تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 8
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

حَدِیثُ إِسْلَامِ عَلِیٍّ ع

536- ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ قَالَ
الکافی ج : 8 ص : 339
سَأَلْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ع ابْنُ کَمْ کَانَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع یَوْمَ أَسْلَمَ فَقَالَ أَ وَ کَانَ کَافِراً قَطُّ إِنَّمَا کَانَ لِعَلِیٍّ ع حَیْثُ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ ص عَشْرُ سِنِینَ وَ لَمْ یَکُنْ یَوْمَئِذٍ کَافِراً وَ لَقَدْ آمَنَ بِاللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ بِرَسُولِهِ ص وَ سَبَقَ النَّاسَ کُلَّهُمْ إِلَی الْإِیمَانِ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ ص وَ إِلَی الصَّلَاةِ بِثَلَاثِ سِنِینَ وَ کَانَتْ أَوَّلُ صَلَاةٍ صَلَّاهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص الظُّهْرَ رَکْعَتَیْنِ وَ کَذَلِکَ فَرَضَهَا اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی عَلَی مَنْ أَسْلَمَ بِمَکَّةَ رَکْعَتَیْنِ رَکْعَتَیْنِ وَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص یُصَلِّیهَا بِمَکَّةَ رَکْعَتَیْنِ وَ یُصَلِّیهَا عَلِیٌّ ع مَعَهُ بِمَکَّةَ رَکْعَتَیْنِ مُدَّةَ عَشْرِ سِنِینَ حَتَّی هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَی الْمَدِینَةِ وَ خَلَّفَ عَلِیّاً ع فِی أُمُورٍ لَمْ یَکُنْ یَقُومُ بِهَا أَحَدٌ غَیْرُهُ وَ کَانَ خُرُوجُ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ مَکَّةَ فِی أَوَّلِ یَوْمٍ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ وَ ذَلِکَ یَوْمُ الْخَمِیسِ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ مِنَ الْمَبْعَثِ وَ قَدِمَ الْمَدِینَةَ لِاثْنَتَیْ عَشْرَةَ لَیْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ مَعَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَنَزَلَ بِقُبَا فَصَلَّی الظُّهْرَ رَکْعَتَیْنِ وَ الْعَصْرَ رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ لَمْ یَزَلْ مُقِیماً یَنْتَظِرُ عَلِیّاً ع یُصَلِّی الْخَمْسَ صَلَوَاتٍ رَکْعَتَیْنِ رَکْعَتَیْنِ وَ کَانَ نَازِلًا عَلَی عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ بِضْعَةَ عَشَرَ یَوْماً یَقُولُونَ لَهُ أَ تُقِیمُ عِنْدَنَا فَنَتَّخِذَ لَکَ مَنْزِلًا وَ مَسْجِداً فَیَقُولُ لَا إِنِّی أَنْتَظِرُ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ قَدْ أَمَرْتُهُ أَنْ یَلْحَقَنِی وَ لَسْتُ مُسْتَوْطِناً مَنْزِلًا حَتَّی یَقْدَمَ عَلِیٌّ وَ مَا أَسْرَعَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَدِمَ عَلِیٌّ ع وَ النَّبِیُّ ص فِی بَیْتِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَنَزَلَ مَعَهُ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمَّا قَدِمَ عَلَیْهِ عَلِیٌّ ع تَحَوَّلَ مِنْ قُبَا إِلَی بَنِی سَالِمِ بْنِ عَوْفٍ وَ عَلِیٌّ ع مَعَهُ یَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَخَطَّ لَهُمْ مَسْجِداً وَ نَصَبَ قِبْلَتَهُ فَصَلَّی بِهِمْ فِیهِ الْجُمُعَةَ رَکْعَتَیْنِ وَ خَطَبَ خُطْبَتَیْنِ ثُمَّ رَاحَ مِنْ یَوْمِهِ إِلَی الْمَدِینَةِ عَلَی نَاقَتِهِ الَّتِی کَانَ قَدِمَ عَلَیْهَا وَ عَلِیٌّ ع مَعَهُ لَا یُفَارِقُهُ یَمْشِی بِمَشْیِهِ وَ لَیْسَ یَمُرُّ رَسُولُ اللَّهِ ص بِبَطْنٍ مِنْ بُطُونِ الْأَنْصَارِ إِلَّا قَامُوا إِلَیْهِ یَسْأَلُونَهُ أَنْ یَنْزِلَ عَلَیْهِمْ فَیَقُولُ لَهُمْ خَلُّوا سَبِیلَ النَّاقَةِ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ فَانْطَلَقَتْ بِهِ وَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَاضِعٌ لَهَا زِمَامَهَا حَتَّی انْتَهَتْ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی تَرَی وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی بَابِ مَسْجِدِ

الکافی ج : 8 ص : 340
رَسُولِ اللَّهِ ص الَّذِی یُصَلَّی عِنْدَهُ بِالْجَنَائِزِ فَوَقَفَتْ عِنْدَهُ وَ بَرَکَتْ وَ وَضَعَتْ جِرَانَهَا عَلَی الْأَرْضِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَقْبَلَ أَبُو أَیُّوبَ مُبَادِراً حَتَّی احْتَمَلَ رَحْلَهُ فَأَدْخَلَهُ مَنْزِلَهُ وَ نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ عَلِیٌّ ع مَعَهُ حَتَّی بُنِیَ لَهُ مَسْجِدُهُ بُنِیَتْ لَهُ مَسَاکِنُهُ وَ مَنْزِلُ عَلِیٍّ ع فَتَحَوَّلَا إِلَی مَنَازِلِهِمَا فَقَالَ سَعِیدُ بْنُ الْمُسَیَّبِ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع جُعِلْتُ فِدَاکَ کَانَ أَبُو بَکْرٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص حِینَ أَقْبَلَ إِلَی الْمَدِینَةِ فَأَیْنَ فَارَقَهُ فَقَالَ إِنَّ أَبَا بَکْرٍ لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَی قُبَا فَنَزَلَ بِهِمْ یَنْتَظِرُ قُدُومَ عَلِیٍّ ع فَقَالَ لَهُ أَبُو بَکْرٍ انْهَضْ بِنَا إِلَی الْمَدِینَةِ فَإِنَّ الْقَوْمَ قَدْ فَرِحُوا بِقُدُومِکَ وَ هُمْ یَسْتَرِیثُونَ إِقْبَالَکَ إِلَیْهِمْ فَانْطَلِقْ بِنَا وَ لَا تَقُمْ هَاهُنَا تَنْتَظِرُ عَلِیّاً فَمَا أَظُنُّهُ یَقْدَمُ عَلَیْکَ إِلَی شَهْرٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص کَلَّا مَا أَسْرَعَهُ وَ لَسْتُ أَرِیمُ حَتَّی یَقْدَمَ ابْنُ عَمِّی وَ أَخِی فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَحَبُّ أَهْلِ بَیْتِی إِلَیَّ فَقَدْ وَقَانِی بِنَفْسِهِ مِنَ الْمُشْرِکِینَ قَالَ فَغَضِبَ عِنْدَ ذَلِکَ أَبُو بَکْرٍ وَ اشْمَأَزَّ وَ دَاخَلَهُ مِنْ ذَلِکَ حَسَدٌ لِعَلِیٍّ ع وَ کَانَ ذَلِکَ أَوَّلَ عَدَاوَةٍ بَدَتْ مِنْهُ لِرَسُولِ اللَّهِ ص فِی عَلِیٍّ ع وَ أَوَّلَ خِلَافٍ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ ص فَانْطَلَقَ حَتَّی دَخَلَ الْمَدِینَةَ وَ تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِقُبَا یَنْتَظِرُ عَلِیّاً ع قَالَ فَقُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ع فَمَتَی زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَاطِمَةَ مِنْ عَلِیٍّ ع فَقَالَ بِالْمَدِینَةِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ وَ کَانَ لَهَا یَوْمَئِذٍ تِسْعُ سِنِینَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع وَ لَمْ یُولَدْ لِرَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ خَدِیجَةَ ع عَلَی فِطْرَةِ الْإِسْلَامِ إِلَّا فَاطِمَةُ ع وَ قَدْ کَانَتْ خَدِیجَةُ مَاتَتْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِسَنَةٍ وَ مَاتَ أَبُو طَالِبٍ بَعْدَ مَوْتِ خَدِیجَةَ بِسَنَةٍ فَلَمَّا فَقَدَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ ص سَئِمَ الْمُقَامَ بِمَکَّةَ وَ دَخَلَهُ حُزْنٌ شَدِیدٌ وَ أَشْفَقَ عَلَی نَفْسِهِ مِنْ کُفَّارِ قُرَیْشٍ فَشَکَا إِلَی جَبْرَئِیلَ ع ذَلِکَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ اخْرُجْ
الکافی ج : 8 ص : 341
مِنَ الْقَرْیَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَ هَاجِرْ إِلَی الْمَدِینَةِ فَلَیْسَ لَکَ الْیَوْمَ بِمَکَّةَ نَاصِرٌ وَ انْصِبْ لِلْمُشْرِکِینَ حَرْباً فَعِنْدَ ذَلِکَ تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَی الْمَدِینَةِ فَقُلْتُ لَهُ فَمَتَی فُرِضَتِ الصَّلَاةُ عَلَی الْمُسْلِمِینَ عَلَی مَا هُمْ عَلَیْهِ الْیَوْمَ فَقَالَ بِالْمَدِینَةِ حِینَ ظَهَرَتِ الدَّعْوَةُ وَ قَوِیَ الْإِسْلَامُ وَ کَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی الْمُسْلِمِینَ الْجِهَادَ وَ زَادَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِی الصَّلَاةِ سَبْعَ رَکَعَاتٍ فِی الظُّهْرِ رَکْعَتَیْنِ وَ فِی الْعَصْرِ رَکْعَتَیْنِ وَ فِی الْمَغْرِبِ رَکْعَةً وَ فِی الْعِشَاءِ الْ‏آخِرَةِ رَکْعَتَیْنِ وَ أَقَرَّ الْفَجْرَ عَلَی مَا فُرِضَتْ لِتَعْجِیلِ نُزُولِ مَلَائِکَةِ النَّهَارِ مِنَ السَّمَاءِ وَ لِتَعْجِیلِ عُرُوجِ مَلَائِکَةِ اللَّیْلِ إِلَی السَّمَاءِ وَ کَانَ مَلَائِکَةُ اللَّیْلِ وَ مَلَائِکَةُ النَّهَارِ یَشْهَدُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص صَلَاةَ الْفَجْرِ فَلِذَلِکَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ کانَ مَشْهُوداً یَشْهَدُهُ الْمُسْلِمُونَ وَ یَشْهَدُهُ مَلَائِکَةُ النَّهَارِ وَ مَلَائِکَةُ اللَّیْلِ
537- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ مَا أَیْسَرَ مَا رَضِیَ بِهِ النَّاسُ عَنْکُمْ کُفُّوا أَلْسِنَتَکُمْ عَنْهُمْ
538- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ کَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ع فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَذَکَرَ بَنِی أُمَیَّةَ وَ دَوْلَتَهُمْ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِنَّمَا نَرْجُو أَنْ تَکُونَ صَاحِبَهُمْ وَ أَنْ یُظْهِرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ هَذَا الْأَمْرَ عَلَی یَدَیْکَ فَقَالَ مَا أَنَا بِصَاحِبِهِمْ وَ لَا یَسُرُّنِی أَنْ أَکُونَ صَاحِبَهُمْ إِنَّ أَصْحَابَهُمْ أَوْلَادُ الزِّنَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَمْ یَخْلُقْ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ سِنِینَ وَ لَا أَیَّاماً أَقْصَرَ مِنْ سِنِینِهِمْ وَ أَیَّامِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَأْمُرُ الْمَلَکَ الَّذِی فِی یَدِهِ الْفَلَکُ فَیَطْوِیهِ طَیّاً
539- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ وُلْدُ الْمِرْدَاسِ مَنْ تَقَرَّبَ مِنْهُمْ أَکْفَرُوهُ وَ مَنْ تَبَاعَدَ مِنْهُمْ أَفْقَرُوهُ
الکافی ج : 8 ص : 342
وَ مَنْ نَاوَاهُمْ قَتَلُوهُ وَ مَنْ تَحَصَّنَ مِنْهُمْ أَنْزَلُوهُ وَ مَنْ هَرَبَ مِنْهُمْ أَدْرَکُوهُ حَتَّی تَنْقَضِیَ دَوْلَتُهُمْ
540- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْکُوفِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَیْمَنَ جَمِیعاً عَنْ مُحَسِّنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ بَشِیرٍ النَّبَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص جَالِساً إِذْ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَرَحَّبَ بِهَا وَ أَخَذَ بِیَدِهَا وَ أَقْعَدَهَا ثُمَّ قَالَ ابْنَةُ نَبِیٍّ ضَیَّعَهُ قَوْمُهُ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ دَعَاهُمْ فَأَبَوْا أَنْ یُؤْمِنُوا وَ کَانَتْ نَارٌ یُقَالُ لَهَا نَارُ الْحَدَثَانِ تَأْتِیهِمْ کُلَّ سَنَةٍ فَتَأْکُلُ بَعْضَهُمْ وَ کَانَتْ تَخْرُجُ فِی وَقْتٍ مَعْلُومٍ فَقَالَ لَهُمْ إِنْ رَدَدْتُهَا عَنْکُمْ تُؤْمِنُونَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَجَاءَتْ فَاسْتَقْبَلَهَا بِثَوْبِهِ فَرَدَّهَا ثُمَّ تَبِعَهَا حَتَّی دَخَلَتْ کَهْفَهَا وَ دَخَلَ مَعَهَا وَ جَلَسُوا عَلَی بَابِ الْکَهْفِ وَ هُمْ یَرَوْنَ أَلَّا یَخْرُجَ أَبَداً فَخَرَجَ وَ هُوَ یَقُولُ هَذَا هَذَا وَ کُلُّ هَذَا مِنْ ذَا زَعَمَتْ بَنُو عَبْسٍ أَنِّی لَا أَخْرُجُ وَ جَبِینِی یَنْدَی ثُمَّ قَالَ تُؤْمِنُونَ بِی قَالُوا لَا قَالَ فَإِنِّی مَیِّتٌ یَوْمَ کَذَا وَ کَذَا فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَادْفِنُونِی فَإِنَّهَا سَتَجِی‏ءُ عَانَةٌ مِنْ حُمُرٍ یَقْدُمُهَا عَیْرٌ أَبْتَرُ حَتَّی یَقِفَ عَلَی قَبْرِی فَانْبُشُونِی وَ سَلُونِی عَمَّا شِئْتُمْ فَلَمَّا مَاتَ دَفَنُوهُ وَ کَانَ ذَلِکَ الْیَوْمُ إِذْ جَاءَتِ
الکافی ج : 8 ص : 343
الْعَانَةُ اجْتَمَعُوا وَ جَاءُوا یُرِیدُونَ نَبْشَهُ فَقَالُوا مَا آمَنْتُمْ بِهِ فِی حَیَاتِهِ فَکَیْفَ تُؤْمِنُونَ بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ لَئِنْ نَبَشْتُمُوهُ لَیَکُونَنَّ سُبَّةً عَلَیْکُمْ فَاتْرُکُوهُ فَتَرَکُوهُ
541- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلَالِیِّ قَالَ سَمِعْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِیَّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَقُولُ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ صَنَعَ النَّاسُ مَا صَنَعُوا وَ خَاصَمَ أَبُو بَکْرٍ وَ عُمَرُ وَ أَبُو عُبَیْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ الْأَنْصَارَ فَخَصَمُوهُمْ بِحُجَّةِ عَلِیٍّ ع قَالُوا یَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ قُرَیْشٌ أَحَقُّ بِالْأَمْرِ مِنْکُمْ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص مِنْ قُرَیْشٍ وَ الْمُهَاجِرِینَ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی بَدَأَ بِهِمْ فِی کِتَابُ‏هِ وَ فَضَّلَهُمْ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَیْشٍ قَالَ سَلْمَانُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَتَیْتُ عَلِیّاً ع وَ هُوَ یُغَسِّلُ رَسُولَ اللَّهِ ص فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا صَنَعَ النَّاسُ وَ قُلْتُ إِنَّ أَبَا بَکْرٍ السَّاعَةَ عَلَی مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ اللَّهِ مَا یَرْضَی أَنْ یُبَایِعُوهُ بِیَدٍ وَاحِدَةٍ إِنَّهُمْ لَیُبَایِعُونَهُ بِیَدَیْهِ جَمِیعاً بِیَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ فَقَالَ لِی یَا سَلْمَانُ هَلْ تَدْرِی مَنْ أَوَّلُ مَنْ بَایَعَهُ عَلَی مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص قُلْتُ لَا أَدْرِی إِلَّا أَنِّی رَأَیْتُ فِی ظُلَّةِ بَنِی سَاعِدَةَ حِینَ خَصَمَتِ الْأَنْصَارُ وَ کَانَ أَوَّلَ مَنْ بَایَعَهُ بَشِیرُ بْنُ سَعْدٍ وَ أَبُو عُبَیْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ سَالِمٌ قَالَ لَسْتُ أَسْأَلُکَ عَنْ هَذَا وَ لَکِنْ تَدْرِی أَوَّلَ مَنْ بَایَعَهُ حِینَ صَعِدَ عَلَی مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ ص قُلْتُ لَا وَ لَکِنِّی رَأَیْتُ شَیْخاً کَبِیراً مُتَوَکِّئاً عَلَی عَصَاهُ بَیْنَ عَیْنَیْهِ سَجَّادَةٌ شَدِیدُ التَّشْمِیرِ صَعِدَ إِلَیْهِ أَوَّلَ مَنْ صَعِدَ وَ هُوَ یَبْکِی وَ یَقُولُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُمِتْنِی مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی رَأَیْتُکَ فِی هَذَا الْمَکَانِ ابْسُطْ یَدَکَ فَبَسَطَ یَدَهُ فَبَایَعَهُ ثُمَّ نَزَلَ فَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ عَلِیٌّ ع
الکافی ج : 8 ص : 344
هَلْ تَدْرِی مَنْ هُوَ قُلْتُ لَا وَ لَقَدْ سَاءَتْنِی مَقَالَتُهُ کَأَنَّهُ شَامِتٌ بِمَوْتِ النَّبِیِّ ص فَقَالَ ذَاکَ إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَخْبَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ ص أَنَّ إِبْلِیسَ وَ رُؤَسَاءَ أَصْحَابِهِ شَهِدُوا نَصْبَ رَسُولِ اللَّهِ ص إِیَّایَ لِلنَّاسِ بِغَدِیرِ خُمٍّ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَخْبَرَهُمْ أَنِّی أَوْلَی بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَمَرَهُمْ أَنْ یُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَأَقْبَلَ إِلَی إِبْلِیسَ أَبَالِسَتُهُ وَ مَرَدَةُ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا إِنَّ هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ وَ مَعْصُومَةٌ وَ مَا لَکَ وَ لَا لَنَا عَلَیْهِمْ سَبِیلٌ قَدْ أُعْلِمُوا إِمَامَهُمْ وَ مَفْزَعَهُمْ بَعْدَ نَبِیِّهِمْ فَانْطَلَقَ إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ کَئِیباً حَزِیناً وَ أَخْبَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ ص أَنَّهُ لَوْ قُبِضَ أَنَّ النَّاسَ یُبَایِعُونَ أَبَا بَکْرٍ فِی ظُلَّةِ بَنِی سَاعِدَةَ بَعْدَ مَا یَخْتَصِمُونَ ثُمَّ یَأْتُونَ الْمَسْجِدَ فَیَکُونُ أَوَّلَ مَنْ یُبَایِعُهُ عَلَی مِنْبَرِی إِبْلِیسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فِی صُورَةِ رَجُلٍ شَیْخٍ مُشَمِّرٍ یَقُولُ کَذَا وَ کَذَا ثُمَّ یَخْرُجُ فَیَجْمَعُ شَیَاطِینَهُ وَ أَبَالِسَتَهُ فَیَنْخُرُ وَ یَکْسَعُ وَ یَقُولُ کَلَّا زَعَمْتُمْ أَنْ لَیْسَ لِی عَلَیْهِمْ سَبِیلٌ فَکَیْفَ رَأَیْتُمْ مَا صَنَعْتُ بِهِمْ حَتَّی تَرَکُوا أَمْرَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ طَاعَتَهُ وَ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ص
542- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْیَمَانِیِّ عَنْ مِسْمَعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ صَبَّاحٍ الْحَذَّاءِ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ لَمَّا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِیَدِ عَلِیٍّ ع یَوْمَ الْغَدِیرِ صَرَخَ إِبْلِیسُ فِی جُنُودِهِ صَرْخَةً فَلَمْ یَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فِی بَرٍّ وَ لَا بَحْرٍ إِلَّا أَتَاهُ فَقَالُوا یَا سَیِّدَهُمْ وَ مَوْلَاهُمْ مَا ذَا دَهَاکَ فَمَا سَمِعْنَا لَکَ صَرْخَةً أَوْحَشَ مِنْ صَرْخَتِکَ هَذِهِ فَقَالَ لَهُمْ فَعَلَ هَذَا النَّبِیُّ فِعْلًا إِنْ تَمَّ لَمْ یُعْصَ اللَّهُ أَبَداً فَقَالُوا یَا سَیِّدَهُمْ أَنْتَ کُنْتَ لآِدَمَ فَلَمَّا قَالَ الْمُنَافِقُونَ إِنَّهُ یَنْطِقُ عَنِ الْهَوَی وَ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَ مَا تَرَی عَیْنَیْهِ تَدُورَانِ فِی رَأْسِهِ کَأَنَّهُ مَجْنُونٌ یَعْنُونَ رَسُولَ اللَّهِ ص صَرَخَ إِبْلِیسُ صَرْخَةً بِطَرَبٍ فَجَمَعَ أَوْلِیَاءَهُ فَقَالَ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنِّی کُنْتُ لآِدَمَ مِنْ قَبْلُ قَالُوا نَعَمْ قَالَ آدَمُ نَقَضَ الْعَهْدَ وَ لَمْ یَکْفُرْ بِالرَّبِّ وَ هَؤُلَاءِ نَقَضُوا الْعَهْدَ وَ کَفَرُوا
الکافی ج : 8 ص : 345
بِالرَّسُولِ فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَقَامَ النَّاسُ غَیْرَ عَلِیٍّ لَبِسَ إِبْلِیسُ تَاجَ الْمُلْکِ وَ نَصَبَ مِنْبَراً وَ قَعَدَ فِی الْوَثْبَةِ وَ جَمَعَ خَیْلَهُ وَ رَجْلَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ اطْرَبُوا لَا یُطَاعُ اللَّهُ حَتَّی یَقُومَ الْإِمَامُ وَ تَلَا أَبُو جَعْفَرٍ ع وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِیقاً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع کَانَ تَأْوِیلُ هَذِهِ الْ‏آیَةِ لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ الظَّنُّ مِنْ إِبْلِیسَ حِینَ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ ص إِنَّهُ یَنْطِقُ عَنِ الْهَوَی فَظَنَّ بِهِمْ إِبْلِیسُ ظَنّاً فَصَدَّقُوا ظَنَّهُ
543- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ ص یَوْماً کَئِیباً حَزِیناً فَقَالَ لَهُ عَلِیٌّ ع مَا لِی أَرَاکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ کَئِیباً حَزِیناً فَقَالَ وَ کَیْفَ لَا أَکُونُ کَذَلِکَ وَ قَدْ رَأَیْتُ فِی لَیْلَتِی هَذِهِ أَنَّ بَنِی تَیْمٍ وَ بَنِی عَدِیٍّ وَ بَنِی أُمَیَّةَ یَصْعَدُونَ مِنْبَرِی هَذَا یَرُدُّونَ النَّاسَ عَنِ الْإِسْلَامِ الْقَهْقَرَی فَقُلْتُ یَا رَبِّ فِی حَیَاتِی أَوْ بَعْدَ مَوْتِی فَقَالَ بَعْدَ مَوْتِکَ
544- جَمِیلٌ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَوْ لَا أَنِّی أَکْرَهُ أَنْ یُقَالَ إِنَّ مُحَمَّداً اسْتَعَانَ بِقَوْمٍ حَتَّی إِذَا ظَفِرَ بِعَدُوِّهِ قَتَلَهُمْ لَضَرَبْتُ أَعْنَاقَ قَوْمٍ کَثِیرٍ
545- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ الدِّهْقَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کَانَ الْمَسِیحُ ع یَقُولُ إِنَّ التَّارِکَ شِفَاءَ الْمَجْرُوحِ مِنْ جُرْحِهِ شَرِیکٌ لِجَارِحِهِ لَا مَحَالَةَ وَ ذَلِکَ أَنَّ الْجَارِحَ أَرَادَ فَسَادَ الْمَجْرُوحِ وَ التَّارِکَ لِإِشْفَائِهِ لَمْ یَشَأْ صَلَاحَهُ فَإِذَا لَمْ یَشَأْ صَلَاحَهُ فَقَدْ شَاءَ فَسَادَهُ اضْطِرَاراً فَکَذَلِکَ لَا تُحَدِّثُوا بِالْحِکْمَةِ غَیْرَ أَهْلِهَا فَتَجْهَلُوا وَ لَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا فَتَأْثَمُوا وَ لْیَکُنْ أَحَدُکُمْ بِمَنْزِلَةِ الطَّبِیبِ الْمُدَاوِی إِنْ رَأَی مَوْضِعاً لِدَوَائِهِ وَ إِلَّا أَمْسَکَ

الکافی ج : 8 ص : 346
546- سَهْلٌ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع أَنَا وَ حُسَیْنُ بْنُ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَةَ فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّا کُنَّا فِی سَعَةٍ مِنَ الرِّزْقِ وَ غَضَارَةٍ مِنَ الْعَیْشِ فَتَغَیَّرَتِ الْحَالُ بَعْضَ التَّغْیِیرِ فَادْعُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَرُدَّ ذَلِکَ إِلَیْنَا فَقَالَ أَیَّ شَیْ‏ءٍ تُرِیدُونَ تَکُونُونَ مُلُوکاً أَ یَسُرُّکَ أَنْ تَکُونَ مِثْلَ طَاهِرٍ وَ هَرْثَمَةَ وَ إِنَّکَ عَلَی خِلَافِ مَا أَنْتَ عَلَیْهِ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا یَسُرُّنِی أَنَّ لِیَ الدُّنْیَا بِمَا فِیهَا ذَهَباً
الکافی ج : 8 ص : 347
وَ فِضَّةً وَ إِنِّی عَلَی خِلَافِ مَا أَنَا عَلَیْهِ قَالَ فَقَالَ فَمَنْ أَیْسَرَ مِنْکُمْ فَلْیَشْکُرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ لَئِنْ شَکَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّکُمْ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُکْراً وَ قَلِیلٌ مِنْ عِبادِیَ الشَّکُورُ وَ أَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللَّهِ فَإِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع کَانَ یَقُولُ مَنْ حَسُنَ ظَنُّهُ بِاللَّهِ کَانَ اللَّهُ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ وَ مَنْ رَضِیَ بِالْقَلِیلِ مِنَ الرِّزْقِ قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ الْیَسِیرَ مِنَ الْعَمَلِ وَ مَنْ رَضِیَ بِالْیَسِیرِ مِنَ الْحَلَالِ خَفَّتْ مَئُونَتُهُ وَ تَنَعَّمَ أَهْلُهُ وَ بَصَّرَهُ اللَّهُ دَاءَ الدُّنْیَا وَ دَوَاءَهَا وَ أَخْرَجَهُ مِنْهَا سَالِماً إِلَی دَارِ السَّلَامِ قَالَ ثُمَّ قَالَ مَا فَعَلَ ابْنُ قِیَامَا قَالَ قُلْتُ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَیَلْقَانَا فَیُحْسِنُ اللِّقَاءَ فَقَالَ وَ أَیُّ شَیْ‏ءٍ یَمْنَعُهُ مِنْ ذَلِکَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْ‏آیَةَ لا یَزالُ بُنْیانُهُمُ الَّذِی بَنَوْا رِیبَةً فِی قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ قَالَ ثُمَّ قَالَ تَدْرِی لِأَیِّ شَیْ‏ءٍ تَحَیَّرَ ابْنُ قِیَامَا قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ إِنَّهُ تَبِعَ أَبَا الْحَسَنِ ع فَأَتَاهُ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ هُوَ یُرِیدُ مَسْجِدَ النَّبِیِّ ص فَالْتَفَتَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ ع فَقَالَ مَا تُرِیدُ حَیَّرَکَ اللَّهُ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَ رَأَیْتَ لَوْ رَجَعَ إِلَیْهِمْ مُوسَی فَقَالُوا لَوْ نَصَبْتَهُ لَنَا فَاتَّبَعْنَاهُ وَ اقْتَصَصْنَا أَثَرَهُ أَ هُمْ کَانُوا أَصْوَبَ قَوْلًا أَوْ مَنْ قَالَ لَنْ نَبْرَحَ عَلَیْهِ عاکِفِینَ حَتَّی یَرْجِعَ إِلَیْنا مُوسی‏ قَالَ قُلْتُ لَا بَلْ
الکافی ج : 8 ص : 348
مَنْ قَالَ نَصَبْتَهُ لَنَا فَاتَّبَعْنَاهُ وَ اقْتَصَصْنَا أَثَرَهُ قَالَ فَقَالَ مِنْ هَاهُنَا أُتِیَ ابْنُ قِیَامَا وَ مَنْ قَالَ بِقَوْلِهِ قَالَ ثُمَّ ذَکَرَ ابْنَ السَّرَّاجِ فَقَالَ إِنَّهُ قَدْ أَقَرَّ بِمَوْتِ أَبِی الْحَسَنِ ع وَ ذَلِکَ أَنَّهُ أَوْصَی عِنْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ کُلُّ مَا خَلَّفْتُ مِنْ شَیْ‏ءٍ حَتَّی قَمِیصِی هَذَا الَّذِی فِی عُنُقِی لِوَرَثَةِ أَبِی الْحَسَنِ ع وَ لَمْ یَقُلْ هُوَ لِأَبِی الْحَسَنِ ع وَ هَذَا إِقْرَارٌ وَ لَکِنْ أَیُّ شَیْ‏ءٍ یَنْفَعُهُ مِنْ ذَلِکَ وَ مِمَّا قَالَ ثُمَّ أَمْسَکَ
547- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ إِذَا سَافَرْتَ مَعَ قَوْمٍ فَأَکْثِرِ اسْتِشَارَتَکَ إِیَّاهُمْ فِی أَمْرِکَ وَ أُمُورِهِمْ وَ أَکْثِرِ التَّبَسُّمَ فِی وُجُوهِهِمْ وَ کُنْ کَرِیماً عَلَی زَادِکَ وَ إِذَا دَعَوْکَ فَأَجِبْهُمْ وَ إِذَا اسْتَعَانُوا بِکَ فَأَعِنْهُمْ وَ اغْلِبْهُمْ بِثَلَاثٍ بِطُولِ الصَّمْتِ وَ کَثْرَةِ الصَّلَاةِ وَ سَخَاءِ النَّفْسِ بِمَا مَعَکَ مِنْ دَابَّةٍ أَوْ مَالٍ أَوْ زَادٍ وَ إِذَا اسْتَشْهَدُوکَ عَلَی الْحَقِّ فَاشْهَدْ لَهُمْ وَ اجْهَدْ رَأْیَکَ لَهُمْ إِذَا اسْتَشَارُوکَ ثُمَّ لَا تَعْزِمْ حَتَّی تَثَبَّتَ وَ تَنْظُرَ وَ لَا تُجِبْ فِی مَشُورَةٍ حَتَّی تَقُومَ فِیهَا وَ تَقْعُدَ وَ تَنَامَ وَ تَأْکُلَ وَ تُصَلِّیَ وَ أَنْتَ مُسْتَعْمِلٌ فِکْرَکَ وَ حِکْمَتَکَ فِی مَشُورَتِهِ فَإِنَّ مَنْ لَمْ یُمْحِضِ النَّصِیحَةَ لِمَنِ اسْتَشَارَهُ سَلَبَهُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی رَأْیَهُ وَ نَزَعَ عَنْهُ الْأَمَانَةَ وَ إِذَا رَأَیْتَ أَصْحَابَکَ یَمْشُونَ فَامْشِ مَعَهُمْ وَ إِذَا رَأَیْتَهُمْ یَعْمَلُونَ فَاعْمَلْ مَعَهُمْ وَ إِذَا تَصَدَّقُوا وَ أَعْطَوْا قَرْضاً فَأَعْطِ مَعَهُمْ وَ اسْمَعْ لِمَنْ هُوَ أَکْبَرُ مِنْکَ سِنّاً وَ إِذَا أَمَرُوکَ بِأَمْرٍ وَ سَأَلُوکَ فَقُلْ نَعَمْ وَ لَا تَقُلْ لَا فَإِنَّ لَا عِیٌّ وَ لُؤْمٌ وَ إِذَا تَحَیَّرْتُمْ فِی طَرِیقِکُمْ فَانْزِلُوا وَ إِذَا شَکَکْتُمْ فِی الْقَصْدِ فَقِفُوا وَ تَ‏آمَرُوا وَ إِذَا رَأَیْتُمْ شَخْصاً وَاحِداً فَلَا تَسْأَلُوهُ عَنْ طَرِیقِکُمْ وَ لَا تَسْتَرْشِدُوهُ فَإِنَّ الشَّخْصَ الْوَاحِدَ فِی الْفَلَاةِ مُرِیبٌ لَعَلَّهُ أَنْ یَکُونَ عَیْناً لِلُّصُوصِ أَوْ یَکُونَ هُوَ الشَّیْطَانَ الَّذِی حَیَّرَکُمْ وَ احْذَرُوا الشَّخْصَیْنِ أَیْضاً إِلَّا أَنْ تَرَوْا مَا لَا أَرَی فَإِنَّ الْعَاقِلَ
الکافی ج : 8 ص : 349
إِذَا أَبْصَرَ بِعَیْنِهِ شَیْئاً عَرَفَ الْحَقَّ مِنْهُ وَ الشَّاهِدُ یَرَی مَا لَا یَرَی الْغَائِبُ یَا بُنَیَّ وَ إِذَا جَاءَ وَقْتُ صَلَاةٍ فَلَا تُؤَخِّرْهَا لِشَیْ‏ءٍ وَ صَلِّهَا وَ اسْتَرِحْ مِنْهَا فَإِنَّهَا دَیْنٌ وَ صَلِّ فِی جَمَاعَةٍ وَ لَوْ عَلَی رَأْسِ زُجٍّ وَ لَا تَنَامَنَّ عَلَی دَابَّتِکَ فَإِنَّ ذَلِکَ سَرِیعٌ فِی دَبَرِهَا وَ لَیْسَ ذَلِکَ مِنْ فِعْلِ الْحُکَمَاءِ إِلَّا أَنْ تَکُونَ فِی مَحْمِلٍ یُمْکِنُکَ التَّمَدُّدُ لِاسْتِرْخَاءِ الْمَفَاصِلِ وَ إِذَا قَرُبْتَ مِنَ الْمَنْزِلِ فَانْزِلْ عَنْ دَابَّتِکَ وَ ابْدَأْ بِعَلْفِهَا قَبْلَ نَفْسِکَ وَ إِذَا أَرَدْتَ النُّزُولَ فَعَلَیْکَ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ بِأَحْسَنِهَا لَوْناً وَ أَلْیَنِهَا تُرْبَةً وَ أَکْثَرِهَا عُشْباً وَ إِذَا نَزَلْتَ فَصَلِّ رَکْعَتَیْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ وَ إِذَا أَرَدْتَ قَضَاءَ حَاجَةٍ فَأَبْعِدِ الْمَذْهَبَ فِی الْأَرْضِ وَ إِذَا ارْتَحَلْتَ فَصَلِّ رَکْعَتَیْنِ وَ وَدِّعِ الْأَرْضَ الَّتِی حَلَلْتَ بِهَا وَ سَلِّمْ عَلَیْهَا وَ عَلَی أَهْلِهَا فَإِنَّ لِکُلِّ بُقْعَةٍ أَهْلًا مِنَ الْمَلَائِکَةِ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَأْکُلَ طَعَاماً حَتَّی تَبْدَأَ فَتَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَافْعَلْ وَ عَلَیْکَ بِقِرَاءَةِ کِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا دُمْتَ رَاکِباً وَ عَلَیْکَ بِالتَّسْبِیحِ مَا دُمْتَ عَامِلًا وَ عَلَیْکَ بِالدُّعَاءِ مَا دُمْتَ خَالِیاً وَ إِیَّاکَ وَ السَّیْرَ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ وَ عَلَیْکَ بِالتَّعْرِیسِ وَ الدَّلْجَةِ مِنْ لَدُنْ نِصْفِ اللَّیْلِ إِلَی آخِرِهِ وَ إِیَّاکَ وَ رَفْعَ الصَّوْتِ فِی مَسِیرِکَ
548- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ دَاوُدَ الْیَعْقُوبِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ قَالَ وَ حَدَّثَنِی الْأُسَیْدِیُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُبَشِّرٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ الْأَزْرَقَ کَانَ یَقُولُ لَوْ أَنِّی عَلِمْتُ أَنَّ بَیْنَ قُطْرَیْهَا أَحَداً تُبْلِغُنِی إِلَیْهِ الْمَطَایَا یَخْصِمُنِی أَنَّ عَلِیّاً قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ وَ هُوَ لَهُمْ غَیْرُ ظَالِمٍ لَرَحَلْتُ إِلَیْهِ فَقِیلَ لَهُ وَ لَا وَلَدَهُ فَقَالَ أَ فِی وُلْدِهِ عَالِمٌ فَقِیلَ لَهُ هَذَا أَوَّلُ جَهْلِکَ
الکافی ج : 8 ص : 350
وَ هُمْ یَخْلُونَ مِنْ عَالِمٍ قَالَ فَمَنْ عَالِمُهُمُ الْیَوْمَ قِیلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ ع قَالَ فَرَحَلَ إِلَیْهِ فِی صَنَادِیدِ أَصْحَابِهِ حَتَّی أَتَی الْمَدِینَةَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ ع فَقِیلَ لَهُ هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ فَقَالَ وَ مَا یَصْنَعُ بِی وَ هُوَ یَبْرَأُ مِنِّی وَ مِنْ أَبِی طَرَفَیِ النَّهَارِ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِیرٍ الْکُوفِیُّ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّ هَذَا یَزْعُمُ أَنَّهُ لَوْ عَلِمَ أَنَّ بَیْنَ قُطْرَیْهَا أَحَداً تُبْلِغُهُ الْمَطَایَا إِلَیْهِ یَخْصِمُهُ أَنَّ عَلِیّاً ع قَتَلَ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ وَ هُوَ لَهُمْ غَیْرُ ظَالِمٍ لَرَحَلَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع أَ تَرَاهُ جَاءَنِی مُنَاظِراً قَالَ نَعَمْ قَالَ یَا غُلَامُ اخْرُجْ فَحُطَّ رَحْلَهُ وَ قُلْ لَهُ إِذَا کَانَ الْغَدُ فَأْتِنَا قَالَ فَلَمَّا أَصْبَحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ غَدَا فِی صَنَادِیدِ أَصْحَابِهِ وَ بَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ ع إِلَی جَمِیعِ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ خَرَجَ إِلَی النَّاسِ فِی ثَوْبَیْنِ مُمَغَّرَیْنِ وَ أَقْبَلَ عَلَی النَّاسِ کَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مُحَیِّثِ الْحَیْثِ وَ مُکَیِّفِ الْکَیْفِ وَ مُؤَیِّنِ الْأَیْنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِی السَّمَوَاتِ وَ مَا فِی الْأَرْضِ إِلَی آخِرِ الْ‏آیَةِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً ص عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ اجْتَبَاهُ وَ هَدَاهُ إِلَی صِرَاطٍ مُسْتَقِیمٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَکْرَمَنَا بِنُبُوَّتِهِ وَ اخْتَصَّنَا بِوَلَایَتِهِ یَا مَعْشَرَ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ مَنْ کَانَتْ عِنْدَهُ مَنْقَبَةٌ فِی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ع فَلْیَقُمْ وَ لْیَتَحَدَّثْ قَالَ فَقَامَ النَّاسُ فَسَرَدُوا تِلْکَ الْمَنَاقِبَ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَنَا أَرْوَی لِهَذِهِ الْمَنَاقِبِ مِنْ هَؤُلَاءِ وَ إِنَّمَا
الکافی ج : 8 ص : 351
أَحْدَثَ عَلِیٌّ الْکُفْرَ بَعْدَ تَحْکِیمِهِ الْحَکَمَیْنِ حَتَّی انْتَهَوْا فِی الْمَنَاقِبِ إِلَی حَدِیثِ خَیْبَرَ لَأُعْطِیَنَّ الرَّایَةَ غَداً رَجُلًا یُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ یُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ کَرَّاراً غَیْرَ فَرَّارٍ لَا یَرْجِعُ حَتَّی یَفْتَحَ اللَّهُ عَلَی یَدَیْهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع مَا تَقُولُ فِی هَذَا الْحَدِیثِ فَقَالَ هُوَ حَقٌّ لَا شَکَّ فِیهِ وَ لَکِنْ أَحْدَثَ الْکُفْرَ بَعْدُ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع ثَکِلَتْکَ أُمُّکَ أَخْبِرْنِی عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَبَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ یَوْمَ أَحَبَّهُ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ یَقْتُلُ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ أَمْ لَمْ یَعْلَمْ قَالَ ابْنُ نَافِعٍ أَعِدْ عَلَیَّ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع أَخْبِرْنِی عَنِ اللَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ أَحَبَّ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ یَوْمَ أَحَبَّهُ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ یَقْتُلُ أَهْلَ النَّهْرَوَانِ أَمْ لَمْ یَعْلَمْ قَالَ إِنْ قُلْتَ لَا کَفَرْتَ قَالَ فَقَالَ قَدْ عَلِمَ قَالَ فَأَحَبَّهُ اللَّهُ عَلَی أَنْ یَعْمَلَ بِطَاعَتِهِ أَوْ عَلَی أَنْ یَعْمَلَ بِمَعْصِیَتِهِ فَقَالَ عَلَی أَنْ یَعْمَلَ بِطَاعَتِهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع فَقُمْ مَخْصُوماً فَقَامَ وَ هُوَ یَقُولُ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَکُمُ الْخَیْطُ الْأَبْیَضُ مِنَ الْخَیْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسَالَتَهُ
549- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَطَّابِ الْوَاسِطِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِیِّ عَنْ حَمَّادٍ الْأَزْدِیِّ عَنْ هِشَامٍ الْخَفَّافِ قَالَ قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع کَیْفَ بَصَرُکَ بِالنُّجُومِ قَالَ قُلْتُ مَا خَلَّفْتُ بِالْعِرَاقِ أَبْصَرَ بِالنُّجُومِ مِنِّی فَقَالَ کَیْفَ دَوَرَانُ الْفَلَکِ عِنْدَکُمْ قَالَ فَأَخَذْتُ قَلَنْسُوَتِی عَنْ رَأْسِی فَأَدَرْتُهَا قَالَ فَقَالَ إِنْ کَانَ الْأَمْرُ عَلَی مَا تَقُولُ فَمَا بَالُ بَنَاتِ النَّعْشِ وَ الْجَدْیِ وَ الْفَرْقَدَیْنِ لَا یُرَوْنَ یَدُورُونَ یَوْماً مِنَ الدَّهْرِ فِی الْقِبْلَةِ قَالَ قُلْتُ هَذَا وَ اللَّهِ شَیْ‏ءٌ لَا أَعْرِفُهُ وَ لَا سَمِعْتُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الْحِسَابِ یَذْکُرُهُ فَقَالَ لِی کَمِ السُّکَیْنَةُ مِنَ الزُّهَرَةِ جُزْءاً فِی ضَوْئِهَا قَالَ قُلْتُ هَذَا وَ اللَّهِ نَجْمٌ مَا سَمِعْتُ بِهِ وَ لَا سَمِعْتُ أَحَداً مِنَ النَّاسِ یَذْکُرُهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ فَأَسْقَطْتُمْ نَجْماً بِأَسْرِهِ فَعَلَی مَا تَحْسُبُونَ ثُمَّ قَالَ فَکَمِ الزُّهَرَةُ مِنَ الْقَمَرِ جُزْءاً فِی ضَوْئِهِ قَالَ قُلْتُ هَذَا شَیْ‏ءٌ لَا یَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ
الکافی ج : 8 ص : 352
عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ فَکَمِ الْقَمَرُ جُزْءاً مِنَ الشَّمْسِ فِی ضَوْئِهَا قَالَ قُلْتُ مَا أَعْرِفُ هَذَا قَالَ صَدَقْتَ ثُمَّ قَالَ مَا بَالُ الْعَسْکَرَیْنِ یَلْتَقِیَانِ فِی هَذَا حَاسِبٌ وَ فِی هَذَا حَاسِبٌ فَیَحْسُبُ هَذَا لِصَاحِبِهِ بِالظَّفَرِ وَ یَحْسُبُ هَذَا لِصَاحِبِهِ بِالظَّفَرِ ثُمَّ یَلْتَقِیَانِ فَیَهْزِمُ أَحَدُهُمَا الْ‏آخَرَ فَأَیْنَ کَانَتِ النُّحُوسُ قَالَ فَقُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا أَعْلَمُ ذَلِکَ قَالَ فَقَالَ صَدَقْتَ إِنَّ أَصْلَ الْحِسَابِ حَقٌّ وَ لَکِنْ لَا یَعْلَمُ ذَلِکَ إِلَّا مَنْ عَلِمَ مَوَالِیدَ الْخَلْقِ کُلِّهِمْ
خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع
550- عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمُؤَدِّبُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِّ جَمِیعاً عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ خَطَبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع النَّاسَ بِصِفِّینَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ ص ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَی لِی عَلَیْکُمْ حَقّاً بِوَلَایَةِ أَمْرِکُمْ وَ مَنْزِلَتِیَ الَّتِی أَنْزَلَنِی اللَّهُ عَزَّ ذِکْرُهُ بِهَا مِنْکُمْ وَ لَکُمْ عَلَیَّ مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِی لِی عَلَیْکُمْ وَ الْحَقُّ أَجْمَلُ الْأَشْیَاءِ فِی التَّوَاصُفِ وَ أَوْسَعُهَا فِی التَّنَاصُفِ لَا یَجْرِی لِأَحَدٍ إِلَّا جَرَی عَلَیْهِ وَ لَا یَجْرِی عَلَیْهِ إِلَّا
الکافی ج : 8 ص : 353
جَرَی لَهُ وَ لَوْ کَانَ لِأَحَدٍ أَنْ یَجْرِیَ ذَلِکَ لَهُ وَ لَا یَجْرِیَ عَلَیْهِ لَکَانَ ذَلِکَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ خَالِصاً دُونَ خَلْقِهِ لِقُدْرَتِهِ عَلَی عِبَادِهِ وَ لِعَدْلِهِ فِی کُلِّ مَا جَرَتْ عَلَیْهِ ضُرُوبُ قَضَائِهِ وَ لَکِنْ جَعَلَ حَقَّهُ عَلَی الْعِبَادِ أَنْ یُطِیعُوهُ وَ جَعَلَ کَفَّارَتَهُمْ عَلَیْهِ بِحُسْنِ الثَّوَابِ تَفَضُّلًا مِنْهُ وَ تَطَوُّلًا بِکَرَمِهِ وَ تَوَسُّعاً بِمَا هُوَ مِنَ الْمَزِیدِ لَهُ أَهْلًا ثُمَّ جَعَلَ مِنْ حُقُوقِهِ حُقُوقاً فَرَضَهَا لِبَعْضِ النَّاسِ عَلَی بَعْضٍ فَجَعَلَهَا تَتَکَافَی فِی وُجُوهِهَا وَ یُوجِبُ بَعْضُهَا بَعْضاً وَ لَا یُسْتَوْجَبُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ فَأَعْظَمُ مِمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی مِنْ تِلْکَ الْحُقُوقِ حَقُّ الْوَالِی عَلَی الرَّعِیَّةِ وَ حَقُّ الرَّعِیَّةِ عَلَی الْوَالِی فَرِیضَةٌ فَرَضَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِکُلٍّ عَلَی کُلٍّ فَجَعَلَهَا نِظَامَ أُلْفَتِهِمْ وَ عِزّاً لِدِینِهِمْ وَ قِوَاماً لِسُنَنِ الْحَقِّ فِیهِمْ فَلَیْسَتْ تَصْلُحُ الرَّعِیَّةُ إِلَّا بِصَلَاحِ الْوُلَاةِ وَ لَا تَصْلُحُ الْوُلَاةُ إِلَّا بِاسْتِقَامَةِ الرَّعِیَّةِ فَإِذَا أَدَّتِ الرَّعِیَّةُ إِلَی الْوَالِی حَقَّهُ وَ أَدَّی إِلَیْهَا الْوَالِی کَذَلِکَ عَزَّ الْحَقُّ بَیْنَهُمْ فَقَامَتْ مَنَاهِجُ الدِّینِ وَ اعْتَدَلَتْ مَعَالِمُ الْعَدْلِ وَ جَرَتْ عَلَی أَذْلَالِهَا السُّنَنُ فَصَلَحَ بِذَلِکَ الزَّمَانُ وَ طَابَ بِهِ الْعَیْشُ وَ طُمِعَ فِی بَقَاءِ الدَّوْلَةِ وَ یَئِسَتْ مَطَامِعُ الْأَعْدَاءِ وَ إِذَا غَلَبَتِ الرَّعِیَّةُ وَالِیَهُمْ وَ عَلَا الْوَالِی الرَّعِیَّةَ اخْتَلَفَتْ هُنَالِکَ الْکَلِمَةُ وَ ظَهَرَتْ
الکافی ج : 8 ص : 354
مَطَامِعُ الْجَوْرِ وَ کَثُرَ الْإِدْغَالُ فِی الدِّینِ وَ تُرِکَتْ مَعَالِمُ السُّنَنِ فَعُمِلَ بِالْهَوَی وَ عُطِّلَتِ الْ‏آثَارُ وَ کَثُرَتْ عِلَلُ النُّفُوسِ وَ لَا یُسْتَوْحَشُ لِجَسِیمِ حَدٍّ عُطِّلَ وَ لَا لِعَظِیمِ بَاطِلٍ أُثِّلَ فَهُنَالِکَ تَذِلُّ الْأَبْرَارُ وَ تَعِزُّ الْأَشْرَارُ وَ تَخْرَبُ الْبِلَادُ وَ تَعْظُمُ تَبِعَاتُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ الْعِبَادِ فَهَلُمَّ أَیُّهَا النَّاسُ إِلَی التَّعَاوُنِ عَلَی طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْقِیَامِ بِعَدْلِهِ وَ الْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ وَ الْإِنْصَافِ لَهُ فِی جَمِیعِ حَقِّهِ فَإِنَّهُ لَیْسَ الْعِبَادُ إِلَی شَیْ‏ءٍ أَحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَی التَّنَاصُحِ فِی ذَلِکَ وَ حُسْنِ التَّعَاوُنِ عَلَیْهِ وَ لَیْسَ أَحَدٌ وَ إِنِ اشْتَدَّ عَلَی رِضَا اللَّهِ حِرْصُهُ وَ طَالَ فِی الْعَمَلِ اجْتِهَادُهُ بِبَالِغٍ حَقِیقَةَ مَا أَعْطَی اللَّهُ مِنَ الْحَقِّ أَهْلَهُ وَ لَکِنْ مِنْ وَاجِبِ حُقُوقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی الْعِبَادِ النَّصِیحَةُ لَهُ بِمَبْلَغِ جُهْدِهِمْ وَ التَّعَاوُنُ عَلَی إِقَامَةِ الْحَقِّ فِیهِمْ ثُمَّ لَیْسَ امْرُؤٌ وَ إِنْ عَظُمَتْ فِی الْحَقِّ مَنْزِلَتُهُ وَ جَسُمَتْ فِی الْحَقِّ فَضِیلَتُهُ بِمُسْتَغْنٍ عَنْ أَنْ یُعَانَ عَلَی مَا حَمَّلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ حَقِّهِ وَ لَا لِامْرِئٍ مَعَ ذَلِکَ خَسَأَتْ بِهِ الْأُمُورُ وَ اقْتَحَمَتْهُ الْعُیُونُ بِدُونِ مَا أَنْ یُعِینَ عَلَی ذَلِکَ وَ یُعَانَ عَلَیْهِ وَ أَهْلُ الْفَضِیلَةِ فِی الْحَالِ وَ أَهْلُ النِّعَمِ الْعِظَامِ أَکْثَرُ فِی ذَلِکَ حَاجَةً وَ کُلٌّ فِی الْحَاجَةِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَرَعٌ سَوَاءٌ

الکافی ج : 8 ص : 355
