فِی الْأَرْضِ فَالْمُتَخَلِّفُ عَنْکَ وَ الْخَارِجُ مَعَکَ سَوَاءٌ قَالَ فَقَالَ لِی یَا أَبَا جَعْفَرٍ کُنْتُ أَجْلِسُ مَعَ أَبِی عَلَی الْخِوَانِ فَیُلْقِمُنِی الْبَضْعَةَ السَّمِینَةَ وَ یُبَرِّدُ لِیَ اللُّقْمَةَ الْحَارَّةَ حَتَّی تَبْرُدَ شَفَقَةً عَلَیَّ وَ لَمْ یُشْفِقْ عَلَیَّ مِنْ حَرِّ النَّارِ إِذاً أَخْبَرَکَ بِالدِّینِ وَ لَمْ یُخْبِرْنِی بِهِ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ مِنْ شَفَقَتِهِ عَلَیْکَ مِنْ حَرِّ النَّارِ لَمْ یُخْبِرْکَ خَافَ عَلَیْکَ أَنْ لَا تَقْبَلَهُ فَتَدْخُلَ النَّارَ وَ أَخْبَرَنِی أَنَا فَإِنْ قَبِلْتُ نَجَوْتُ وَ إِنْ لَمْ أَقْبَلْ لَمْ یُبَالِ أَنْ أَدْخُلَ النَّارَ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ أَنْتُمْ أَفْضَلُ أَمِ الْأَنْبِیَاءُ قَالَ بَلِ الْأَنْبِیَاءُ قُلْتُ یَقُولُ یَعْقُوبُ لِیُوسُفَ یَا بُنَیَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْیَاکَ عَلَی إِخْوَتِکَ فَیَکِیدُوا لَکَ کَیْداً لِمَ لَمْ یُخْبِرْهُمْ حَتَّی کَانُوا لَا یَکِیدُونَهُ وَ لَکِنْ کَتَمَهُمْ ذَلِکَ فَکَذَا أَبُوکَ کَتَمَکَ لِأَنَّهُ خَافَ عَلَیْکَ قَالَ فَقَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ قُلْتَ ذَلِکَ لَقَدْ حَدَّثَنِی صَاحِبُکَ بِالْمَدِینَةِ أَنِّی أُقْتَلُ وَ أُصْلَبُ بِالْکُنَاسَةِ وَ إِنَّ عِنْدَهُ لَصَحِیفَةً فِیهَا قَتْلِی وَ صَلْبِی فَحَجَجْتُ فَحَدَّثْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع بِمَقَالَةِ زَیْدٍ وَ مَا قُلْتُ لَهُ فَقَالَ لِی أَخَذْتَهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَیْهِ وَ لَمْ تَتْرُکْ لَهُ مَسْلَکاً یَسْلُکُهُ