تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 5
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

بَابُ تَفْسِیرِ مَا یَحِلُّ مِنَ النِّکَاحِ وَ مَا یَحْرُمُ وَ الْفَرْقِ بَیْنَ النِّکَاحِ وَ السِّفَاحِ وَ الزِّنَی وَ هُوَ مِنْ کَلَامِ یُونُسَ

1- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَرَّارٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ یُونُسَ قَالَ کُلُّ زِنًی سِفَاحٌ وَ لَیْسَ کُلُّ سِفَاحٍ زِنًی لِأَنَّ مَعْنَی الزِّنَی فِعْلُ حَرَامٍ مِنْ کُلِّ جِهَةٍ لَیْسَ فِیهِ شَیْ‏ءٌ مِنْ وُجُوهِ الْحَلَالِ فَلَمَّا کَانَ هَذَا الْفِعْلُ بِکُلِّیَّتِهِ حَرَاماً مِنْ کُلِّ وَجْهٍ کَانَتْ تِلْکَ الْعِلَّةُ رَأْسَ کُلِّ فَاحِشَةٍ وَ رَأْسَ کُلِّ حَرَامٍ حَرَّمَهُ اللَّهُ مِنَ الْفُرُوجِ کُلِّهَا وَ إِنْ کَانَ قَدْ یَکُونُ فِعْلُ الزِّنَی عَنْ تَرَاضٍ مِنَ الْعِبَادِ وَ أَجْرٍ مُسَمًّی وَ مُؤَاتَاةٍ مِنْهُمْ عَلَی ذَلِکَ الْفِعْلِ فَلَیْسَ ذَلِکَ التَّرَاضِی مِنْهُمْ إِذَا تَرَاضَوْا عَلَیْهِ مِنْ إِعْطَاءِ الْأَجْرِ مِنَ الْمُؤَاتَاةِ عَلَی الْمُوَاقَعَةِ حَلَالًا وَ أَنْ یَکُونَ ذَلِکَ الْفِعْلُ مِنْهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ رِضًا أَوْ أَمَرَهُمْ بِهِ فَلَمَّا کَانَ هَذَا الْفِعْلُ غَیْرَ مَأْمُورٍ بِهِ مِنْ کُلِّ جِهَةٍ کَانَ حَرَاماً کُلُّهُ وَ کَانَ اسْمُهُ زِنًی مُحْصَناً لِأَنَّهُ مَعْصِیَةٌ مِنْ کُلِّ جِهَةٍ مَعْرُوفٌ ذَلِکَ عِنْدَ جَمِیعِ الْفِرَقِ وَ الْمِلَلِ إِنَّهُ عِنْدَهُمْ حَرَامٌ مُحَرَّمٌ غَیْرُ مَأْمُورٍ بِهِ وَ نَظِیرُ ذَلِکَ الْخَمْرُ بِعَیْنِهَا إِنَّهَا رَأْسُ کُلِّ مُسْکِرٍ وَ إِنَّهَا إِنَّمَا صَارَتْ خَالِصَةً خَمْراً لِأَنَّهَا انْقَلَبَتْ مِنْ جَوْهَرِهَا بِلَا مِزَاجٍ مِنْ غَیْرِهَا صَارَتْ خَمْراً وَ صَارَتْ رَأْسَ کُلِّ مُسْکِرٍ مِنْ غَیْرِهَا وَ لَیْسَ سَائِرُ الْأَشْرِبَةِ کَذَلِکَ لِأَنَّ کُلَّ جِنْسٍ مِنَ الْأَشْرِبَةِ الْمُسْکِرَةِ فَمَشُوبَةٌ مَمْزُوجٌ الْحَلَالُ بِالْحَرَامِ وَ مُسْتَخْرَجٌ مِنْهَا الْحَرَامُ نَظِیرُهُ الْمَاءُ الْحَلَالُ الْمَمْزُوجُ بِالتَّمْرِ الْحَلَالِ وَ الزَّبِیبِ وَ الْحِنْطَةِ وَ الشَّعِیرِ وَ غَیْرِ ذَلِکَ الَّذِی یَخْرُجُ مِنْ بَیْنِهَا شَرَابٌ حَرَامٌ وَ لَیْسَ الْمَاءُ الَّذِی حَرَّمَهُ اللَّهُ وَ لَا التَّمْرُ وَ لَا الزَّبِیبُ وَ غَیْرُ ذَلِکَ إِنَّمَا حَرَّمَهُ انْقِلَابُهُ عِنْدَ امْتِزَاجِ کُلِّ وَاحِدٍ بِخِلَافِهِ حَتَّی غَلَی وَ انْقَلَبَ وَ الْخَمْرُ غَلَتْ بِنَفْسِهَا لَا بِخِلَافِهَا فَاشْتَرَکَ جَمِیعُ الْمُسْکِرِ فِی اسْمِ الْخَمْرِ وَ کَذَلِکَ شَارَکَ السِّفَاحَ الزِّنَی فِی مَعْنَی السِّفَاحِ وَ لَمْ یُشَارِکِ السِّفَاحُ فِی مَعْنَی الزِّنَی أَنَّهُ زِنًی وَ لَا فِی اسْمِهِ فَأَمَّا مَعْنَی السِّفَاحِ الَّذِی هُوَ غَیْرُ الزِّنَی وَ هُوَ مُسْتَحِقٌّ لِاسْمِ السِّفَاحِ وَ مَعْنَاهُ فَالَّذِی هُوَ مِنْ وَجْهِ النِّکَاحِ مَشُوبٌ بِالْحَرَامِ وَ إِنَّمَا صَارَ سِفَاحاً لِأَنَّهُ نِکَاحٌ حَرَامٌ مَنْسُوبٌ إِلَی الْحَلَالِ
الکافی ج : 5 ص : 571
وَ هُوَ مِنْ وَجْهِ الْحَرَامِ فَلَمَّا کَانَ وَجْهٌ مِنْهُ حَلَالًا وَ وَجْهٌ حَرَاماً کَانَ اسْمُهُ سِفَاحاً لِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَیْهِ نِکَاحُ تَزْوِیجٍ إِلَّا أَنَّهُ مَشُوبٌ ذَلِکَ التَّزْوِیجُ بِوَجْهٍ مِنْ وُجُوهِ الْحَرَامِ غَیْرُ خَالِصٍ فِی مَعْنَی الْحَرَامِ بِالْکُلِّ وَ لَا خَالِصٌ فِی وَجْهِ الْحَلَالِ بِالْکُلِّ أَمَّا أَنْ یَکُونَ الْفِعْلُ مِنْ وَجْهِ الْفَسَادِ وَ الْقَصْدِ إِلَی غَیْرِ مَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِیهِ مِنْ وَجْهِ التَّأْوِیلِ وَ الْخَطَإِ وَ الِاسْتِحْلَالِ بِجِهَةِ التَّأْوِیلِ وَ التَّقْلِیدِ نَظِیرُ الَّذِی یَتَزَوَّجُ ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ الَّتِی ذَکَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی کِتَابِهِ تَحْرِیمَهَا فِی الْقُرْآنِ مِنَ الْأُمَّهَاتِ وَ الْبَنَاتِ إِلَی آخِرِ الْ‏آیَةِ کُلُّ ذَلِکَ حَلَالٌ فِی جِهَةِ التَّزْوِیجِ حَرَامٌ مِنْ جِهَةِ مَا نَهَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ وَ کَذَلِکَ الَّذِی یَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ فِی عِدَّتِهَا مُسْتَحِلًّا لِذَلِکَ فَیَکُونُ تَزْوِیجُهُ ذَلِکَ سِفَاحاً مِنْ وَجْهَیْنِ مِنْ وَجْهِ الِاسْتِحْلَالِ وَ مِنْ وَجْهِ التَّزْوِیجِ فِی الْعِدَّةِ إِلَّا أَنْ یَکُونَ جَاهِلًا غَیْرَ مُتَعَمِّدٍ لِذَلِکَ وَ نَظِیرُ الَّذِی یَتَزَوَّجُ الْحُبْلَی مُتَعَمِّداً بِعِلْمٍ وَ الَّذِی یَتَزَوَّجُ الْمُحْصَنَةَ الَّتِی لَهَا زَوْجٌ بِعِلْمٍ وَ الَّذِی یَنْکِحُ الْمَمْلُوکَةَ مِنَ الْفَیْ‏ءِ قَبْلَ الْمَقْسَمِ وَ الَّذِی یَنْکِحُ الْیَهُودِیَّةَ وَ النَّصْرَانِیَّةَ وَ الْمَجُوسِیَّةَ وَ عَبَدَةَ الْأَوْثَانِ عَلَی الْمُسْلِمَةِ الْحُرَّةِ وَ الَّذِی یَقْدِرُ عَلَی الْمُسْلِمَةِ فَیَتَزَوَّجُ الْیَهُودِیَّةَ أَوْ غَیْرَهَا مِنْ أَهْلِ الْمِلَلِ تَزْوِیجاً دَائِماً بِمِیرَاثٍ وَ الَّذِی یَتَزَوَّجُ الْأَمَةَ عَلَی الْحُرَّةِ وَ الَّذِی یَتَزَوَّجُ الْأَمَةَ بِغَیْرِ إِذْنِ مَوَالِیهَا وَ الْمَمْلُوکُ یَتَزَوَّجُ أَکْثَرَ مِنْ حُرَّتَیْنِ وَ الْمَمْلُوکُ یَکُونُ عِنْدَهُ أَکْثَرُ مِنْ أَرْبَعِ إِمَاءٍ تَزْوِیجاً صَحِیحاً وَ الَّذِی یَتَزَوَّجُ أَکْثَرَ مِنْ أَرْبَعِ حَرَائِرَ وَ الَّذِی لَهُ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ فَیُطَلِّقُ وَاحِدَةً تَطْلِیقَةً وَاحِدَةً بَائِنَةً ثُمَّ یَتَزَوَّجُ قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِیَ عِدَّةُ الْمُطَلَّقَةِ مِنْهُ وَ الَّذِی یَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ الْمُطَلَّقَةَ مِنَ بَعْدِ تِسْعِ تَطْلِیقَاتٍ بِتَحْلِیلٍ مِنْ أَزْوَاجٍ وَ هِیَ لَا تَحِلُّ لَهُ أَبَداً وَ الَّذِی یَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ الْمُطَلَّقَةَ بِغَیْرِ وَجْهِ الطَّلَاقِ الَّذِی أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ فِی کِتَابِهِ وَ الَّذِی یَتَزَوَّجُ وَ هُوَ مُحْرِمٌ فَهَؤُلَاءِ کُلُّهُمْ تَزْوِیجُهُمْ مِنْ جِهَةِ التَّزْوِیجِ حَلَالٌ حَرَامٌ فَاسِدٌ مِنَ الْوَجْهِ الْ‏آخَرِ لِأَنَّهُ لَمْ یَکُنْ یَنْبَغِی لَهُ أَنْ یَتَزَوَّجَ إِلَّا مِنَ الْوَجْهِ الَّذِی أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَلِذَلِکَ صَارَ سِفَاحاً مَرْدُوداً ذَلِکَ کُلُّهُ غَیْرُ جَائِزٍ الْمُقَامُ عَلَیْهِ وَ لَا ثَابِتٍ لَهُمُ التَّزْوِیجُ بَلْ یُفَرِّقُ الْإِمَامُ بَیْنَهُمْ وَ لَا یَکُونُ نِکَاحُهُمْ زِنًی وَ لَا أَوْلَادُهُمْ مِنْ
