تربیت
Tarbiat.Org

امام و مقام تعلیم به ملائکه
اصغر طاهرزاده

متن روایت

«عَنِ الرِّضَا(ع) عَنْ آبَائِهِ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ(ع) قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص)؛ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلْقاً أَفْضَلَ مِنِّی وَ لَا أَكْرَمَ عَلَیْهِ مِنِّی قَالَ عَلِیٌّ(ع) فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَنْتَ أَفْضَلُ أَوْ جَبْرَئِیلُ فَقَالَ(ع) یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَضَّلَ أَنْبِیَاءَهُ الْمُرْسَلِینَ عَلَی مَلَائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِینَ وَ فَضَّلَنِی عَلَی جَمِیعِ النَّبِیِّینَ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْفَضْلُ بَعْدِی لَكَ یَا عَلِیُّ وَ لِلْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِكَ وَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَخُدَّامُنَا وَ خُدَّامُ مُحِبِّینَا یَا عَلِیُّ الَّذِینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ... وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِینَ آمَنُوا بِوَلَایَتِنَا یَا عَلِیُّ لَوْ لا نَحْنُ مَا خُلِقَ آدَمُ وَ لَا حَوَّاءُ وَ لَا الْجَنَّةُ وَ لَا النَّارُ وَ لَا السَّمَاءُ وَ لَا الْأَرْضُ فَكَیْفَ لَا نَكُونُ أَفْضَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ قَدْ سَبَقْنَاهُمْ إِلَی مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَ تَسْبِیحِهِ وَ تَهْلِیلِهِ وَ تَقْدِیسِهِ لِأَنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ أَرْوَاحَنَا فَأَنْطَقَنَا بِتَوْحِیدِهِ وَ تَحْمِیدِهِ ثُمَّ خَلَقَ الْمَلَائِكَةَ فَلَمَّا شَاهَدُوا أَرْوَاحَنَا نُوراً وَاحِداً اسْتَعْظَمُوا أَمْرَنَا فَسَبَّحْنَا لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنَّا خَلْقٌ مَخْلُوقُونَ وَ أَنَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ صِفَاتِنَا فَسَبَّحَتِ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِیحِنَا. وَ نَزَّهَتْهُ عَنْ صِفَاتِنَا فَلَمَّا شَاهَدُوا عِظَمَ شَأْنِنَا هَلَّلْنَا لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّا عَبِیدٌ وَ لَسْنَا بِآلِهَةٍ یَجِبُ أَنْ نُعْبَدَ مَعَهُ أَوْ دُونَهُ فَقَالُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلَمَّا شَاهَدُوا كِبَرَ مَحَلِّنَا كَبَّرْنَا لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنَّ اللَّهَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ یُنَالَ عِظَمَ الْمَحَلِّ إِلَّا بِهِ فَلَمَّا شَاهَدُوا مَا جَعَلَهُ لَنَا مِنَ الْعِزِّ وَ الْقُوَّةِ قُلْنَا لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ أَنْ لَا حَوْلَ لَنَا وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَلَمَّا شَاهَدُوا مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَیْنَا وَ أَوْجَبَهُ لَنَا مِنْ فَرْضِ الطَّاعَةِ قُلْنَا الْحَمْدُ لِلَّهِ لِتَعْلَمَ الْمَلَائِكَةُ مَا یَحِقُّ لِلَّهِ تَعَالَی ذِكْرُهُ عَلَیْنَا مِنَ الْحَمْدِ عَلَی نِعَمِهِ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَبِنَا اهْتَدَوْا إِلَی مَعْرِفَةِ تَوْحِیدِ اللَّهِ وَ تَسْبِیحِهِ وَ تَهْلِیلِهِ وَ تَحْمِیدِهِ وَ تَمْجِیدِهِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی خَلَقَ آدَمَ فَأَوْدَعَنَا صُلْبَهُ وَ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لَهُ تَعْظِیماً لَنَا وَ إِكْرَاماً وَ كَانَ سُجُودُهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عُبُودِیَّةً وَ لآِدَمَ إِكْرَاماً وَ طَاعَةً لِكَوْنِنَا فِی صُلْبِهِ فَكَیْفَ لَا نَكُونُ أَفْضَلَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ قَدْ سَجَدُوا لآِدَمَ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ وَ إِنَّهُ لَمَّا عُرِجَ بِی إِلَی السَّمَاءِ أَذَّنَ جَبْرَئِیلُ مَثْنَی مَثْنَی وَ أَقَامَ مَثْنَی مَثْنَی ثُمَّ قَالَ لِی تَقَدَّمْ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَهُ یَا جَبْرَئِیلُ أَتَقَدَّمُ عَلَیْكَ فَقَالَ نَعَمْ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَی فَضَّلَ أَنْبِیَاءَهُ عَلَی مَلَائِكَتِهِ أَجْمَعِینَ وَ فَضَّلَكَ خَاصَّةً فَتَقَدَّمْتُ فَصَلَّیْتُ بِهِمْ وَ لَا فَخْرَ فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی حُجُبِ النُّورِ قَالَ لِی جَبْرَئِیلُ تَقَدَّمْ یَا مُحَمَّدُ وَ تَخَلَّفَ عَنِّی فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ فِی مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ تُفَارِقُنِی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ انْتِهَاءَ حَدِّیَ الَّذِی، وَضَعَنِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ إِلَی هَذَا الْمَكَانِ فَإِنْ تَجَاوَزْتُهُ احْتَرَقَتْ أَجْنِحَتِی بِتَعَدِّی حُدُودِ رَبِّی جَلَّ جَلالُهُ. فَزُخَّ بِی فِی النُّورِ زَخَّةً حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی حَیْثُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ عُلُوِّ مُلْكِهِ فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ لَبَّیْكَ رَبِّی وَ سَعْدَیْكَ تَبَارَكْتَ وَ تَعَالَیْتَ فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ أَنْتَ عَبْدِی وَ أَنَا رَبُّكَ فَإِیَّایَ فَاعْبُدْ وَ عَلَیَّ فَتَوَكَّلْ فَإِنَّكَ نُورِی فِی عِبَادِی وَ رَسُولِی إِلَی خَلْقِی وَ حُجَّتِی فِی بَرِیَّتِی لَكَ وَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ خَلَقْتُ جَنَّتِی وَ لِمَنْ خَالَفَكَ خَلَقْتُ نَارِی وَ لِأَوْصِیَائِكَ أَوْجَبْتُ كَرَامَتِی وَ لِشِیعَتِهِمْ أَوْجَبْتُ ثَوَابِی فَقُلْتُ یَا رَبِّ وَ مَنْ أَوْصِیَائِی فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ أَوْصِیَاؤُكَ الْمَكْتُوبُونَ عَلَی سَاقِ عَرْشِی فَنَظَرْتُ وَ أَنَا بَیْنَ یَدَیْ رَبِّی جَلَّ جَلَالُهُ إِلَی سَاقِ الْعَرْشِ فَرَأَیْتُ اثْنَیْ عَشَرَ نُوراً فِی كُلِّ نُورٍ سَطْرٌ أَخْضَرُ عَلَیْهِ اسْمُ وَصِیٍّ مِنْ أَوْصِیَائِی أَوَّلُهُمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ آخِرُهُمْ مَهْدِیُّ أُمَّتِی فَقُلْتُ یَا رَبِّ هَؤُلَاءِ أَوْصِیَائِی مِنْ بَعْدِی؟ فَنُودِیتُ یَا مُحَمَّدُ هَؤُلَاءِ أَوْلِیَائِی وَ أَوْصِیَائِی وَ أَصْفِیَائِی وَ حُجَجِی بَعْدَكَ عَلَی بَرِیَّتِی وَ هُمْ أَوْصِیَاؤُكَ وَ خُلَفَاؤُكَ وَ خَیْرُ خَلْقِی بَعْدَكَ وَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأُظْهِرَنَّ بِهِمْ دِینِی وَ لَأُعْلِیَنَّ بِهِمْ كَلِمَتِی وَ لَأُطَهِّرَنَّ الْأَرْضَ بِآخِرِهِمْ مِنْ أَعْدَائِی وَ لَأُمَكِّنَنَّهُ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ لَأُسَخِّرَنَّ لَهُ‏ الرِّیَاحَ وَ لَأُذَلِّلَنَّ لَهُ السَّحَابَ الصِّعَابَ وَ لَأُرَقِّیَنَّهُ فِی الْأَسْبَابِ وَ لَأَنْصُرَنَّهُ بِجُنْدِی وَ لَأُمِدَّنَّهُ بِمَلَائِكَتِی حَتَّی تَعْلُوَ دَعْوَتِی وَ تَجْمَعَ الْخَلْقُ عَلَی تَوْحِیدِی ثُمَّ لَأُدِیمَنَّ مُلْكَهُ وَ لَأُدَاوِلَنَّ الْأَیَّامَ بَیْنَ أَوْلِیَائِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ».(32)