فَأَجَابَهُ رَجُلٌ مِنْ عَسْکَرِهِ لَا یُدْرَی مَنْ هُوَ وَ یُقَالُ إِنَّهُ لَمْ یُرَ فِی عَسْکَرِهِ قَبْلَ ذَلِکَ الْیَوْمِ وَ لَا بَعْدَهُ فَقَامَ وَ أَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا أَبْلَاهُمْ وَ أَعْطَاهُمْ مِنْ وَاجِبِ حَقِّهِ عَلَیْهِمْ وَ الْإِقْرَارِ بِکُلِّ مَا ذَکَرَ مِنْ تَصَرُّفِ الْحَالَاتِ بِهِ وَ بِهِمْ ثُمَّ قَالَ أَنْتَ أَمِیرُنَا وَ نَحْنُ رَعِیَّتُکَ بِکَ أَخْرَجَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الذُّلِّ وَ بِإِعْزَازِکَ أَطْلَقَ عِبَادَهُ مِنَ الْغُلِّ فَاخْتَرْ عَلَیْنَا وَ أَمْضِ اخْتِیَارَکَ وَ ائْتَمِرْ فَأَمْضِ ائْتِمَارَکَ فَإِنَّکَ الْقَائِلُ الْمُصَدَّقُ وَ الْحَاکِمُ الْمُوَفَّقُ وَ الْمَلِکُ الْمُخَوَّلُ لَا نَسْتَحِلُّ فِی شَیْ‏ءٍ مَعْصِیَتَکَ وَ لَا نَقِیسُ عِلْماً بِعِلْمِکَ یَعْظُمُ عِنْدَنَا فِی ذَلِکَ خَطَرُکَ وَ یَجِلُّ عَنْهُ فِی أَنْفُسِنَا فَضْلُکَ فَأَجَابَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع فَقَالَ إِنَّ مِنْ حَقِّ مَنْ عَظُمَ جَلَالُ اللَّهِ فِی نَفْسِهِ وَ جَلَّ مَوْضِعُهُ مِنْ قَلْبِهِ أَنْ یَصْغُرَ عِنْدَهُ لِعِظَمِ ذَلِکَ کُلُّ مَا سِوَاهُ وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ کَانَ کَذَلِکَ لَمَنْ عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ لَطُفَ إِحْسَانُهُ إِلَیْهِ فَإِنَّهُ لَمْ تَعْظُمْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَی أَحَدٍ إِلَّا زَادَ حَقُّ اللَّهِ عَلَیْهِ عِظَماً وَ إِنَّ مِنْ أَسْخَفِ حَالَاتِ الْوُلَاةِ عِنْدَ صَالِحِ النَّاسِ أَنْ یُظَنَّ بِهِمْ حُبُّ الْفَخْرِ وَ یُوضَعَ أَمْرُهُمْ عَلَی الْکِبْرِ وَ قَدْ کَرِهْتُ أَنْ یَکُونَ جَالَ فِی ظَنِّکُمْ أَنِّی أُحِبُّ الْإِطْرَاءَ وَ اسْتِمَاعَ الثَّنَاءِ
الکافی ج : 8 ص : 356
وَ لَسْتُ بِحَمْدِ اللَّهِ کَذَلِکَ وَ لَوْ کُنْتُ أُحِبُّ أَنْ یُقَالَ ذَلِکَ لَتَرَکْتُهُ انْحِطَاطاً لِلَّهِ سُبْحَانَهُ عَنْ تَنَاوُلِ مَا هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنَ الْعَظَمَةِ وَ الْکِبْرِیَاءِ وَ رُبَّمَا اسْتَحْلَی النَّاسُ الثَّنَاءَ بَعْدَ الْبَلَاءِ فَلَا تُثْنُوا عَلَیَّ بِجَمِیلِ ثَنَاءٍ لِإِخْرَاجِی نَفْسِی إِلَی اللَّهِ وَ إِلَیْکُمْ مِنَ الْبَقِیَّةِ فِی حُقُوقٍ لَمْ أَفْرُغْ مِنْ أَدَائِهَا وَ فَرَائِضَ لَا بُدَّ مِنْ إِمْضَائِهَا فَلَا تُکَلِّمُونِی بِمَا تُکَلَّمُ بِهِ الْجَبَابِرَةُ وَ لَا تَتَحَفَّظُوا مِنِّی بِمَا یُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ وَ لَا تُخَالِطُونِی بِالْمُصَانَعَةِ وَ لَا تَظُنُّوا بِی اسْتِثْقَالًا فِی حَقٍّ قِیلَ لِی وَ لَا الْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِی لِمَا لَا یَصْلُحُ لِی فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ یُقَالَ لَهُ أَوِ الْعَدْلَ أَنْ یُعْرَضَ عَلَیْهِ کَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَیْهِ فَلَا تَکُفُّوا عَنِّی مَقَالَةً بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةً بِعَدْلٍ فَإِنِّی لَسْتُ فِی نَفْسِی بِفَوْقِ مَا أَنْ أُخْطِئَ وَ لَا آمَنُ ذَلِکَ مِنْ فِعْلِی إِلَّا أَنْ یَکْفِیَ اللَّهُ مِنْ نَفْسِی مَا هُوَ أَمْلَکُ بِهِ مِنِّی فَإِنَّمَا أَنَا وَ أَنْتُمْ عَبِیدٌ مَمْلُوکُونَ
الکافی ج : 8 ص : 357
لِرَبٍّ لَا رَبَّ غَیْرُهُ یَمْلِکُ مِنَّا مَا لَا نَمْلِکُ مِنْ أَنْفُسِنَا وَ أَخْرَجَنَا مِمَّا کُنَّا فِیهِ إِلَی مَا صَلَحْنَا عَلَیْهِ فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضَّلَالَةِ بِالْهُدَی وَ أَعْطَانَا الْبَصِیرَةَ بَعْدَ الْعَمَی فَأَجَابَهُ الرَّجُلُ الَّذِی أَجَابَهُ مِنْ قَبْلُ فَقَالَ أَنْتَ أَهْلُ مَا قُلْتَ وَ اللَّهِ وَ اللَّهِ فَوْقَ مَا قُلْتَهُ فَبَلَاؤُهُ عِنْدَنَا مَا لَا یُکْفَرُ وَ قَدْ حَمَّلَکَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی رِعَایَتَنَا وَ وَلَّاکَ سِیَاسَةَ أُمُورِنَا فَأَصْبَحْتَ عَلَمَنَا الَّذِی نَهْتَدِی بِهِ وَ إِمَامَنَا الَّذِی نَقْتَدِی بِهِ وَ أَمْرُکَ کُلُّهُ رُشْدٌ وَ قَوْلُکَ کُلُّهُ أَدَبٌ قَدْ قَرَّتْ بِکَ فِی الْحَیَاةِ أَعْیُنُنَا وَ امْتَلَأَتْ مِنْ سُرُورٍ بِکَ قُلُوبُنَا وَ تَحَیَّرَتْ مِنْ صِفَةِ مَا فِیکَ مِنْ بَارِعِ الْفَضْلِ عُقُولُنَا وَ لَسْنَا نَقُولُ لَکَ أَیُّهَا الْإِمَامُ الصَّالِحُ تَزْکِیَةً لَکَ وَ لَا نُجَاوِزُ الْقَصْدَ فِی الثَّنَاءِ عَلَیْکَ وَ لَمْ یُکَنَّ فِی أَنْفُسِنَا طَعْنٌ عَلَی یَقِینِکَ أَوْ غِشٌّ فِی دِینِکَ فَنَتَخَوَّفَ أَنْ تَکُونَ أَحْدَثْتَ بِنِعْمَةِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی تَجَبُّراً أَوْ دَخَلَکَ کِبْرٌ وَ لَکِنَّا نَقُولُ لَکَ مَا قُلْنَا تَقَرُّباً إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِتَوْقِیرِکَ وَ تَوَسُّعاً بِتَفْضِیلِکَ وَ شُکْراً بِإِعْظَامِ أَمْرِکَ فَانْظُرْ لِنَفْسِکَ وَ لَنَا وَ آثِرْ أَمْرَ اللَّهِ عَلَی نَفْسِکَ وَ عَلَیْنَا فَنَحْنُ طُوَّعٌ فِیمَا أَمَرْتَنَا نَنْقَادُ مِنَ الْأُمُورِ مَعَ ذَلِکَ فِیمَا یَنْفَعُنَا فَأَجَابَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع فَقَالَ وَ أَنَا أَسْتَشْهِدُکُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَلَی نَفْسِی لِعِلْمِکُمْ فِیمَا وُلِّیتُ بِهِ مِنْ أُمُورِکُمْ وَ عَمَّا قَلِیلٍ یَجْمَعُنِی وَ إِیَّاکُمُ الْمَوْقِفُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ السُّؤَالُ عَمَّا کُنَّا فِیهِ ثُمَّ یَشْهَدُ بَعْضُنَا

الکافی ج : 8 ص : 358
عَلَی بَعْضٍ فَلَا تَشْهَدُوا الْیَوْمَ بِخِلَافِ مَا أَنْتُمْ شَاهِدُونَ غَداً فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَخْفَی عَلَیْهِ خَافِیَةٌ وَ لَا یَجُوزُ عِنْدَهُ إِلَّا مُنَاصَحَةُ الصُّدُورِ فِی جَمِیعِ الْأُمُورِ فَأَجَابَهُ الرَّجُلُ وَ یُقَالُ لَمْ یُرَ الرَّجُلُ بَعْدَ کَلَامِهِ هَذَا لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع فَأَجَابَهُ وَ قَدْ عَالَ الَّذِی فِی صَدْرِهِ فَقَالَ وَ الْبُکَاءُ یَقْطَعُ مَنْطِقَهُ وَ غُصَصُ الشَّجَا تَکْسِرُ صَوْتَهُ إِعْظَاماً لِخَطَرِ مَرْزِئَتِهِ وَ وَحْشَةً مِنْ کَوْنِ فَجِیعَتِهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ شَکَا إِلَیْهِ هَوْلَ مَا أَشْفَی عَلَیْهِ مِنَ الْخَطَرِ الْعَظِیمِ وَ الذُّلِّ الطَّوِیلِ فِی فَسَادِ زَمَانِهِ وَ انْقِلَابِ جَدِّهِ وَ انْقِطَاعِ مَا کَانَ مِنْ دَوْلَتِهِ ثُمَّ نَصَبَ الْمَسْأَلَةَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِالِامْتِنَانِ عَلَیْهِ وَ الْمُدَافَعَةِ عَنْهُ بِالتَّفَجُّعِ وَ حُسْنِ الثَّنَاءِ فَقَالَ یَا رَبَّانِیَّ الْعِبَادِ وَ یَا سَکَنَ الْبِلَادِ أَیْنَ یَقَعُ قَوْلُنَا مِنْ فَضْلِکَ وَ أَیْنَ یَبْلُغُ وَصْفُنَا مِنْ فِعْلِکَ وَ أَنَّی نَبْلُغُ حَقِیقَةَ حُسْنِ ثَنَائِکَ أَوْ نُحْصِی جَمِیلَ بَلَائِکَ فَکَیْفَ وَ بِکَ جَرَتْ نِعَمُ اللَّهِ عَلَیْنَا وَ عَلَی یَدِکَ اتَّصَلَتْ أَسْبَابُ الْخَیْرِ إِلَیْنَا أَ لَمْ تَکُنْ لِذُلِّ الذَّلِیلِ مَلَاذاً وَ لِلْعُصَاةِ الْکُفَّارِ إِخْوَاناً فَبِمَنْ إِلَّا بِأَهْلِ بَیْتِکَ وَ بِکَ أَخْرَجَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ فَظَاعَةِ تِلْکَ الْخَطَرَاتِ أَوْ بِمَنْ فَرَّجَ عَنَّا غَمَرَاتِ الْکُرُبَاتِ وَ بِمَنْ إِلَّا بِکُمْ أَظْهَرَ اللَّهُ مَعَالِمَ دِینِنَا وَ اسْتَصْلَحَ مَا کَانَ فَسَدَ مِنْ دُنْیَانَا حَتَّی اسْتَبَانَ بَعْدَ الْجَوْرِ ذِکْرُنَا وَ قَرَّتْ مِنْ رَخَاءِ الْعَیْشِ أَعْیُنُنَا لِمَا
الکافی ج : 8 ص : 359
وَلِیتَنَا بِالْإِحْسَانِ جَهْدَکَ وَ وَفَیْتَ لَنَا بِجَمِیعِ وَعْدِکَ وَ قُمْتَ لَنَا عَلَی جَمِیعِ عَهْدِکَ فَکُنْتَ شَاهِدَ مَنْ غَابَ مِنَّا وَ خَلَفَ أَهْلِ الْبَیْتِ لَنَا وَ کُنْتَ عِزَّ ضُعَفَائِنَا وَ ثِمَالَ فُقَرَائِنَا وَ عِمَادَ عُظَمَائِنَا یَجْمَعُنَا فِی الْأُمُورِ عَدْلُکَ وَ یَتَّسِعُ لَنَا فِی الْحَقِّ تَأَنِّیکَ فَکُنْتَ لَنَا أُنْساً إِذَا رَأَیْنَاکَ وَ سَکَناً إِذَا ذَکَرْنَاکَ فَأَیَّ الْخَیْرَاتِ لَمْ تَفْعَلْ وَ أَیَّ الصَّالِحَاتِ لَمْ تَعْمَلْ وَ لَوْ لَا أَنَّ الْأَمْرَ الَّذِی نَخَافُ عَلَیْکَ مِنْهُ یَبْلُغُ تَحْوِیلَهُ جُهْدُنَا وَ تَقْوَی لِمُدَافَعَتِهِ طَاقَتُنَا أَوْ یَجُوزُ الْفِدَاءُ عَنْکَ مِنْهُ بِأَنْفُسِنَا وَ بِمَنْ نَفْدِیهِ بِالنُّفُوسِ مِنْ أَبْنَائِنَا لَقَدَّمْنَا أَنْفُسَنَا وَ أَبْنَاءَنَا قِبَلَکَ وَ لَأَخْطَرْنَاهَا وَ قَلَّ خَطَرُهَا دُونَکَ وَ لَقُمْنَا بِجُهْدِنَا فِی مُحَاوَلَةِ مَنْ حَاوَلَکَ وَ فِی مُدَافَعَةِ مَنْ نَاوَاکَ وَ لَکِنَّهُ سُلْطَانٌ لَا یُحَاوَلُ وَ عِزٌّ لَا یُزَاوَلُ وَ رَبٌّ لَا یُغَالَبُ فَإِنْ یَمْنُنْ عَلَیْنَا بِعَافِیَتِکَ وَ یَتَرَحَّمْ عَلَیْنَا بِبَقَائِکَ وَ یَتَحَنَّنْ عَلَیْنَا بِتَفْرِیجِ هَذَا مِنْ حَالِکَ إِلَی سَلَامَةٍ مِنْکَ لَنَا وَ بَقَاءٍ مِنْکَ بَیْنَ أَظْهُرِنَا نُحْدِثْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِذَلِکَ شُکْراً نُعَظِّمُهُ وَ ذِکْراً نُدِیمُهُ وَ نَقْسِمْ أَنْصَافَ أَمْوَالِنَا صَدَقَاتٍ وَ أَنْصَافَ رَقِیقِنَا عُتَقَاءَ وَ نُحْدِثْ لَهُ تَوَاضُعاً فِی أَنْفُسِنَا وَ نَخْشَعْ فِی جَمِیعِ أُمُورِنَا وَ إِنْ یَمْضِ بِکَ إِلَی الْجِنَانِ وَ یُجْرِی عَلَیْکَ حَتْمَ سَبِیلِهِ فَغَیْرُ مُتَّهَمٍ فِیکَ قَضَاؤُهُ وَ لَا مَدْفُوعٍ عَنْکَ بَلَاؤُهُ وَ لَا مُخْتَلِفَةٍ مَعَ ذَلِکَ قُلُوبُنَا بِأَنَّ اخْتِیَارَهُ
الکافی ج : 8 ص : 360
لَکَ مَا عِنْدَهُ عَلَی مَا کُنْتَ فِیهِ وَ لَکِنَّا نَبْکِی مِنْ غَیْرِ إِثْمٍ لِعِزِّ هَذَا السُّلْطَانِ أَنْ یَعُودَ ذَلِیلًا وَ لِلدِّینِ وَ الدُّنْیَا أَکِیلًا فَلَا نَرَی لَکَ خَلَفاً نَشْکُو إِلَیْهِ وَ لَا نَظِیراً نَأْمُلُهُ وَ لَا نُقِیمُهُ
خُطْبَةٌ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع
551- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ جَمِیعاً عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ وَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِّ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِیعاً عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَیْفَرٍ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ ظُهَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرِیرٍ الْعَبْدِیِّ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ أَتَی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَ وُلْدُ أَبِی بَکْرٍ وَ سَعْدُ بْنُ أَبِی وَقَّاصٍ یَطْلُبُونَ مِنْهُ التَّفْضِیلَ لَهُمْ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ مَالَ النَّاسُ إِلَیْهِ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَلِیِّ الْحَمْدِ وَ مُنْتَهَی الْکَرَمِ لَا تُدْرِکُهُ الصِّفَاتُ وَ لَا یُحَدُّ بِاللُّغَاتِ وَ لَا یُعْرَفُ بِالْغَایَاتِ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولَ اللَّهِ ص نَبِیُّ الْهُدَی وَ مَوْضِعُ التَّقْوَی وَ رَسُولُ الرَّبِّ الْأَعْلَی جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ لِیُنْذِرَ بِالْقُرْآنِ الْمُنِیرِ وَ الْبُرْهَانِ الْمُسْتَنِیرِ فَصَدَعَ بِالْکِتَابُ الْمُبِینِ وَ مَضَی عَلَی مَا مَضَتْ عَلَیْهِ الرُّسُلُ الْأَوَّلُونَ أَمَّا بَعْدُ أَیُّهَا النَّاسُ فَلَا یَقُولَنَّ رِجَالٌ قَدْ کَانَتِ الدُّنْیَا غَمَرَتْهُمْ فَاتَّخَذُوا الْعَقَارَ وَ فَجَّرُوا الْأَنْهَارَ وَ رَکِبُوا أَفْرَهَ الدَّوَابِّ وَ لَبِسُوا أَلْیَنَ الثِّیَابِ فَصَارَ ذَلِکَ عَلَیْهِمْ عَاراً وَ شَنَاراً
الکافی ج : 8 ص : 361
إِنْ لَمْ یَغْفِرْ لَهُمُ الْغَفَّارُ إِذَا مَنَعْتُهُمْ مَا کَانُوا فِیهِ یَخُوضُونَ وَ صَیَّرْتُهُمْ إِلَی مَا یَسْتَوْجِبُونَ فَیَفْقِدُونَ ذَلِکَ فَیَسْأَلُونَ وَ یَقُولُونَ ظَلَمَنَا ابْنُ أَبِی طَالِبٍ وَ حَرَمَنَا وَ مَنَعَنَا حُقُوقَنَا فَاللَّهُ عَلَیْهِمُ الْمُسْتَعَانُ مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَ أَکَلَ ذَبِیحَتَنَا وَ آمَنَ بِنَبِیِّنَا وَ شَهِدَ شَهَادَتَنَا وَ دَخَلَ فِی دِینِنَا أَجْرَیْنَا عَلَیْهِ حُکْمَ الْقُرْآنِ وَ حُدُودَ الْإِسْلَامِ لَیْسَ لِأَحَدٍ عَلَی أَحَدٍ فَضْلٌ إِلَّا بِالتَّقْوَی أَلَا وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِینَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَی أَفْضَلَ الثَّوَابِ وَ أَحْسَنَ الْجَزَاءِ وَ الْمَ‏آبِ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی الدُّنْیَا لِلْمُتَّقِینَ ثَوَاباً وَ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَیْرٌ لِلْأَبْرَارِ انْظُرُوا أَهْلَ دِینِ اللَّهِ فِیمَا أَصَبْتُمْ فِی کِتَابُ اللَّهِ وَ تَرَکْتُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ جَاهَدْتُمْ بِهِ فِی ذَاتِ اللَّهِ أَ بِحَسَبٍ أَمْ بِنَسَبٍ أَمْ بِعَمَلٍ أَمْ بِطَاعَةٍ أَمْ زَهَادَةٍ وَ فِیمَا أَصْبَحْتُمْ فِیهِ رَاغِبِینَ فَسَارِعُوا إِلَی مَنَازِلِکُمْ رَحِمَکُمُ اللَّهُ الَّتِی أُمِرْتُمْ بِعِمَارَتِهَا الْعَامِرَةِ الَّتِی لَا تَخْرَبُ الْبَاقِیَةِ الَّتِی لَا تَنْفَدُ الَّتِی دَعَاکُمْ إِلَیْهَا وَ حَضَّکُمْ عَلَیْهَا وَ رَغَّبَکُمْ فِیهَا وَ جَعَلَ الثَّوَابَ عِنْدَهُ عَنْهَا فَاسْتَتِمُّوا نِعَمَ اللَّهِ عَزَّ ذِکْرُهُ بِالتَّسْلِیمِ لِقَضَائِهِ وَ الشُّکْرِ عَلَی نَعْمَائِهِ فَمَنْ لَمْ یَرْضَ بِهَذَا فَلَیْسَ مِنَّا وَ لَا إِلَیْنَا وَ إِنَّ الْحَاکِمَ یَحْکُمُ بِحُکْمِ اللَّهِ وَ لَا خَشْیَةَ عَلَیْهِ مِنْ ذَلِکَ أُولَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [وَ فِی نُسْخَةٍ وَ لَا وَحْشَةَ وَ أُولَئِکَ لَا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لَا هُمْ یَحْزَنُونَ ]وَ قَالَ وَ قَدْ عَاتَبْتُکُمْ بِدِرَّتِیَ الَّتِی أُعَاتِبُ بِهَا أَهْلِی فَلَمْ تُبَالُوا وَ ضَرَبْتُکُمْ بِسَوْطِیَ الَّذِی أُقِیمُ بِهِ حُدُودَ رَبِّی فَلَمْ تَرْعَوُوا أَ تُرِیدُونَ أَنْ أَضْرِبَکُمْ بِسَیْفِی أَمَا إِنِّی أَعْلَمُ الَّذِی تُرِیدُونَ وَ یُقِیمُ أَوَدَکُمْ وَ لَکِنْ لَا أَشْتَرِی صَلَاحَکُمْ بِفَسَادِ نَفْسِی بَلْ یُسَلِّطُ اللَّهُ
الکافی ج : 8 ص : 362
عَلَیْکُمْ قَوْماً فَیَنْتَقِمُ لِی مِنْکُمْ فَلَا دُنْیَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا وَ لَا آخِرَةَ صِرْتُمْ إِلَیْهَا فَبُعْداً وَ سُحْقاً لِأَصْحَابِ السَّعِیرِ
552- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ جَمِیعاً عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَدِیدٍ عَنْ جَمِیلٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ سَأَلَهُ حُمْرَانُ فَقَالَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ لَوْ حَدَّثْتَنَا مَتَی یَکُونُ هَذَا الْأَمْرُ فَسُرِرْنَا بِهِ فَقَالَ یَا حُمْرَانُ إِنَّ لَکَ أَصْدِقَاءَ وَ إِخْوَاناً وَ مَعَارِفَ إِنَّ رَجُلًا کَانَ فِیمَا مَضَی مِنَ الْعُلَمَاءِ وَ کَانَ لَهُ ابْنٌ لَمْ یَکُنْ یَرْغَبُ فِی عِلْمِ أَبِیهِ وَ لَا یَسْأَلُهُ عَنْ شَیْ‏ءٍ وَ کَانَ لَهُ جَارٌ یَأْتِیهِ وَ یَسْأَلُهُ وَ یَأْخُذُ عَنْهُ فَحَضَرَ الرَّجُلَ الْمَوْتُ فَدَعَا ابْنَهُ فَقَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّکَ قَدْ کُنْتَ تَزْهَدُ فِیمَا عِنْدِی وَ تَقِلُّ رَغْبَتُکَ فِیهِ وَ لَمْ تَکُنْ تَسْأَلُنِی عَنْ شَیْ‏ءٍ وَ لِی جَارٌ قَدْ کَانَ یَأْتِینِی وَ یَسْأَلُنِی وَ یَأْخُذُ مِنِّی وَ یَحْفَظُ عَنِّی فَإِنِ احْتَجْتَ إِلَی شَیْ‏ءٍ فَأْتِهِ وَ عَرَّفَهُ جَارَهُ فَهَلَکَ الرَّجُلُ وَ بَقِیَ ابْنُهُ فَرَأَی مَلِکُ ذَلِکَ الزَّمَانِ رُؤْیَا فَسَأَلَ عَنِ الرَّجُلِ فَقِیلَ لَهُ قَدْ هَلَکَ فَقَالَ الْمَلِکُ هَلْ تَرَکَ وَلَداً فَقِیلَ لَهُ نَعَمْ تَرَکَ ابْناً فَقَالَ ائْتُونِی بِهِ فَبُعِثَ إِلَیْهِ لِیَأْتِیَ الْمَلِکَ فَقَالَ الْغُلَامُ وَ اللَّهِ مَا أَدْرِی لِمَا یَدْعُونِی الْمَلِکُ وَ مَا عِنْدِی عِلْمٌ وَ لَئِنْ سَأَلَنِی عَنْ شَیْ‏ءٍ لَأَفْتَضِحَنَّ فَذَکَرَ مَا کَانَ أَوْصَاهُ أَبُوهُ بِهِ فَأَتَی الرَّجُلَ الَّذِی کَانَ یَأْخُذُ الْعِلْمَ مِنْ أَبِیهِ فَقَالَ لَهُ إِنَّ الْمَلِکَ قَدْ بَعَثَ إِلَیَّ یَسْأَلُنِی وَ لَسْتُ أَدْرِی فِیمَ بَعَثَ إِلَیَّ وَ قَدْ کَانَ أَبِی أَمَرَنِی أَنْ آتِیَکَ إِنِ احْتَجْتُ إِلَی شَیْ‏ءٍ فَقَالَ الرَّجُلُ وَ لَکِنِّی أَدْرِی فِیمَا بَعَثَ إِلَیْکَ فَإِنْ أَخْبَرْتُکَ فَمَا أَخْرَجَ اللَّهُ لَکَ مِنْ شَیْ‏ءٍ فَهُوَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ فَقَالَ نَعَمْ فَاسْتَحْلَفَهُ وَ اسْتَوْثَقَ مِنْهُ أَنْ یَفِیَ لَهُ فَأَوْثَقَ لَهُ الْغُلَامُ فَقَالَ إِنَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَسْأَلَکَ عَنْ رُؤْیَا رَآهَا أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقُلْ لَهُ هَذَا زَمَانُ الذِّئْبِ فَأَتَاهُ الْغُلَامُ فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ هَلْ تَدْرِی لِمَ أَرْسَلْتُ إِلَیْکَ فَقَالَ أَرْسَلْتَ إِلَیَّ تُرِیدُ أَنْ تَسْأَلَنِی عَنْ رُؤْیَا رَأَیْتَهَا أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ صَدَقْتَ فَأَخْبِرْنِی أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ لَهُ زَمَانُ الذِّئْبِ فَأَمَرَ لَهُ بِجَائِزَةٍ فَقَبَضَهَا الْغُلَامُ وَ انْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ أَبَی أَنْ یَفِیَ لِصَاحِبِهِ وَ قَالَ لَعَلِّی لَا أُنْفِدُ هَذَا الْمَالَ وَ لَا آکُلُهُ حَتَّی أَهْلِکَ وَ لَعَلِّی لَا أَحْتَاجُ وَ لَا أُسْأَلُ عَنْ مِثْلِ هَذَا الَّذِی سُئِلْتُ عَنْهُ فَمَکَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ إِنَّ الْمَلِکَ رَأَی رُؤْیَا فَبَعَثَ إِلَیْهِ یَدْعُوهُ فَنَدِمَ عَلَی مَا صَنَعَ وَ قَالَ وَ اللَّهِ مَا عِنْدِی عِلْمٌ آتِیهِ بِهِ وَ مَا أَدْرِی کَیْفَ أَصْنَعُ بِصَاحِبِی وَ قَدْ غَدَرْتُ

الکافی ج : 8 ص : 363
بِهِ وَ لَمْ أَفِ لَهُ ثُمَّ قَالَ لآَتِیَنَّهُ عَلَی کُلِّ حَالٍ وَ لَأَعْتَذِرَنَّ إِلَیْهِ وَ لَأَحْلِفَنَّ لَهُ فَلَعَلَّهُ یُخْبِرُنِی فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ إِنِّی قَدْ صَنَعْتُ الَّذِی صَنَعْتُ وَ لَمْ أَفِ لَکَ بِمَا کَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ وَ تَفَرَّقَ مَا کَانَ فِی یَدِی وَ قَدِ احْتَجْتُ إِلَیْکَ فَأَنْشُدُکَ اللَّهَ أَنْ لَا تَخْذُلَنِی وَ أَنَا أُوثِقُ لَکَ أَنْ لَا یَخْرُجَ لِی شَیْ‏ءٌ إِلَّا کَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ وَ قَدْ بَعَثَ إِلَیَّ الْمَلِکُ وَ لَسْتُ أَدْرِی عَمَّا یَسْأَلُنِی فَقَالَ إِنَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَسْأَلَکَ عَنْ رُؤْیَا رَآهَا أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقُلْ لَهُ إِنَّ هَذَا زَمَانُ الْکَبْشِ فَأَتَی الْمَلِکَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ لِمَا بَعَثْتُ إِلَیْکَ فَقَالَ إِنَّکَ رَأَیْتَ رُؤْیَا وَ إِنَّکَ تُرِیدُ أَنْ تَسْأَلَنِی أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ لَهُ صَدَقْتَ فَأَخْبِرْنِی أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ هَذَا زَمَانُ الْکَبْشِ فَأَمَرَ لَهُ بِصِلَةٍ فَقَبَضَهَا وَ انْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ تَدَبَّرَ فِی رَأْیِهِ فِی أَنْ یَفِیَ لِصَاحِبِهِ أَوْ لَا یَفِیَ لَهُ فَهَمَّ مَرَّةً أَنْ یَفْعَلَ وَ مَرَّةً أَنْ لَا یَفْعَلَ ثُمَّ قَالَ لَعَلِّی أَنْ لَا أَحْتَاجَ إِلَیْهِ بَعْدَ هَذِهِ الْمَرَّةِ أَبَداً وَ أَجْمَعَ رَأْیَهُ عَلَی الْغَدْرِ وَ تَرْکِ الْوَفَاءِ فَمَکَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ إِنَّ الْمَلِکَ رَأَی رُؤْیَا فَبَعَثَ إِلَیْهِ فَنَدِمَ عَلَی مَا صَنَعَ فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ صَاحِبِهِ وَ قَالَ بَعْدَ غَدْرٍ مَرَّتَیْنِ کَیْفَ أَصْنَعُ وَ لَیْسَ عِنْدِی عِلْمٌ ثُمَّ أَجْمَعَ رَأْیَهُ عَلَی إِتْیَانِ الرَّجُلِ فَأَتَاهُ فَنَاشَدَهُ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ سَأَلَهُ أَنْ یُعَلِّمَهُ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّ هَذِهِ الْمَرَّةَ یَفِی مِنْهُ وَ أَوْثَقَ لَهُ وَ قَالَ لَا تَدَعْنِی عَلَی هَذِهِ الْحَالِ فَإِنِّی لَا أَعُودُ إِلَی الْغَدْرِ وَ سَأَفِی لَکَ فَاسْتَوْثَقَ مِنْهُ فَقَالَ إِنَّهُ یَدْعُوکَ یَسْأَلُکَ عَنْ رُؤْیَا رَآهَا أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَإِذَا سَأَلَکَ فَأَخْبِرْهُ أَنَّهُ زَمَانُ الْمِیزَانِ قَالَ فَأَتَی الْمَلِکَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ لِمَ بَعَثْتُ إِلَیْکَ فَقَالَ إِنَّکَ رَأَیْتَ رُؤْیَا وَ تُرِیدُ أَنْ تَسْأَلَنِی أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ صَدَقْتَ فَأَخْبِرْنِی أَیُّ زَمَانٍ هَذَا فَقَالَ هَذَا زَمَانُ الْمِیزَانِ فَأَمَرَ لَهُ بِصِلَةٍ فَقَبَضَهَا وَ انْطَلَقَ بِهَا إِلَی الرَّجُلِ فَوَضَعَهَا بَیْنَ یَدَیْهِ وَ قَالَ قَدْ جِئْتُکَ بِمَا خَرَجَ لِی فَقَاسِمْنِیهِ فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ إِنَّ الزَّمَانَ الْأَوَّلَ کَانَ زَمَانَ الذِّئْبِ وَ إِنَّکَ کُنْتَ مِنَ الذِّئَابِ وَ إِنَّ الزَّمَانَ الثَّانِیَ کَانَ زَمَانَ الْکَبْشِ یَهُمُّ وَ لَا یَفْعَلُ وَ کَذَلِکَ کُنْتَ أَنْتَ تَهُمُّ وَ لَا تَفِی وَ کَانَ هَذَا زَمَانَ الْمِیزَانِ وَ کُنْتَ فِیهِ عَلَی الْوَفَاءِ فَاقْبِضْ مَالَکَ لَا حَاجَةَ لِی فِیهِ وَ رَدَّهُ عَلَیْهِ
553- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْکُوفِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِی مُعَتِّبٌ أَوْ غَیْرُهُ قَالَ بَعَثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ لَکَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَنَا أَشْجَعُ مِنْکَ وَ أَنَا أَسْخَی مِنْکَ وَ أَنَا أَعْلَمُ مِنْکَ
الکافی ج : 8 ص : 364
فَقَالَ لِرَسُولِهِ أَمَّا الشَّجَاعَةُ فَوَ اللَّهِ مَا کَانَ لَکَ مَوْقِفٌ یُعْرَفُ فِیهِ جُبْنُکَ مِنْ شَجَاعَتِکَ وَ أَمَّا السَّخَاءُ فَهُوَ الَّذِی یَأْخُذُ الشَّیْ‏ءَ مِنْ جِهَتِهِ فَیَضَعُهُ فِی حَقِّهِ وَ أَمَّا الْعِلْمُ فَقَدْ أَعْتَقَ أَبُوکَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع أَلْفَ مَمْلُوکٍ فَسَمِّ لَنَا خَمْسَةً مِنْهُمْ وَ أَنْتَ عَالِمٌ فَعَادَ إِلَیْهِ فَأَعْلَمَهُ ثُمَّ عَادَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَقُولُ لَکَ أَنْتَ رَجُلٌ صُحُفِیٌّ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع قُلْ لَهُ إِی وَ اللَّهِ صُحُفُ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی وَ عِیسَی وَرِثْتُهَا عَنْ آبَائِی ع
554- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ بَشِّرِ الَّذِینَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ فَقَالَ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ ص
555- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْکَاهِلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما تُغْنِی الْ‏آیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ قَالَ لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ ص أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ بِالْبُرَاقِ فَرَکِبَهَا فَأَتَی بَیْتَ الْمَقْدِسِ فَلَقِیَ مَنْ لَقِیَ مِنْ إِخْوَانِهِ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ ع ثُمَّ رَجَعَ فَحَدَّثَ أَصْحَابَهُ أَنِّی أَتَیْتُ بَیْتَ الْمَقْدِسِ وَ رَجَعْتُ مِنَ اللَّیْلَةِ وَ قَدْ جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ بِالْبُرَاقِ فَرَکِبْتُهَا وَ آیَةُ ذَلِکَ أَنِّی مَرَرْتُ بِعِیرٍ لِأَبِی سُفْیَانَ عَلَی مَاءٍ لِبَنِی فُلَانٍ وَ قَدْ أَضَلُّوا جَمَلًا لَهُمْ أَحْمَرَ وَ قَدْ هَمَّ الْقَوْمُ فِی طَلَبِهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّمَا جَاءَ الشَّامَ وَ هُوَ رَاکِبٌ سَرِیعٌ وَ لَکِنَّکُمْ قَدْ أَتَیْتُمُ الشَّامَ وَ عَرَفْتُمُوهَا فَسَلُوهُ عَنْ أَسْوَاقِهَا وَ أَبْوَابِهَا وَ تُجَّارِهَا فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ کَیْفَ الشَّامُ وَ کَیْفَ أَسْوَاقُهَا قَالَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا سُئِلَ عَنِ الشَّیْ‏ءِ لَا یَعْرِفُهُ شُقَّ عَلَیْهِ حَتَّی یُرَی
الکافی ج : 8 ص : 365
ذَلِکَ فِی وَجْهِهِ قَالَ فَبَیْنَمَا هُوَ کَذَلِکَ إِذْ أَتَاهُ جَبْرَئِیلُ ع فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ الشَّامُ قَدْ رُفِعَتْ لَکَ فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَإِذَا هُوَ بِالشَّامِ بِأَبْوَابِهَا وَ أَسْوَاقِهَا وَ تُجَّارِهَا فَقَالَ أَیْنَ السَّائِلُ عَنِ الشَّامِ فَقَالُوا لَهُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَأَجَابَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص فِی کُلِّ مَا سَأَلُوهُ عَنْهُ فَلَمْ یُؤْمِنْ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِیلٌ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ ما تُغْنِی الْ‏آیاتُ وَ النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا یُؤْمِنُونَ ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ لَا نُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ ص
556- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ التَّیْمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ إِذَا قَالَ الْمُؤْمِنُ لِأَخِیهِ أُفٍّ خَرَجَ مِنْ وَلَایَتِهِ وَ إِذَا قَالَ أَنْتَ عَدُوِّی کَفَرَ أَحَدُهُمَا لِأَنَّهُ لَا یَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَحَدٍ عَمَلًا فِی تَثْرِیبٍ عَلَی مُؤْمِنٍ نَصِیحَةً وَ لَا یَقْبَلُ مِنْ مُؤْمِنٍ عَمَلًا وَ هُوَ یُضْمِرُ فِی قَلْبِهِ عَلَی الْمُؤْمِنِ سُوءاً لَوْ کُشِفَ الْغِطَاءُ عَنِ النَّاسِ فَنَظَرُوا إِلَی وَصْلِ مَا بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَیْنَ الْمُؤْمِنِ خَضَعَتْ لِلْمُؤْمِنِینَ رِقَابُهُمْ وَ تَسَهَّلَتْ لَهُمْ أُمُورُهُمْ وَ لَانَتْ لَهُمْ طَاعَتُهُمْ وَ لَوْ نَظَرُوا إِلَی مَرْدُودِ الْأَعْمَالِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَقَالُوا مَا یَتَقَبَّلُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَحَدٍ عَمَلًا وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لِرَجُلٍ مِنَ الشِّیعَةِ أَنْتُمُ الطَّیِّبُونَ وَ نِسَاؤُکُمُ الطَّیِّبَاتُ کُلُّ مُؤْمِنَةٍ حَوْرَاءُ عَیْنَاءُ وَ کُلُّ مُؤْمِنٍ صِدِّیقٌ قَالَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ شِیعَتُنَا أَقْرَبُ الْخَلْقِ مِنْ عَرْشِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ بَعْدَنَا وَ مَا مِنْ شِیعَتِنَا أَحَدٌ یَقُومُ إِلَی الصَّلَاةِ إِلَّا اکْتَنَفَتْهُ فِیهَا عَدَدَ مَنْ خَالَفَهُ مِنَ الْمَلَائِکَةِ
الکافی ج : 8 ص : 366
یُصَلُّونَ عَلَیْهِ جَمَاعَةً حَتَّی یَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَ إِنَّ الصَّائِمَ مِنْکُمْ لَیَرْتَعُ فِی رِیَاضِ الْجَنَّةِ تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِکَةُ حَتَّی یُفْطِرَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ أَنْتُمْ أَهْلُ تَحِیَّةِ اللَّهِ بِسَلَامِهِ وَ أَهْلُ أُثْرَةِ اللَّهِ بِرَحْمَتِهِ وَ أَهْلُ تَوْفِیقِ اللَّهِ بِعِصْمَتِهِ وَ أَهْلُ دَعْوَةِ اللَّهِ بِطَاعَتِهِ لَا حِسَابٌ عَلَیْکُمْ وَ لَا خَوْفٌ وَ لَا حُزْنٌ أَنْتُمْ لِلْجَنَّةِ وَ الْجَنَّةُ لَکُمْ أَسْمَاؤُکُمْ عِنْدَنَا الصَّالِحُونَ وَ الْمُصْلِحُونَ وَ أَنْتُمْ أَهْلُ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِرِضَاهُ عَنْکُمْ وَ الْمَلَائِکَةُ إِخْوَانُکُمْ فِی الْخَیْرِ فَإِذَا جُهِدْتُمُ ادْعُوا وَ إِذَا غَفَلْتُمُ اجْهَدُوا وَ أَنْتُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ دِیَارُکُمْ لَکُمْ جَنَّةٌ وَ قُبُورُکُمْ لَکُمْ جَنَّةٌ لِلْجَنَّةِ خُلِقْتُمْ وَ فِی الْجَنَّةِ نَعِیمُکُمْ وَ إِلَی الْجَنَّةِ تَصِیرُونَ
557- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِجَعْفَرٍ ع حِینَ قَدِمَ مِنَ الْحَبَشَةِ أَیُّ شَیْ‏ءٍ أَعْجَبُ مَا رَأَیْتَ قَالَ رَأَیْتُ حَبَشِیَّةً مَرَّتْ وَ عَلَی رَأْسِهَا مِکْتَلٌ فَمَرَّ رَجُلٌ فَزَحَمَهَا فَطَرَحَهَا وَ وَقَعَ الْمِکْتَلُ عَنْ رَأْسِهَا فَجَلَسَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَیْلٌ لَکَ مِنْ دَیَّانِ یَوْمِ الدِّینِ إِذَا جَلَسَ عَلَی الْکُرْسِیِّ وَ أَخَذَ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ فَتَعَجَّبَ رَسُولُ اللَّهِ ص
558- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّ آزَرَ أَبَا إِبْرَاهِیمَ ع
الکافی ج : 8 ص : 367
کَانَ مُنَجِّماً لِنُمْرُودَ وَ لَمْ یَکُنْ یَصْدُرُ إِلَّا عَنْ أَمْرِهِ فَنَظَرَ لَیْلَةً فِی النُّجُومِ فَأَصْبَحَ وَ هُوَ یَقُولُ لِنُمْرُودَ لَقَدْ رَأَیْتُ عَجَباً قَالَ وَ مَا هُوَ قَالَ رَأَیْتُ مَوْلُوداً یُولَدُ فِی أَرْضِنَا یَکُونُ هَلَاکُنَا عَلَی یَدَیْهِ وَ لَا یَلْبَثُ إِلَّا قَلِیلًا حَتَّی یُحْمَلَ بِهِ قَالَ فَتَعَجَّبَ مِنْ ذَلِکَ وَ قَالَ هَلْ حَمَلَتْ بِهِ النِّسَاءُ قَالَ لَا قَالَ فَحَجَبَ النِّسَاءَ عَنِ الرِّجَالِ فَلَمْ یَدَعِ امْرَأَةً إِلَّا جَعَلَهَا فِی الْمَدِینَةِ لَا یُخْلَصُ إِلَیْهَا وَ وَقَعَ آزَرُ بِأَهْلِهِ فَعَلِقَتْ بِإِبْرَاهِیمَ ع فَظَنَّ أَنَّهُ صَاحِبُهُ فَأَرْسَلَ إِلَی نِسَاءٍ مِنَ الْقَوَابِلِ فِی ذَلِکَ الزَّمَانِ لَا یَکُونُ فِی الرَّحِمِ شَیْ‏ءٌ إِلَّا عَلِمْنَ بِهِ فَنَظَرْنَ فَأَلْزَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا فِی الرَّحِمِ إِلَی الظَّهْرِ فَقُلْنَ مَا نَرَی فِی بَطْنِهَا شَیْئاً وَ کَانَ فِیمَا أُوتِیَ مِنَ الْعِلْمِ أَنَّهُ سَیُحْرَقُ بِالنَّارِ وَ لَمْ یُؤْتَ عِلْمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی سَیُنْجِیهِ قَالَ فَلَمَّا وَضَعَتْ أُمُّ إِبْرَاهِیمَ أَرَادَ آزَرُ أَنْ یَذْهَبَ بِهِ إِلَی نُمْرُودَ لِیَقْتُلَهُ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ لَا تَذْهَبْ بِابْنِکَ إِلَی نُمْرُودَ فَیَقْتُلَهُ دَعْنِی أَذْهَبْ بِهِ إِلَی بَعْضِ الْغِیرَانِ أَجْعَلْهُ فِیهِ حَتَّی یَأْتِیَ عَلَیْهِ أَجَلُهُ وَ لَا تَکُونَ أَنْتَ الَّذِی تَقْتُلُ ابْنَکَ فَقَالَ لَهَا فَامْضِی بِهِ قَالَ فَذَهَبَتْ بِهِ إِلَی غَارٍ ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ ثُمَّ جَعَلَتْ عَلَی بَابِ الْغَارِ صَخْرَةً ثُمَّ انْصَرَفَتْ عَنْهُ قَالَ فَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رِزْقَهُ فِی إِبْهَامِهِ فَجَعَلَ یَمَصُّهَا فَیَشْخُبُ لَبَنُهَا وَ جَعَلَ یَشِبُّ فِی الْیَوْمِ کَمَا یَشِبُّ غَیْرُهُ فِی الْجُمْعَةِ وَ یَشِبُّ فِی الْجُمْعَةِ کَمَا یَشِبُّ غَیْرُهُ فِی الشَّهْرِ وَ یَشِبُّ فِی الشَّهْرِ کَمَا یَشِبُّ غَیْرُهُ فِی السَّنَةِ فَمَکَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَمْکُثَ ثُمَّ إِنَّ أُمَّهُ قَالَتْ لِأَبِیهِ لَوْ أَذِنْتَ لِی حَتَّی أَذْهَبَ إِلَی ذَلِکَ الصَّبِیِّ فَعَلْتُ قَالَ فَافْعَلِی فَذَهَبَتْ فَإِذَا هِیَ بِإِبْرَاهِیمَ ع وَ إِذَا عَیْنَاهُ تَزْهَرَانِ کَأَنَّهُمَا سِرَاجَانِ قَالَ فَأَخَذَتْهُ فَضَمَّتْهُ إِلَی صَدْرِهَا وَ أَرْضَعَتْهُ ثُمَّ انْصَرَفَتْ عَنْهُ فَسَأَلَهَا آزَرُ عَنْهُ فَقَالَتْ قَدْ وَارَیْتُهُ فِی التُّرَابِ فَمَکَثَتْ تَفْعَلُ فَتَخْرُجُ فِی الْحَاجَةِ وَ تَذْهَبُ إِلَی إِبْرَاهِیمَ ع فَتَضُمُّهُ إِلَیْهَا وَ تُرْضِعُهُ ثُمَّ تَنْصَرِفُ فَلَمَّا تَحَرَّکَ أَتَتْهُ کَمَا کَانَتْ تَأْتِیهِ فَصَنَعَتْ بِهِ کَمَا کَانَتْ تَصْنَعُ فَلَمَّا أَرَادَتِ الِانْصِرَافَ أَخَذَ بِثَوْبِهَا فَقَالَتْ لَهُ مَا لَکَ فَقَالَ لَهَا اذْهَبِی بِی مَعَکِ فَقَالَتْ لَهُ حَتَّی أَسْتَأْمِرَ أَبَاکَ قَالَ فَأَتَتْ أُمُّ إِبْرَاهِیمَ ع آزَرَ فَأَعْلَمَتْهُ الْقِصَّةَ فَقَالَ لَهَا ائْتِینِی بِهِ فَأَقْعِدِیهِ عَلَی الطَّرِیقِ فَإِذَا مَرَّ بِهِ إِخْوَتُهُ دَخَلَ
الکافی ج : 8 ص : 368
مَعَهُمْ وَ لَا یُعْرَفُ قَالَ وَ کَانَ إِخْوَةُ إِبْرَاهِیمَ ع یَعْمَلُونَ الْأَصْنَامَ وَ یَذْهَبُونَ بِهَا إِلَی الْأَسْوَاقِ وَ یَبِیعُونَهَا قَالَ فَذَهَبَتْ إِلَیْهِ فَجَاءَتْ بِهِ حَتَّی أَقْعَدَتْهُ عَلَی الطَّرِیقِ وَ مَرَّ إِخْوَتُهُ فَدَخَلَ مَعَهُمْ فَلَمَّا رَآهُ أَبُوهُ وَقَعَتْ عَلَیْهِ الْمَحَبَّةُ مِنْهُ فَمَکَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَبَیْنَمَا إِخْوَتُهُ یَعْمَلُونَ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ الْأَصْنَامَ إِذَا أَخَذَ إِبْرَاهِیمُ ع الْقَدُومَ وَ أَخَذَ خَشَبَةً فَنَجَرَ مِنْهَا صَنَماً لَمْ یَرَوْا قَطُّ مِثْلَهُ فَقَالَ آزَرُ لِأُمِّهِ إِنِّی لَأَرْجُو أَنْ نُصِیبَ خَیْراً بِبَرَکَةِ ابْنِکِ هَذَا قَالَ فَبَیْنَمَا هُمْ کَذَلِکَ إِذَا أَخَذَ إِبْرَاهِیمُ الْقَدُومَ فَکَسَرَ الصَّنَمَ الَّذِی عَمِلَهُ فَفَزِعَ أَبُوهُ مِنْ ذَلِکَ فَزَعاً شَدِیداً فَقَالَ لَهُ أَیَّ شَیْ‏ءٍ عَمِلْتَ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع وَ مَا تَصْنَعُونَ بِهِ فَقَالَ آزَرُ نَعْبُدُهُ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ فَقَالَ آزَرُ لِأُمِّهِ هَذَا الَّذِی یَکُونُ ذَهَابُ مُلْکِنَا عَلَی یَدَیْهِ
559- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ حُجْرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ خَالَفَ إِبْرَاهِیمُ ع قَوْمَهُ وَ عَابَ آلِهَتَهُمْ حَتَّی أُدْخِلَ عَلَی نُمْرُودَ فَخَاصَمَهُ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع رَبِّیَ الَّذِی یُحْیِی وَ یُمِیتُ قالَ أَنَا أُحْیِی وَ أُمِیتُ قَالَ إِبْرَاهِیمُ فَإِنَّ اللَّهَ یَأْتِی بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِی کَفَرَ وَ اللَّهُ لا یَهْدِی الْقَوْمَ الظَّالِمِینَ وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع عَابَ آلِهَتَهُمْ
الکافی ج : 8 ص : 369
فَنَظَرَ نَظْرَةً فِی النُّجُومِ فَقالَ إِنِّی سَقِیمٌ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع وَ اللَّهِ مَا کَانَ سَقِیماً وَ مَا کَذَبَ فَلَمَّا تَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِینَ إِلَی عِیدٍ لَهُمْ دَخَلَ إِبْرَاهِیمُ ع إِلَی آلِهَتِهِمْ بِقَدُومٍ فَکَسَرَهَا إِلَّا کَبِیراً لَهُمْ وَ وَضَعَ الْقَدُومَ فِی عُنُقِهِ فَرَجَعُوا إِلَی آلِهَتِهِمْ فَنَظَرُوا إِلَی مَا صُنِعَ بِهَا فَقَالُوا لَا وَ اللَّهِ مَا اجْتَرَأَ عَلَیْهَا وَ لَا کَسَرَهَا إِلَّا الْفَتَی الَّذِی کَانَ یَعِیبُهَا وَ یَبْرَأُ مِنْهَا فَلَمْ یَجِدُوا لَهُ قِتْلَةً أَعْظَمَ مِنَ النَّارِ فَجُمِعَ لَهُ الْحَطَبُ وَ اسْتَجَادُوهُ حَتَّی إِذَا کَانَ الْیَوْمُ الَّذِی یُحْرَقُ فِیهِ بَرَزَ لَهُ نُمْرُودُ وَ جُنُودُهُ وَ قَدْ بُنِیَ لَهُ بِنَاءٌ لِیَنْظُرَ إِلَیْهِ کَیْفَ تَأْخُذُهُ النَّارُ وَ وُضِعَ إِبْرَاهِیمُ ع فِی مَنْجَنِیقٍ وَ قَالَتِ الْأَرْضُ یَا رَبِّ لَیْسَ عَلَی ظَهْرِی أَحَدٌ یَعْبُدُکَ غَیْرُهُ یُحْرَقُ بِالنَّارِ قَالَ الرَّبُّ إِنْ دَعَانِی کَفَیْتُهُ فَذَکَرَ أَبَانٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّ دُعَاءَ إِبْرَاهِیمَ ع یَوْمَئِذٍ کَانَ یَا أَحَدُ [یَا أَحَدُ یَا صَمَدُ ]یَا صَمَدُ یَا مَنْ لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ ثُمَّ قَالَ تَوَکَّلْتُ عَلَی اللَّهِ فَقَالَ الرَّبُّ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی کَفَیْتُ فَقَالَ لِلنَّارِ کُونِی بَرْداً قَالَ فَاضْطَرَبَتْ أَسْنَانُ إِبْرَاهِیمَ ع مِنَ الْبَرْدِ حَتَّی قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ سَلاماً عَلی‏ إِبْراهِیمَ وَ انْحَطَّ جَبْرَئِیلُ ع وَ إِذَا هُوَ جَالِسٌ مَعَ إِبْرَاهِیمَ ع یُحَدِّثُهُ فِی النَّارِ قَالَ نُمْرُودُ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهاً فَلْیَتَّخِذْ مِثْلَ
الکافی ج : 8 ص : 370
إِلَهِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ فَقَالَ عَظِیمٌ مِنْ عُظَمَائِهِمْ إِنِّی عَزَمْتُ عَلَی النَّارِ أَنْ لَا تُحْرِقَهُ قَالَ فَأَخَذَ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ نَحْوَهُ حَتَّی أَحْرَقَهُ قَالَ فَ‏آمَنَ لَهُ لُوطٌ وَ خَرَجَ مُهَاجِراً إِلَی الشَّامِ هُوَ وَ سَارَةُ وَ لُوطٌ
560- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ جَمِیعاً عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی زِیَادٍ الْکَرْخِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ إِنَّ إِبْرَاهِیمَ ع کَانَ مَوْلِدُهُ بِکُوثَی رُبَا وَ کَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِهَا وَ کَانَتْ أُمُّ إِبْرَاهِیمَ وَ أُمُّ لُوطٍ سَارَةَ وَ وَرَقَةَ وَ فِی نُسْخَةٍ رُقَیَّةَ أُخْتَیْنِ وَ هُمَا ابْنَتَانِ لِلَاحِجٍ وَ کَانَ اللَّاحِجُ نَبِیّاً مُنْذِراً وَ لَمْ یَکُنْ رَسُولًا وَ کَانَ إِبْرَاهِیمُ ع فِی شَبِیبَتِهِ عَلَی الْفِطْرَةِ الَّتِی فَطَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَلْقَ عَلَیْهَا حَتَّی هَدَاهُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی إِلَی دِینِهِ وَ اجْتَبَاهُ وَ إِنَّهُ تَزَوَّجَ سَارَةَ ابْنَةَ لَاحِجٍ وَ هِیَ ابْنَةُ خَالَتِهِ وَ کَانَتْ سَارَةُ صَاحِبَةَ مَاشِیَةٍ کَثِیرَةٍ وَ أَرْضٍ وَاسِعَةٍ وَ حَالٍ حَسَنَةٍ وَ کَانَتْ قَدْ مَلَّکَتْ إِبْرَاهِیمَ ع جَمِیعَ مَا کَانَتْ تَمْلِکُهُ فَقَامَ فِیهِ وَ أَصْلَحَهُ وَ کَثُرَتِ الْمَاشِیَةُ وَ الزَّرْعُ حَتَّی لَمْ یَکُنْ بِأَرْضِ کُوثَی رُبَا رَجُلٌ أَحْسَنُ حَالًا مِنْهُ وَ إِنَ‏
الکافی ج : 8 ص : 371
إِبْرَاهِیمَ ع لَمَّا کَسَرَ أَصْنَامَ نُمْرُودَ أَمَرَ بِهِ نُمْرُودُ فَأُوثِقَ وَ عَمِلَ لَهُ حَیْراً وَ جَمَعَ لَهُ فِیهِ الْحَطَبَ وَ أَلْهَبَ فِیهِ النَّارَ ثُمَّ قَذَفَ إِبْرَاهِیمَ ع فِی النَّارِ لِتُحْرِقَهُ ثُمَّ اعْتَزَلُوهَا حَتَّی خَمَدَتِ النَّارُ ثُمَّ أَشْرَفُوا عَلَی الْحَیْرِ فَإِذَا هُمْ بِإِبْرَاهِیمَ ع سَلِیماً مُطْلَقاً مِنْ وَثَاقِهِ فَأُخْبِرَ نُمْرُودُ خَبَرَهُ فَأَمَرَهُمْ أَنْ یَنْفُوا إِبْرَاهِیمَ ع مِنْ بِلَادِهِ وَ أَنْ یَمْنَعُوهُ مِنَ الْخُرُوجِ بِمَاشِیَتِهِ وَ مَالِهِ فَحَاجَّهُمْ إِبْرَاهِیمُ ع عِنْدَ ذَلِکَ فَقَالَ إِنْ أَخَذْتُمْ مَاشِیَتِی وَ مَالِی فَإِنَّ حَقِّی عَلَیْکُمْ أَنْ تَرُدُّوا عَلَیَّ مَا ذَهَبَ مِنْ عُمُرِی فِی بِلَادِکُمْ وَ اخْتَصَمُوا إِلَی قَاضِی نُمْرُودَ فَقَضَی عَلَی إِبْرَاهِیمَ ع أَنْ یُسَلِّمَ إِلَیْهِمْ جَمِیعَ مَا أَصَابَ فِی بِلَادِهِمْ وَ قَضَی عَلَی أَصْحَابِ نُمْرُودَ أَنْ یَرُدُّوا عَلَی إِبْرَاهِیمَ ع مَا ذَهَبَ مِنْ عُمُرِهِ فِی بِلَادِهِمْ فَأُخْبِرَ بِذَلِکَ نُمْرُودُ فَأَمَرَهُمْ أَنْ یُخَلُّوا سَبِیلَهُ وَ سَبِیلَ مَاشِیَتِهِ وَ مَالِهِ وَ أَنْ یُخْرِجُوهُ وَ قَالَ إِنَّهُ إِنْ بَقِیَ فِی بِلَادِکُمْ أَفْسَدَ دِینَکُمْ وَ أَضَرَّ بِ‏آلِهَتِکُمْ فَأَخْرَجُوا إِبْرَاهِیمَ وَ لُوطاً مَعَهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمَا مِنْ بِلَادِهِمْ إِلَی الشَّامِ فَخَرَجَ إِبْرَاهِیمُ وَ مَعَهُ لُوطٌ لَا یُفَارِقُهُ وَ سَارَةُ وَ قَالَ لَهُمْ إِنِّی ذاهِبٌ إِلی‏ رَبِّی سَیَهْدِینِ یَعْنِی بَیْتَ الْمَقْدِسِ فَتَحَمَّلَ إِبْرَاهِیمُ ع بِمَاشِیَتِهِ وَ مَالِهِ وَ عَمِلَ تَابُوتاً وَ جَعَلَ فِیهِ سَارَةَ وَ شَدَّ عَلَیْهَا الْأَغْلَاقَ غَیْرَةً مِنْهُ عَلَیْهَا وَ مَضَی حَتَّی خَرَجَ مِنْ سُلْطَانِ نُمْرُودَ وَ صَارَ إِلَی سُلْطَانِ رَجُلٍ مِنَ الْقِبْطِ یُقَالُ لَهُ عَرَارَةُ فَمَرَّ بِعَاشِرٍ لَهُ فَاعْتَرَضَهُ الْعَاشِرُ لِیَعْشُرَ مَا مَعَهُ فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی الْعَاشِرِ وَ مَعَهُ التَّابُوتُ قَالَ الْعَاشِرُ لِإِبْرَاهِیمَ ع افْتَحْ هَذَا التَّابُوتَ حَتَّی نَعْشُرَ مَا فِیهِ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع قُلْ مَا شِئْتَ فِیهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ حَتَّی نُعْطِیَ عُشْرَهُ وَ لَا نَفْتَحَهُ قَالَ فَأَبَی الْعَاشِرُ إِلَّا فَتْحَهُ قَالَ وَ غَضِبَ إِبْرَاهِیمَ ع عَلَی فَتْحِهِ فَلَمَّا بَدَتْ لَهُ سَارَةُ وَ کَانَتْ مَوْصُوفَةً بِالْحُسْنِ وَ الْجَمَالِ قَالَ لَهُ الْعَاشِرُ مَا هَذِهِ الْمَرْأَةُ مِنْکَ قَالَ إِبْرَاهِیمُ ع هِیَ حُرْمَتِی وَ ابْنَةُ خَالَتِی فَقَالَ لَهُ الْعَاشِرُ فَمَا دَعَاکَ إِلَی أَنْ خَبَیْتَهَا فِی هَذَا التَّابُوتِ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع الْغَیْرَةُ عَلَیْهَا أَنْ یَرَاهَا أَحَدٌ

الکافی ج : 8 ص : 372