الکافی ج : 5 ص : 572
هَذَا الْوَجْهِ أَوْلَادَ زِنًی وَ مَنْ قَذَفَ الْمَوْلُودَ مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِینَ وُلِدُوا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ جُلِدَ الْحَدَّ لِأَنَّهُ مَوْلُودٌ بِتَزْوِیجِ رِشْدَةٍ وَ إِنْ کَانَ مُفْسِداً لَهُ بِجِهَةٍ مِنَ الْجِهَاتِ الْمُحَرَّمَةِ وَ الْوَلَدُ مَنْسُوبٌ إِلَی الْأَبِ مَوْلُودٌ بِتَزْوِیجِ رِشْدَةٍ عَلَی نِکَاحِ مِلَّةٍ مِنَ الْمِلَلِ خَارِجٌ مِنْ حَدِّ الزِّنَا وَ لَکِنَّهُ مُعَاقَبٌ عُقُوبَةَ الْفِرْقَةِ وَ الرُّجُوعِ إِلَی الِاسْتِئْنَافِ بِمَا یَحِلُّ وَ یَجُوزُ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ إِنَّهُ مِنْ أَوْلَادِ السِّفَاحِ عَلَی صِحَّةِ مَعْنَی السِّفَاحِ لَمْ یَأْثَمْ إِلَّا أَنْ یَکُونَ یَعْنِی أَنَّ مَعْنَی السِّفَاحِ هُوَ الزِّنَا وَ وَجْهٌ آخَرُ مِنْ وُجُوهِ السِّفَاحِ مَنْ أَتَی امْرَأَتَهُ وَ هِیَ مُحْرِمَةٌ أَوْ أَتَاهَا وَ هِیَ صَائِمَةٌ أَوْ أَتَاهَا وَ هِیَ فِی دَمِ حَیْضِهَا أَوْ أَتَاهَا فِی حَالِ صَلَاتِهَا وَ کَذَلِکَ الَّذِی یَأْتِی الْمَمْلُوکَةَ قَبْلَ أَنْ یُوَاجِهَ صَاحِبَهَا وَ الَّذِی یَأْتِی الْمَمْلُوکَةَ وَ هِیَ حُبْلَی مِنْ غَیْرِهِ وَ الَّذِی یَأْتِی الْمَمْلُوکَةَ تُسْبَی عَلَی غَیْرِ وَجْهِ السِّبَاءِ وَ تُسْبَی وَ لَیْسَ لَهُمْ أَنْ یُسْبَوْا وَ مَنْ تَزَوَّجَ یَهُودِیَّةً أَوْ نَصْرَانِیَّةً أَوْ عَابِدَةَ وَثَنٍ وَ کَانَ التَّزْوِیجُ فِی مِلَّتِهِمْ تَزْوِیجاً صَحِیحاً إِلَّا أَنَّهُ شَابَ ذَلِکَ فَسَادٌ بِالتَّوَجُّهِ إِلَی آلِهَتِهِمُ اللَّاتِی بِتَحْلِیلِهِمُ اسْتَحَلُّوا التَّزْوِیجَ فَکُلُّ هَؤُلَاءِ أَبْنَاؤُهُمْ أَبْنَاءُ سِفَاحٍ إِلَّا أَنَّ ذَلِکَ هُوَ أَهْوَنُ مِنَ الصِّنْفِ الْأَوَّلِ وَ إِنَّمَا إِتْیَانُ هَؤُلَاءِ السِّفَاحِ إِمَّا مِنْ فَسَادِ التَّوَجُّهِ إِلَی غَیْرِ اللَّهِ تَعَالَی أَوْ فَسَادِ بَعْضِ هَذِهِ الْجِهَاتِ وَ إِتْیَانُهُنَّ حَلَالٌ وَ لَکِنْ مُحَرَّفٌ مِنْ حَدِّ الْحَلَالِ وَ سِفَاحٌ فِی وَقْتِ الْفِعْلِ بِلَا زِنًی وَ لَا یُفَرَّقُ بَیْنَهُمَا إِذَا دَخَلَا فِی الْإِسْلَامِ وَ لَا إِعَادَةَ اسْتِحْلَالٍ جَدِیدٍ وَ کَذَلِکَ الَّذِی یَتَزَوَّجُ بِغَیْرِ مَهْرٍ فَتَزْوِیجُهُ جَائِزٌ لَا إِعَادَةَ عَلَیْهِ وَ لَا یُفَرَّقُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ امْرَأَتِهِ وَ هُمَا عَلَی تَزْوِیجِهِمَا الْأَوَّلِ إِلَّا أَنَّ الْإِسْلَامَ یَقْرُبُ مِنْ کُلِّ خَیْرٍ وَ مِنْ کُلِّ حَقٍّ وَ لَا یَبْعُدُ مِنْهُ وَ کَمَا جَازَ أَنْ یَعُودَ إِلَی أَهْلِهِ بِلَا تَزْوِیجٍ جَدِیدٍ أَکْثَرَ مِنَ الرُّجُوعِ إِلَی الْإِسْلَامِ فَکُلُّ هَؤُلَاءِ ابْتِدَاءُ نِکَاحِهِمْ نِکَاحٌ صَحِیحٌ فِی مِلَّتِهِمْ وَ إِنْ کَانَ إِتْیَانُهُنَّ فِی تِلْکَ الْأَوْقَاتِ حَرَاماً لِلْعِلَلِ الَّتِی وَصَفْنَاهَا وَ الْمَوْلُودُ مِنْ هَذِهِ الْجِهَاتِ أَوْلَادُ رِشْدَةٍ لَا أَوْلَادُ زِنًی وَ أَوْلَادُهُمْ أَطْهَرُ مِنْ أَوْلَادِ الصِّنْفِ الْأَوَّلِ مِنْ أَهْلِ السِّفَاحِ وَ مَنْ قَذَفَ مِنْ هَؤُلَاءِ فَقَدْ أَوْجَبَ عَلَی نَفْسِهِ حَدَّ الْمُفْتَرِی لِعِلَّةِ التَّزْوِیجِ الَّذِی کَانَ وَ إِنْ کَانَ مَشُوباً بِشَیْ‏ءٍ مِنَ السِّفَاحِ الْخَفِیِّ مِنْ أَیِّ مِلَّةٍ کَانَ أَوْ فِی أَیِّ دِینٍ کَانَ إِذَا کَانَ نِکَاحُهُمْ تَزْوِیجاً فَعَلَی الْقَاذِفِ لَهُمْ مِنَ الْحَدِّ مِثْلُ الْقَاذِفِ لِلْمُتَزَوِّجِ فِی الْإِسْلَامِ تَزْوِیجاً صَحِیحاً لَا فَرْقَ بَیْنَهُمَا فِی الْحَدِّ وَ إِنَّمَا الْحَدُّ لِعِلَّةِ التَّزْوِیجِ لَا لِعِلَّةِ الْکُفْرِ وَ الْإِیمَانِ
الکافی ج : 5 ص : 573
وَ أَمَّا وَجْهُ النِّکَاحِ الصَّحِیحِ السَّلِیمِ الْبَرِی‏ءِ مِنَ الزِّنَا وَ السِّفَاحِ هُوَ الَّذِی غَیْرُ مَشُوبٍ بِشَیْ‏ءٍ مِنْ وُجُوهِ الْحَرَامِ أَوْ وُجُوهِ الْفَسَادِ فَهُوَ النِّکَاحُ الَّذِی أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ عَلَی حَدِّ مَا أَمَرَ اللَّهُ أَنْ یُسْتَحَلَّ بِهِ الْفَرْجُ التَّزْوِیجِ وَ التَّرَاضِی عَلَی مَا تَرَاضَوْا عَلَیْهِ مِنَ الْمَهْرِ الْمَعْرُوفِ الْمَفْرُوضِ وَ التَّسْمِیَةِ لِلْمَهْرِ وَ الْفِعْلِ فَذَلِکَ نِکَاحٌ حَلَالٌ غَیْرُ سِفَاحٍ وَ لَا مَشُوبٍ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ الَّتِی ذَکَرْنَا الْمُفْسِدَاتِ لِلنِّکَاحِ وَ هُوَ خَالِصٌ مُخَلَّصٌ مُطَهَّرٌ مُبَرَّأٌ مِنَ الْأَدْنَاسِ وَ هُوَ الَّذِی أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ وَ الَّذِی تَنَاکَحَتْ عَلَیْهِ أَنْبِیَاءُ اللَّهِ وَ حُجَجُهُ وَ صَالِحُ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَتْبَاعِهِمْ وَ أَمَّا الَّذِی یَتَزَوَّجُ مِنْ مَالٍ غَصَبَهُ وَ یَشْتَرِی مِنْهُ جَارِیَةً أَوْ مِنْ مَالِ سَرِقَةٍ أَوْ خِیَانَةٍ أَوْ کَذِبٍ فِیهِ أَوْ مِنْ کَسْبٍ حَرَامٍ بِوَجْهٍ مِنَ الْحَرَامِ فَتَزَوَّجَ مِنْ ذَلِکَ الْمَالِ تَزْوِیجاً مِنْ جِهَةِ مَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ فَتَزْوِیجُهُ حَلَالٌ وَ وَلَدُهُ وَلَدُ حَلَالٍ غَیْرُ زَانٍ وَ لَا سِفَاحٍ وَ ذَلِکَ أَنَّ الْحَرَامَ فِی هَذَا الْوَجْهِ فِعْلُهُ الْأَوَّلُ بِمَا فَعَلَ فِی وَجْهِ الِاکْتِسَابِ الَّذِی اکْتَسَبَهُ مِنْ غَیْرِ وَجْهٍ وَ فِعْلُهُ فِی وَجْهِ الْإِنْفَاقِ فِعْلٌ یَجُوزُ الْإِنْفَاقُ فِیهِ وَ ذَلِکَ أَنَّ الْإِنْسَانَ إِنَّمَا یَکُونُ مَحْمُوداً أَوْ مَذْمُوماً عَلَی فِعْلِهِ وَ تَقَلُّبِهِ لَا عَلَی جَوْهَرِ الدِّرْهَمِ أَوْ جَوْهَرِ الْفَرْجِ وَ الْحَلَالُ حَلَالٌ فِی نَفْسِهِ وَ الْحَرَامُ حَرَامٌ فِی نَفْسِهِ أَیِ الْفِعْلُ لَا الْجَوْهَرُ لَا یُفْسِدُ الْحَرَامُ الْحَلَالَ وَ التَّزْوِیجُ مِنْ هَذِهِ الْوُجُوهِ کُلِّهَا حَلَالٌ مُحَلَّلٌ وَ نَظِیرُ ذَلِکَ نَظِیرُ رَجُلٍ سَرَقَ دِرْهَماً فَتَصَدَّقَ بِهِ فَفِعْلُهُ سَرِقَةٌ حَرَامٌ وَ فِعْلُهُ فِی الصَّدَقَةِ حَلَالٌ لِأَنَّهُمَا فِعْلَانِ مُخْتَلِفَانِ لَا یُفْسِدُ أَحَدُهُمَا الْ‏آخَرَ إِلَّا أَنَّهُ غَیْرُ مَقْبُولٍ فِعْلُهُ ذَلِکَ الْحَلَالُ لِعِلَّةِ مُقَامِهِ عَلَی الْحَرَامِ حَتَّی یَتُوبَ وَ یَرْجِعَ فَیَکُونُ مَحْسُوباً لَهُ فِعْلُهُ فِی الصَّدَقَةِ وَ کَذَلِکَ کُلُّ فِعْلٍ یَفْعَلُهُ الْمُؤْمِنُ وَ الْکَافِرُ مِنْ أَفَاعِیلِ الْبِرِّ أَوِ الْفَسَادِ فَهُوَ مَوْقُوفٌ لَهُ حَتَّی یُخْتَمَ لَهُ عَلَی أَیِّ الْأَمْرَیْنِ یَمُوتُ فَیَخْلُوا بِهِ فِعْلُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ کَانَ لِغَیْرِهِ إِنْ خَیْراً فَخَیْراً وَ إِنْ شَرّاً فَشَرّاً
الکافی ج : 5 ص : 574