فَقَالَ لَهُ الْعَاشِرُ لَسْتُ أَدَعُکَ تَبْرَحُ حَتَّی أُعْلِمَ الْمَلِکَ حَالَهَا وَ حَالَکَ قَالَ فَبَعَثَ رَسُولًا إِلَی الْمَلِکِ فَأَعْلَمَهُ فَبَعَثَ الْمَلِکُ رَسُولًا مِنْ قِبَلِهِ لِیَأْتُوهُ بِالتَّابُوتِ فَأَتَوْا لِیَذْهَبُوا بِهِ فَقَالَ لَهُمْ إِبْرَاهِیمُ ع إِنِّی لَسْتُ أُفَارِقُ التَّابُوتَ حَتَّی تُفَارِقَ رُوحِی جَسَدِی فَأَخْبَرُوا الْمَلِکَ بِذَلِکَ فَأَرْسَلَ الْمَلِکُ أَنِ احْمِلُوهُ وَ التَّابُوتَ مَعَهُ فَحَمَلُوا إِبْرَاهِیمَ ع و التَّابُوتَ وَ جَمِیعَ مَا کَانَ مَعَهُ حَتَّی أُدْخِلَ عَلَی الْمَلِکِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ افْتَحِ التَّابُوتَ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع أَیُّهَا الْمَلِکُ إِنَّ فِیهِ حُرْمَتِی وَ ابْنَةَ خَالَتِی وَ أَنَا مُفْتَدٍ فَتْحَهُ بِجَمِیعِ مَا مَعِی قَالَ فَغَضِبَ الْمَلِکُ إِبْرَاهِیمَ عَلَی فَتْحِهِ فَلَمَّا رَأَی سَارَةَ لَمْ یَمْلِکْ حِلْمُهُ سَفَهَهُ أَنْ مَدَّ یَدَهُ إِلَیْهَا فَأَعْرَضَ إِبْرَاهِیمُ ع بِوَجْهِهِ عَنْهَا وَ عَنْهُ غَیْرَةً مِنْهُ وَ قَالَ اللَّهُمَّ احْبِسْ یَدَهُ عَنْ حُرْمَتِی وَ ابْنَةِ خَالَتِی فَلَمْ تَصِلْ یَدُهُ إِلَیْهَا وَ لَمْ تَرْجِعْ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ إِنَّ إِلَهَکَ هُوَ الَّذِی فَعَلَ بِی هَذَا فَقَالَ لَهُ نَعَمْ إِنَّ إِلَهِی غَیُورٌ یَکْرَهُ الْحَرَامَ وَ هُوَ الَّذِی حَالَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ مَا أَرَدْتَ مِنَ الْحَرَامِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ فَادْعُ إِلَهَکَ یَرُدَّ عَلَیَّ یَدِی فَإِنْ أَجَابَکَ فَلَمْ أَعْرِضْ لَهَا فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع إِلَهِی رُدَّ عَلَیْهِ یَدَهُ لِیَکُفَّ عَنْ حُرْمَتِی قَالَ فَرَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ یَدَهُ فَأَقْبَلَ الْمَلِکُ نَحْوَهَا بِبَصَرِهِ ثُمَّ أَعَادَ بِیَدِهِ نَحْوَهَا فَأَعْرَضَ إِبْرَاهِیمُ ع عَنْهُ بِوَجْهِهِ غَیْرَةً مِنْهُ وَ قَالَ اللَّهُمَّ احْبِسْ یَدَهُ عَنْهَا قَالَ فَیَبِسَتْ یَدُهُ وَ لَمْ تَصِلْ إِلَیْهَا فَقَالَ الْمَلِکُ لِإِبْرَاهِیمَ ع إِنَّ إِلَهَکَ لَغَیُورٌ وَ إِنَّکَ لَغَیُورٌ فَادْعُ إِلَهَکَ یَرُدَّ عَلَیَّ یَدِی فَإِنَّهُ إِنْ فَعَلَ لَمْ أَعُدْ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع أَسْأَلُهُ ذَلِکَ عَلَی أَنَّکَ إِنْ عُدْتَ لَمْ تَسْأَلْنِی أَنْ أَسْأَلَهُ فَقَالَ الْمَلِکُ نَعَمْ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع اللَّهُمَّ إِنْ کَانَ صَادِقاً فَرُدَّ عَلَیْهِ یَدَهُ فَرَجَعَتْ إِلَیْهِ یَدُهُ فَلَمَّا رَأَی ذَلِکَ الْمَلِکُ مِنَ الْغَیْرَةِ مَا رَأَی وَ رَأَی الْ‏آیَةَ فِی یَدِهِ عَظَّمَ إِبْرَاهِیمَ ع وَ هَابَهُ وَ أَکْرَمَهُ وَ اتَّقَاهُ وَ قَالَ لَهُ قَدْ أَمِنْتَ مِنْ أَنْ أَعْرِضَ لَهَا أَوْ لِشَیْ‏ءٍ مِمَّا مَعَکَ فَانْطَلِقْ حَیْثُ شِئْتَ وَ لَکِنْ لِی إِلَیْکَ حَاجَةٌ فَقَالَ إِبْرَاهِیمُ ع مَا هِیَ فَقَالَ لَهُ أُحِبُّ أَنْ تَأْذَنَ لِی أَنْ أُخْدِمَهَا قِبْطِیَّةً عِنْدِی جَمِیلَةً عَاقِلَةً تَکُونُ لَهَا خَادِماً قَالَ فَأَذِنَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع فَدَعَا بِهَا فَوَهَبَهَا لِسَارَةَ وَ هِیَ هَاجَرُ أُمُّ إِسْمَاعِیلَ ع فَسَارَ إِبْرَاهِیمُ ع بِجَمِیعِ مَا مَعَهُ وَ خَرَجَ الْمَلِکُ مَعَهُ یَمْشِی خَلْفَ إِبْرَاهِیمَ ع إِعْظَاماً لِإِبْرَاهِیمَ ع وَ هَیْبَةً لَهُ فَأَوْحَی اللَّهُ تَبَارَکَ وَ
الکافی ج : 8 ص : 373
تَعَالَی إِلَی إِبْرَاهِیمَ أَنْ قِفْ وَ لَا تَمْشِ قُدَّامَ الْجَبَّارِ الْمُتَسَلِّطِ وَ یَمْشِی هُوَ خَلْفَکَ وَ لَکِنِ اجْعَلْهُ أَمَامَکَ وَ امْشِ وَ عَظِّمْهُ وَ هَبْهُ فَإِنَّهُ مُسَلَّطٌ وَ لَا بُدَّ مِنْ إِمْرَةٍ فِی الْأَرْضِ بَرَّةٍ أَوْ فَاجِرَةٍ فَوَقَفَ إِبْرَاهِیمُ ع وَ قَالَ لِلْمَلِکِ امْضِ فَإِنَّ إِلَهِی أَوْحَی إِلَیَّ السَّاعَةَ أَنْ أُعَظِّمَکَ وَ أَهَابَکَ وَ أَنْ أُقَدِّمَکَ أَمَامِی وَ أَمْشِیَ خَلْفَکَ إِجْلَالًا لَکَ فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ أَوْحَی إِلَیْکَ بِهَذَا فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِیمُ ع نَعَمْ فَقَالَ لَهُ الْمَلِکُ أَشْهَدُ إِنَّ إِلَهَکَ لَرَفِیقٌ حَلِیمٌ کَرِیمٌ وَ إِنَّکَ تُرَغِّبُنِی فِی دِینِکَ قَالَ وَ وَدَّعَهُ الْمَلِکُ فَسَارَ إِبْرَاهِیمُ ع حَتَّی نَزَلَ بِأَعْلَی الشَّامَاتِ وَ خَلَّفَ لُوطاً ع فِی أَدْنَی الشَّامَاتِ ثُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِیمَ ع لَمَّا أَبْطَأَ عَلَیْهِ الْوَلَدُ قَالَ لِسَارَةَ لَوْ شِئْتِ لَبِعْتِنِی هَاجَرَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنَا مِنْهَا وَلَداً فَیَکُونَ لَنَا خَلَفاً فَابْتَاعَ إِبْرَاهِیمُ ع هَاجَرَ مِنْ سَارَةَ فَوَقَعَ عَلَیْهَا فَوَلَدَتْ إِسْمَاعِیلَ ع
561- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ جَمِیعاً عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَ لَا تَنْهَی هَذَیْنِ الرَّجُلَیْنِ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَقَالَ مَنْ هَذَا الرَّجُلِ وَ مَنْ هَذَیْنِ الرَّجُلَیْنِ قُلْتُ أَ لَا تَنْهَی حُجْرَ بْنَ زَائِدَةَ وَ عَامِرَ بْنَ جُذَاعَةَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ یَا یُونُسُ قَدْ سَأَلْتُهُمَا أَنْ یَکُفَّا عَنْهُ فَلَمْ یَفْعَلَا فَدَعَوْتُهُمَا وَ سَأَلْتُهُمَا
الکافی ج : 8 ص : 374
وَ کَتَبْتُ إِلَیْهِمَا وَ جَعَلْتُهُ حَاجَتِی إِلَیْهِمَا فَلَمْ یَکُفَّا عَنْهُ فَلَا غَفَرَ اللَّهُ لَهُمَا فَوَ اللَّهِ لَکُثَیِّرُ عَزَّةَ أَصْدَقُ فِی مَوَدَّتِهِ مِنْهُمَا فِیمَا یَنْتَحِلَانِ مِنْ مَوَدَّتِی حَیْثُ یَقُولُ
أَ لَا زَعَمَتْ بِالْغَیْبِ أَلَّا أُحِبَّهَا إِذَا أَنَا لَمْ یُکْرَمْ عَلَیَّ کَرِیمُهَا
أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ أَحَبَّانِی لَأَحَبَّا مَنْ أُحِبُّ
562- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنِ الْقَاسِمِ شَرِیکِ الْمُفَضَّلِ وَ کَانَ رَجُلَ صِدْقٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ حَلَقٌ فِی الْمَسْجِدِ یَشْهَرُونَّا وَ یَشْهَرُونَ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِکَ لَیْسُوا مِنَّا وَ لَا نَحْنُ مِنْهُمْ أَنْطَلِقُ فَأُوَارِی وَ أَسْتُرُ فَیَهْتِکُونَ سِتْرِی هَتَکَ اللَّهُ سُتُورَهُمْ یَقُولُونَ إِمَامٌ أَمَا وَ اللَّهِ مَا أَنَا بِإِمَامٍ إِلَّا لِمَنْ أَطَاعَنِی فَأَمَّا مَنْ عَصَانِی فَلَسْتُ لَهُ بِإِمَامٍ لِمَ یَتَعَلَّقُونَ بِاسْمِی أَ لَا یَکُفُّونَ اسْمِی مِنْ أَفْوَاهِهِمْ فَوَ اللَّهِ لَا یَجْمَعُنِی اللَّهُ وَ إِیَّاهُمْ فِی دَارٍ

الکافی ج : 8 ص : 375
563- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنْ ذَرِیحٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ لَمَّا خَرَجَتْ قُرَیْشٌ إِلَی بَدْرٍ وَ أَخْرَجُوا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَعَهُمْ خَرَجَ طَالِبُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ فَنَزَلَ رُجَّازُهُمْ وَ هُمْ یَرْتَجِزُونَ وَ نَزَلَ طَالِبُ بْنُ أَبِی طَالِبٍ یَرْتَجِزُ وَ یَقُولُ
یَا رَبِّ إِمَّا یَغْزُوُنَّ بِطَالِبٍ فِی مِقْنَبٍ مِنْ هَذِهِ الْمَقَانِبِ‏فِی مِقْنَبِ الْمُغَالِبِ الْمُحَارِبِ بِجَعْلِهِ الْمَسْلُوبَ غَیْرَ السَّالِبِ‏وَ جَعْلِهِ الْمَغْلُوبَ غَیْرَ الْغَالِبِ‏
فَقَالَ قُرَیْشٌ إِنَّ هَذَا لَیَغْلِبُنَا فَرَدُّوهُ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ کَانَ أَسْلَمَ
564- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکِنْدِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ
الکافی ج : 8 ص : 376
عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ جَاءَتْ فَاطِمَةُ ع إِلَی سَارِیَةٍ فِی الْمَسْجِدِ وَ هِیَ تَقُولُ وَ تُخَاطِبُ النَّبِیَّ ص قَدْ کَانَ بَعْدَکَ أَنْبَاءٌ وَ هَنْبَثَةٌ لَوْ کُنْتَ شَاهِدَهَا لَمْ یَکْثُرِ الْخَطْبُ إِنَّا فَقَدْنَاکَ فَقْدَ الْأَرْضِ وَابِلَهَا وَ اخْتَلَّ قَوْمُکَ فَاشْهَدْهُمْ وَ لَا تَغِبُ
565- أَبَانٌ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ بَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ ص فِی الْمَسْجِدِ إِذْ خُفِضَ لَهُ کُلُّ رَفِیعٍ وَ رُفِعَ لَهُ کُلُّ خَفِیضٍ حَتَّی نَظَرَ إِلَی جَعْفَرٍ ع یُقَاتِلُ الْکُفَّارَ قَالَ فَقُتِلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص قُتِلَ جَعْفَرٌ وَ أَخَذَهُ الْمَغْصُ فِی بَطْنِهِ
566- حُمَیْدُ بْنُ زِیَادٍ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّهْقَانِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الطَّاطَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ بَیَّاعِ السَّابِرِیِّ عَنْ عَجْلَانَ أَبِی صَالِحٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ قَتَلَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ع بِیَدِهِ یَوْمَ حُنَیْنٍ أَرْبَعِینَ
567- أَبَانٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ أَتَی جَبْرَئِیلُ ع رَسُولَ اللَّهِ ص بِالْبُرَاقِ أَصْغَرَ مِنَ الْبَغْلِ وَ أَکْبَرَ مِنَ الْحِمَارِ مُضْطَرِبَ الْأُذُنَیْنِ عَیْنَیْهِ فِی حَافِرِهِ وَ خُطَاهُ مَدَّ بَصَرِهِ وَ إِذَا انْتَهَی إِلَی جَبَلٍ قَصُرَتْ یَدَاهُ وَ طَالَتْ رِجْلَاهُ فَإِذَا هَبَطَ طَالَتْ یَدَاهُ وَ قَصُرَتْ رِجْلَاهُ أَهْدَبَ الْعُرْفِ الْأَیْمَنِ لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ خَلْفِهِ

الکافی ج : 8 ص : 377
568- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ فَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع کَیْفَ تَقْرَأُ وَ عَلَی الثَّلاثَةِ الَّذِینَ خُلِّفُوا قَالَ لَوْ کَانَ خُلِّفُوا لَکَانُوا فِی حَالِ طَاعَةٍ وَ لَکِنَّهُمْ خَالَفُوا عُثْمَانُ وَ صَاحِبَاهُ أَمَا وَ اللَّهِ مَا سَمِعُوا صَوْتَ حَافِرٍ وَ لَا قَعْقَعَةَ حَجَرٍ إِلَّا قَالُوا أُتِینَا فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِمُ الْخَوْفَ حَتَّی أَصْبَحُوا
569- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ
الکافی ج : 8 ص : 378
عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع قَالَ تَلَوْتُ التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ فَقَالَ لَا اقْرَأِ التَّائِبِینَ الْعَابِدِینَ إِلَی آخِرِهَا فَسُئِلَ عَنِ الْعِلَّةِ فِی ذَلِکَ فَقَالَ اشْتَرَی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ التَّائِبِینَ الْعَابِدِینَ
570- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُبَارَکِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ هَکَذَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَقَدْ جَاءَنَا رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِنَا عَزِیزٌ عَلَیْهِ مَا عَنِتْنَا حَرِیصٌ عَلَیْنَا بِالْمُؤْمِنِینَ رَءُوفٌ رَحِیمٌ
571- مُحَمَّدٌ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الرِّضَا ع فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَکِینَتَهُ عَلَی رَسُولِهِ وَ أَیَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا قُلْتُ هَکَذَا قَالَ هَکَذَا نَقْرَؤُهَا وَ هَکَذَا تَنْزِیلُهَا
572- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ وَ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ یَحْیَی الْحَلَبِیِّ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ سُوَیْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ فِی هَذِهِ الْ‏آیَةِ فَلَعَلَّکَ تارِکٌ بَعْضَ ما یُوحی‏ إِلَیْکَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُکَ أَنْ یَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَیْهِ کَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَکٌ فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص لَمَّا نَزَلَ قُدَیْدَ قَالَ لِعَلِیٍّ ع یَا عَلِیُّ إِنِّی سَأَلْتُ رَبِّی أَنْ یُوَالِیَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ فَفَعَلَ وَ سَأَلْتُ رَبِّی أَنْ یُوَاخِیَ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ فَفَعَلَ وَ سَأَلْتُ رَبِّی أَنْ یَجْعَلَکَ وَصِیِّی فَفَعَلَ فَقَالَ رَجُلَانِ مِنْ قُرَیْشٍ وَ اللَّهِ لَصَاعٌ مِنْ تَمْرٍ فِی شَنٍّ بَالٍ أَحَبُّ إِلَیْنَا مِمَّا سَأَلَ مُحَمَّدٌ رَبَّهُ فَهَلَّا سَأَلَ رَبَّهُ مَلَکاً یَعْضُدُهُ عَلَی عَدُوِّهِ أَوْ کَنْزاً یَسْتَغْنِی بِهِ عَنْ فَاقَتِهِ وَ اللَّهِ مَا دَعَاهُ
الکافی ج : 8 ص : 379
إِلَی حَقٍّ وَ لَا بَاطِلٍ إِلَّا أَجَابَهُ إِلَیْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی فَلَعَلَّکَ تارِکٌ بَعْضَ ما یُوحی‏ إِلَیْکَ وَ ضائِقٌ بِهِ صَدْرُکَ إِلَی آخِرِ الْ‏آیَةِ
573- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَوْ شاءَ رَبُّکَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ فَقَالَ کَانُوا أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِیِّینَ لِیَتَّخِذَ عَلَیْهِمُ الْحُجَّةَ
574- عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ یَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِیها حُسْناً قَالَ مَنْ تَوَلَّی الْأَوْصِیَاءَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اتَّبَعَ آثَارَهُمْ فَذَاکَ یَزِیدُهُ وَلَایَةَ مَنْ مَضَی مِنَ النَّبِیِّینَ وَ الْمُؤْمِنِینَ الْأَوَّلِینَ حَتَّی تَصِلَ وَلَایَتُهُمْ إِلَی آدَمَ ع وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَیْرٌ مِنْها یُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْ ما سَأَلْتُکُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَکُمْ یَقُولُ أَجْرُ الْمَوَدَّةِ الَّذِی لَمْ أَسْأَلْکُمْ غَیْرَهُ فَهُوَ لَکُمْ تَهْتَدُونَ بِهِ وَ تَنْجُونَ مِنْ عَذَابِ یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ قَالَ لِأَعْدَاءِ اللَّهِ أَوْلِیَاءِ الشَّیْطَانِ أَهْلِ التَّکْذِیبِ وَ الْإِنْکَارِ قُلْ ما أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ مِنْ أَجْرٍ وَ ما أَنَا مِنَ الْمُتَکَلِّفِینَ یَقُولُ مُتَکَلِّفاً أَنْ أَسْأَلَکُمْ مَا لَسْتُمْ بِأَهْلِهِ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ عِنْدَ ذَلِکَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أَ مَا یَکْفِی مُحَمَّداً أَنْ یَکُونَ قَهَرَنَا عِشْرِینَ سَنَةً حَتَّی یُرِیدُ أَنْ یُحَمِّلَ أَهْلَ بَیْتِهِ عَلَی رِقَابِنَا فَقَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا وَ مَا هُوَ إِلَّا شَیْ‏ءٌ یَتَقَوَّلُهُ یُرِیدُ أَنْ یَرْفَعَ أَهْلَ بَیْتِهِ عَلَی رِقَابِنَا وَ لَئِنْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ أَوْ مَاتَ لَنَنْزِعَنَّهَا مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ ثُمَّ لَا نُعِیدُهَا فِیهِمْ أَبَداً وَ أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُعْلِمَ نَبِیَّهُ ص الَّذِی أَخْفَوْا فِی صُدُورِهِمْ وَ أَسَرُّوا بِهِ فَقَالَ فِی کِتَابُ‏هِ عَزَّ وَ جَلَّ أَمْ یَقُولُونَ افْتَری‏ عَلَی اللَّهِ کَذِباً فَإِنْ یَشَإِ اللَّهُ یَخْتِمْ عَلی‏ قَلْبِکَ یَقُولُ لَوْ شِئْتُ حَبَسْتُ
الکافی ج : 8 ص : 380
عَنْکَ الْوَحْیَ فَلَمْ تَکَلَّمْ بِفَضْلِ أَهْلِ بَیْتِکَ وَ لَا بِمَوَدَّتِهِمْ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ وَ یُحِقُّ الْحَقَّ بِکَلِماتِهِ یَقُولُ الْحَقُّ لِأَهْلِ بَیْتِکَ الْوَلَایَةُ إِنَّهُ عَلِیمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ وَ یَقُولُ بِمَا أَلْقَوْهُ فِی صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ لِأَهْلِ بَیْتِکَ وَ الظُّلْمِ بَعْدَکَ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَسَرُّوا النَّجْوَی الَّذِینَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُکُمْ أَ فَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ وَ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ النَّجْمِ إِذا هَوی‏ قَالَ أُقْسِمُ بِقَبْضِ مُحَمَّدٍ إِذَا قُبِضَ ما ضَلَّ صاحِبُکُمْ بِتَفْضِیلِهِ أَهْلَ بَیْتِهِ وَ ما غَوی‏ وَ ما یَنْطِقُ عَنِ الْهَوی‏ یَقُولُ مَا یَتَکَلَّمُ بِفَضْلِ أَهْلِ بَیْتِهِ بِهَوَاهُ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْیٌ یُوحی‏ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِمُحَمَّدٍ ص قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِی ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِیَ الْأَمْرُ بَیْنِی وَ بَیْنَکُمْ قَالَ لَوْ أَنِّی أُمِرْتُ أَنْ أُعْلِمَکُمُ الَّذِی أَخْفَیْتُمْ فِی صُدُورِکِمْ مِنِ اسْتِعْجَالِکُمْ بِمَوْتِی لِتَظْلِمُوا أَهْلَ بَیْتِی مِنْ بَعْدِی فَکَانَ مَثَلُکُمْ کَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ کَمَثَلِ الَّذِی اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ یَقُولُ أَضَاءَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ مُحَمَّدٍ کَمَا تُضِی‏ءُ الشَّمْسُ فَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلَ مُحَمَّدٍ ص الشَّمْسَ وَ مَثَلَ الْوَصِیِّ الْقَمَرَ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً وَ قَوْلُهُ وَ آیَةٌ لَهُمُ اللَّیْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَ تَرَکَهُمْ فِی ظُلُماتٍ لا یُبْصِرُونَ یَعْنِی قُبِضَ مُحَمَّدٌ ص وَ ظَهَرَتِ الظُّلْمَةُ فَلَمْ یُبْصِرُوا فَضْلَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَی الْهُدی‏ لا یَسْمَعُوا وَ تَراهُمْ یَنْظُرُونَ إِلَیْکَ وَ هُمْ لا یُبْصِرُونَ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص وَضَعَ الْعِلْمَ الَّذِی کَانَ عِنْدَهُ عِنْدَ الْوَصِیِّ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ یَقُولُ أَنَا هَادِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ الْعِلْمِ الَّذِی أَعْطَیْتُهُ وَ هُوَ نُورِیَ الَّذِی یُهْتَدَی بِهِ مَثَلُ الْمِشْکَاةِ فِیهَا الْمِصْبَاحُ فَالْمِشْکَاةُ قَلْبُ مُحَمَّدٍ ص وَ

الکافی ج : 8 ص : 381
الْمِصْبَاحُ النُّورُ الَّذِی فِیهِ الْعِلْمُ وَ قَوْلُهُ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ یَقُولُ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَقْبِضَکَ فَاجْعَلِ الَّذِی عِنْدَکَ عِنْدَ الْوَصِیِّ کَمَا یُجْعَلُ الْمِصْبَاحُ فِی الزُّجَاجَةِ کَأَنَّها کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ فَأَعْلَمَهُمْ فَضْلَ الْوَصِیِّ یُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَکَةٍ فَأَصْلُ الشَّجَرَةِ الْمُبَارَکَةِ إِبْرَاهِیمُ ع وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَکاتُهُ عَلَیْکُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ إِنَّهُ حَمِیدٌ مَجِیدٌ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی‏ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ ذُرِّیَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ لا شَرْقِیَّةٍ وَ لا غَرْبِیَّةٍ یَقُولُ لَسْتُمْ بِیَهُودٍ فَتُصَلُّوا قِبَلَ الْمَغْرِبِ وَ لَا نَصَارَی فَتُصَلُّوا قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ أَنْتُمْ عَلَی مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ ع وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ ما کانَ إِبْراهِیمُ یَهُودِیًّا وَ لا نَصْرانِیًّا وَ لکِنْ کانَ حَنِیفاً مُسْلِماً وَ ما کانَ مِنَ الْمُشْرِکِینَ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَکادُ زَیْتُها یُضِی‏ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلی‏ نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ یَقُولُ مَثَلُ أَوْلَادِکُمُ الَّذِینَ یُولَدُونَ مِنْکُمْ کَمَثَلِ الزَّیْتِ الَّذِی یُعْصَرُ مِنَ الزَّیْتُونِ یَکادُ زَیْتُها یُضِی‏ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلی‏ نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ یَقُولُ یَکَادُونَ أَنْ یَتَکَلَّمُوا بِالنُّبُوَّةِ وَ لَوْ لَمْ یُنْزَلْ عَلَیْهِمْ مَلَکٌ
575- أَبُو عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَنُرِیهِمْ آیاتِنا فِی الْ‏آفاقِ وَ فِی أَنْفُسِهِمْ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ قَالَ یُرِیهِمْ فِی أَنْفُسِهِمُ الْمَسْخَ وَ یُرِیهِمْ فِی الْ‏آفَاقِ انْتِقَاضَ الْ‏آفَاقِ عَلَیْهِمْ فَیَرَوْنَ قُدْرَةَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی أَنْفُسِهِمْ وَ فِی الْ‏آفَاقِ قُلْتُ لَهُ حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ قَالَ خُرُوجُ الْقَائِمِ هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَرَاهُ الْخَلْقُ لَا بُدَّ مِنْهُ
576- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی وَ الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَمْرِو بْنِ کَیْسَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ع کَمِ الرِّبَاطُ عِنْدَکُمْ قُلْتُ أَرْبَعُونَ قَالَ لَکِنْ رِبَاطُنَا
الکافی ج : 8 ص : 382
رِبَاطُ الدَّهْرِ وَ مَنِ ارْتَبَطَ فِینَا دَابَّةً کَانَ لَهُ وَزْنُهَا وَ وَزْنُ وَزْنِهَا مَا کَانَتْ عِنْدَهُ وَ مَنِ ارْتَبَطَ فِینَا سِلَاحاً کَانَ لَهُ وَزْنُهُ مَا کَانَ عِنْدَهُ لَا تَجْزَعُوا مِنْ مَرَّةٍ وَ لَا مِنْ مَرَّتَیْنِ وَ لَا مِنْ ثَلَاثٍ وَ لَا مِنْ أَرْبَعٍ فَإِنَّمَا مَثَلُنَا وَ مَثَلُکُمْ مَثَلُ نَبِیٍّ کَانَ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ أَنِ ادْعُ قَوْمَکَ لِلْقِتَالِ فَإِنِّی سَأَنْصُرُکَ فَجَمَعَهُمْ مِنْ رُءُوسِ الْجِبَالِ وَ مِنْ غَیْرِ ذَلِکَ ثُمَّ تَوَجَّهَ بِهِمْ فَمَا ضَرَبُوا بِسَیْفٍ وَ لَا طَعَنُوا بِرُمْحٍ حَتَّی انْهَزَمُوا ثُمَّ أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ أَنِ ادْعُ قَوْمَکَ إِلَی الْقِتَالِ فَإِنِّی سَأَنْصُرُکَ فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ تَوَجَّهَ بِهِمْ فَمَا ضَرَبُوا بِسَیْفٍ وَ لَا طَعَنُوا بِرُمْحٍ حَتَّی انْهَزَمُوا ثُمَّ أَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ أَنِ ادْعُ قَوْمَکَ إِلَی الْقِتَالِ فَإِنِّی سَأَنْصُرُکَ فَدَعَاهُمْ فَقَالُوا وَعَدْتَنَا النَّصْرَ فَمَا نُصِرْنَا فَأَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَیْهِ إِمَّا أَنْ یَخْتَارُوا الْقِتَالَ أَوِ النَّارَ فَقَالَ یَا رَبِّ الْقِتَالُ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنَ النَّارِ فَدَعَاهُمْ فَأَجَابَهُ مِنْهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ فَتَوَجَّهَ بِهِمْ فَمَا ضَرَبُوا بِسَیْفٍ وَ لَا طَعَنُوا بِرُمْحٍ حَتَّی فَتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمْ
577- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ وَ النَّوْفَلِیِّ وَ غَیْرِهِمَا یَرْفَعُونَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا یَتَدَاوَی مِنَ الزُّکَامِ وَ یَقُولُ مَا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَ بِهِ عِرْقٌ مِنَ الْجُذَامِ فَإِذَا أَصَابَهُ الزُّکَامُ قَمَعَهُ
578- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الزُّکَامُ جُنْدٌ مِنْ جُنُودِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَبْعَثُهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی الدَّاءِ فَیُزِیلُهُ
579- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ بِإِسْنَادِهِ رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ وُلْدِ آدَمَ إِلَّا وَ فِیهِ عِرْقَانِ عِرْقٌ فِی رَأْسِهِ یُهَیِّجُ الْجُذَامَ وَ عِرْقٌ فِی بَدَنِهِ یُهَیِّجُ الْبَرَصَ فَإِذَا هَاجَ الْعِرْقُ الَّذِی فِی الرَّأْسِ سَلَّطَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهِ الزُّکَامَ حَتَّی یَسِیلَ مَا فِیهِ مِنَ الدَّاءِ وَ إِذَا هَاجَ الْعِرْقُ الَّذِی فِی
الکافی ج : 8 ص : 383
الْجَسَدِ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ الدَّمَامِیلَ حَتَّی یَسِیلَ مَا فِیهِ مِنَ الدَّاءِ فَإِذَا رَأَی أَحَدُکُمْ بِهِ زُکَاماً وَ دَمَامِیلَ فَلْیَحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی الْعَافِیَةِ وَ قَالَ الزُّکَامُ فُضُولٌ فِی الرَّأْسِ
580- مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ رَجُلٍ قَالَ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع وَ هُوَ یَشْتَکِی عَیْنَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَیْنَ أَنْتَ عَنْ هَذِهِ الْأَجْزَاءِ الثَّلَاثَةِ الصَّبِرِ وَ الْکَافُورِ وَ الْمُرِّ فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِکَ فَذَهَبَتْ عَنْهُ
581- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ جَمِیلِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ لَنَا فَتَاةً کَانَتْ تَرَی الْکَوْکَبَ مِثْلَ الْجَرَّةِ قَالَ نَعَمْ وَ تَرَاهُ مِثْلَ الْحُبِّ قُلْتُ إِنَّ بَصَرَهَا ضَعُفَ فَقَالَ اکْحُلْهَا بِالصَّبِرِ وَ الْمُرِّ وَ الْکَافُورِ أَجْزَاءً سَوَاءً فَکَحَلْنَاهَا بِهِ فَنَفَعَهَا
582- عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَیْضِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ یَعْنِی أَبَا الدَّوَانِیقِ فَجَاءَتْهُ خَرِیطَةٌ فَحَلَّهَا وَ نَظَرَ فِیهَا فَأَخْرَجَ مِنْهَا شَیْئاً فَقَالَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ تَدْرِی مَا هَذَا قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ هَذَا شَیْ‏ءٌ یُؤْتَی بِهِ مِنْ خَلْفِ إِفْرِیقِیَةَ مِنْ طَنْجَةَ أَوْ طُبْنَةَ شَکَّ مُحَمَّدٌ قُلْتُ مَا هُوَ قَالَ جَبَلٌ هُنَاکَ یَقْطُرُ مِنْهُ فِی السَّنَةِ قَطَرَاتٌ فَتَجْمُدُ وَ هُوَ جَیِّدٌ لِلْبَیَاضِ یَکُونُ فِی الْعَیْنِ یُکْتَحَلُ بِهَذَا فَیَذْهَبُ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قُلْتُ نَعَمْ أَعْرِفُهُ وَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُکَ بِاسْمِهِ وَ حَالِهِ قَالَ فَلَمْ یَسْأَلْنِی عَنِ اسْمِهِ قَالَ وَ مَا حَالُهُ فَقُلْتُ هَذَا جَبَلٌ کَانَ عَلَیْهِ نَبِیٌّ مِنْ أَنْبِیَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ هَارِباً مِنْ قَوْمِهِ یَعْبُدُ اللَّهَ عَلَیْهِ فَعَلِمَ بِهِ قَوْمُهُ فَقَتَلُوهُ فَهُوَ یَبْکِی عَلَی ذَلِکَ النَّبِیِّ ع وَ هَذِهِ الْقَطَرَاتُ مِنْ بُکَائِهِ وَ لَهُ مِنَ الْجَانِبِ الْ‏آخَرِ عَیْنٌ تَنْبُعُ مِنْ ذَلِکَ الْمَاءِ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ لَا یُوصَلُ إِلَی تِلْکَ الْعَیْنِ
583- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سُلَیْمٍ مَوْلَی عَلِیِّ بْنِ
الکافی ج : 8 ص : 384
یَقْطِینٍ أَنَّهُ کَانَ یَلْقَی مِنْ رَمَدِ عَیْنَیْهِ أَذًی قَالَ فَکَتَبَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ ع ابْتِدَاءً مِنْ عِنْدِهِ مَا یَمْنَعُکَ مِنْ کُحْلِ أَبِی جَعْفَرٍ ع جُزْءُ کَافُورٍ رَبَاحِیٍّ وَ جُزْءُ صَبِرٍ أُصْقُوطْرَی یُدَقَّانِ جَمِیعاً وَ یُنْخَلَانِ بِحَرِیرَةٍ یُکْتَحَلُ مِنْهُ مِثْلَ مَا یُکْتَحَلُ مِنَ الْإِثْمِدِ الْکَحْلَةُ فِی الشَّهْرِ تَحْدُرُ کُلَّ دَاءٍ فِی الرَّأْسِ وَ تُخْرِجُهُ مِنَ الْبَدَنِ قَالَ فَکَانَ یَکْتَحِلُ بِهِ فَمَا اشْتَکَی عَیْنَیْهِ حَتَّی مَاتَ