تربیت
Tarbiat.Org

الکافی جلد 4
ابی‏جعفر محمد بن یعقوب کلینی مشهور به شیخ کلینی

تَرَاضَوْا بِقَضَاءِ مَنْ یَدْخُلُ مِنْ بَابُ بَنِی شَیْبَةَ فَطَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالُوا هَذَا الْأَمِینُ قَدْ جَاءَ فَحَکَّمُوهُ فَبَسَطَ رِدَاءَهُ وَ قَالَ بَعْضُهُمْ کِسَاءٌ طَارُونِیٌّ کَانَ لَهُ وَ وَضَعَ الْحَجَرَ فِیهِ ثُمَّ قَالَ یَأْتِی

مِنْ‏کُلِّ رَبْعٍ مِنْ قُرَیْشٍ رَجُلٌ فَکَانُوا عُتْبَةَ بْنَ رَبِیعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ وَ الْأَسْوَدَ بْنَ الْمُطَّلِبِ مِنْ بَنِی أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّی وَ أَبُو حُذَیْفَةَ بْنَ الْمُغِیرَةِ مِنْ بَنِی مَخْزُومٍ وَ قَیْسَ بْنَ عَدِیٍّ مِنْ بَنِی سَهْمٍ فَرَفَعُوهُ وَ وَضَعَهُ النَّبِیُّ ص فِی مَوْضِعِهِ وَ قَدْ کَانَ بَعَثَ مَلِکُ الرُّومِ بِسَفِینَةٍ فِیهَا سُقُوفٌ وَ آلَاتٌ وَ خَشَبٌ وَ قَوْمٌ مِنَ الْفَعَلَةِ إِلَی الْحَبَشَةِ لِیُبْنَی لَهُ هُنَاکَ بِیعَةٌ فَطَرَحَتْهَا الرِّیحُ إِلَی سَاحِلِ الشَّرِیعَةِ فَبُطِحَتْ فَبَلَغَ قُرَیْشاً خَبَرُهَا فَخَرَجُوا إِلَی السَّاحِلِ فَوَجَدُوا مَا یَصْلُحُ لِلْکَعْبَةِ مِنْ خَشَبٍ وَ زِینَةٍ وَ غَیْرِ ذَلِکَ فَابْتَاعُوهُ وَ صَارُوا بِهِ إِلَی مَکَّةَ فَوَافَقَ ذَرْعُ ذَلِکَ الْخَشَبِ الْبِنَاءَ مَا خَلَا الْحِجْرَ فَلَمَّا بَنَوْهَا کَسَوْهَا الْوَصَائِدَ وَ هِیَ الْأَرْدِیَةُ
5- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص سَاهَمَ قُرَیْشاً فِی بِنَاءِ الْبَیْتِ فَصَارَ لِرَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ بَابُ الْکَعْبَةِ إِلَی النِّصْفِ مَا بَیْنَ الرُّکْنِ الْیَمَانِیِّ إِلَی الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ
الکافی ج : 4 ص : 219
وَ فِی رِوَایَةٍ أُخْرَی کَانَ لِبَنِی هَاشِمٍ مِنَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ إِلَی الرُّکْنِ الشَّامِیِّ
6- عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ وَ غَیْرُهُ رَفَعُوهُ قَالَ کَانَ فِی الْکَعْبَةِ غَزَالَانِ مِنْ ذَهَبٍ وَ خَمْسَةُ أَسْیَافٍ فَلَمَّا غَلَبَتْ خُزَاعَةُ جُرْهُمَ عَلَی الْحَرَمِ أَلْقَتْ جُرْهُمُ الْأَسْیَافَ وَ الْغَزَالَیْنِ فِی بِئْرِ زَمْزَمَ وَ أَلْقَوْا فِیهَا الْحِجَارَةَ وَ طَمُّوهَا وَ عَمَّوْا أَثَرَهَا فَلَمَّا غَلَبَ قُصَیٌّ عَلَی خُزَاعَةَ لَمْ یَعْرِفُوا مَوْضِعَ زَمْزَمَ وَ عَمِیَ عَلَیْهِمْ مَوْضِعُهَا فَلَمَّا غَلَبَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَ کَانَ یُفْرَشُ لَهُ فِی فِنَاءِ الْکَعْبَةِ وَ لَمْ یَکُنْ یُفْرَشُ لِأَحَدٍ هُنَاکَ غَیْرَهُ فَبَیْنَمَا هُوَ نَائِمٌ فِی ظِلِّ الْکَعْبَةِ فَرَأَی فِی مَنَامِهِ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ احْفِرْ بَرَّةَ قَالَ وَ مَا بَرَّةُ ثُمَّ أَتَاهُ فِی الْیَوْمِ الثَّانِی فَقَالَ احْفِرْ طِیبَةَ ثُمَّ أَتَاهُ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ فَقَالَ احْفِرْ الْمَصُونَةَ قَالَ وَ مَا الْمَصُونَةُ ثُمَّ أَتَاهُ فِی الْیَوْمِ الرَّابِعِ فَقَالَ احْفِرْ زَمْزَمَ لَا تَنْزَحْ وَ لَا تَذُمَّ تَسْقِی الْحَجِیجَ الْأَعْظَمَ عِنْدَ الْغُرَابِ الْأَعْصَمِ عِنْدَ قَرْیَةِ النَّمْلِ وَ کَانَ عِنْدَ زَمْزَمَ حَجَرٌ یَخْرُجُ مِنْهُ النَّمْلُ فَیَقَعُ عَلَیْهِ الْغُرَابُ الْأَعْصَمُ فِی کُلِّ یَوْمٍ یَلْتَقِطُ النَّمْلَ فَلَمَّا رَأَی عَبْدُ الْمُطَّلِبِ هَذَا عَرَفَ مَوْضِعَ زَمْزَمَ فَقَالَ لِقُرَیْشٍ إِنِّی أُمِرْتُ فِی أَرْبَعِ لَیَالٍ فِی حَفْرِ زَمْزَمَ وَ هِیَ مَأْثُرَتُنَا وَ عِزُّنَا فَهَلُمُّوا نَحْفِرْهَا فَلَمْ یُجِیبُوهُ إِلَی ذَلِکَ فَأَقْبَلَ یَحْفِرُهَا هُوَ بِنَفْسِهِ وَ کَانَ لَهُ ابْنٌ وَاحِدٌ وَ هُوَ الْحَارِثُ وَ کَانَ یُعِینُهُ عَلَی الْحَفْرِ فَلَمَّا صَعُبَ ذَلِکَ عَلَیْهِ تَقَدَّمَ إِلَی بَابُ الْکَعْبَةِ ثُمَّ رَفَعَ یَدَیْهِ وَ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَذَرَ لَهُ إِنْ رَزَقَهُ عَشْرَ بَنِینَ أَنْ یَنْحَرَ أَحَبَّهُمْ إِلَیْهِ تَقَرُّباً إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَلَمَّا حَفَرَ وَ بَلَغَ الطَّوِیَّ طَوِیَّ إِسْمَاعِیلَ وَ عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ وَقَعَ عَلَی الْمَاءِ کَبَّرَ وَ
الکافی ج : 4 ص : 220
کَبَّرَتْ قُرَیْشٌ وَ قَالُوا یَا أَبَا الْحَارِثِ هَذِهِ مَأْثُرَتُنَا وَ لَنَا فِیهَا نَصِیبٌ قَالَ لَهُمْ لَمْ تُعِینُونِی عَلَی حَفْرِهَا هِیَ لِی وَ لِوُلْدِی إِلَی آخِرِ الْأَبَدِ
7- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِیمَ ع یَقُولُ لَمَّا احْتَفَرَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ زَمْزَمَ وَ انْتَهَی إِلَی قَعْرِهَا خَرَجَتْ عَلَیْهِ مِنْ إِحْدَی جَوَانِبِ الْبِئْرِ رَائِحَةٌ مُنْتِنَةٌ أَفْظَعَتْهُ فَأَبَی أَنْ یَنْثَنِیَ وَ خَرَجَ ابْنُهُ الْحَارِثُ عَنْهُ ثُمَّ حَفَرَ حَتَّی أَمْعَنَ فَوَجَدَ فِی قَعْرِهَا عَیْناً تَخْرُجُ عَلَیْهِ بِرَائِحَةِ الْمِسْکِ ثُمَّ احْتَفَرَ فَلَمْ یَحْفِرْ إِلَّا ذِرَاعاً حَتَّی تَجَلَّاهُ النَّوْمُ فَرَأَی رَجُلًا طَوِیلَ الْبَاعِ حَسَنَ الشَّعْرِ جَمِیلَ الْوَجْهِ جَیِّدَ الثَّوْبِ طَیِّبَ الرَّائِحَةِ وَ هُوَ یَقُولُ احْفِرْ تَغْنَمْ وَ جِدَّ تَسْلَمْ وَ لَا تَدَّخِرْهَا لِلْمَقْسَمِ الْأَسْیَافُ لِغَیْرِکَ وَ الْبِئْرُ لَکَ أَنْتَ أَعْظَمُ الْعَرَبِ قَدْراً وَ مِنْکَ یَخْرُجُ نَبِیُّهَا وَ وَلِیُّهَا وَ الْأَسْبَاطُ النُّجَبَاءُ الْحُکَمَاءُ الْعُلَمَاءُ الْبُصَرَاءُ وَ السُّیُوفُ لَهُمْ وَ لَیْسُوا الْیَوْمَ مِنْکَ وَ لَا لَکَ وَ لَکِنْ فِی الْقَرْنِ الثَّانِی مِنْکَ بِهِمْ یُنِیرُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَ یُخْرِجُ الشَّیَاطِینَ مِنْ أَقْطَارِهَا وَ یُذِلُّهَا فِی عِزِّهَا وَ یُهْلِکُهُا بَعْدَ قُوَّتِهَا وَ یُذِلُّ الْأَوْثَانَ وَ یَقْتُلُ عُبَّادَهَا حَیْثُ کَانُوا ثُمَّ یَبْقَی بَعْدَهُ نَسْلٌ مِنْ نَسْلِکَ هُوَ أَخُوهُ وَ وَزِیرُهُ وَ دُونَهُ فِی السِّنِّ وَ قَدْ کَانَ الْقَادِرُ عَلَی الْأَوْثَانِ لَا یَعْصِیهِ حَرْفاً وَ لَا یَکْتُمُهُ شَیْئاً وَ یُشَاوِرُهُ فِی کُلِّ أَمْرٍ هَجَمَ عَلَیْهِ وَ اسْتَعْیَا عَنْهَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَوَجَدَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ سَیْفاً مُسْنَدَةً إِلَی جَنْبِهِ فَأَخَذَهَا وَ أَرَادَ أَنْ یَبُثَّ فَقَالَ وَ کَیْفَ وَ لَمْ أَبْلُغِ الْمَاءَ ثُمَّ حَفَرَ فَلَمْ یَحْفِرْ شِبْراً حَتَّی بَدَا لَهُ قَرْنُ الْغَزَالِ وَ رَأْسُهُ فَاسْتَخْرَجَهُ وَ فِیهِ طُبِعَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ فُلَانٌ خَلِیفَةُ اللَّهِ فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ فُلَانٌ مَتَی کَانَ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ قَالَ لَمْ یَجِئْ بَعْدُ وَ لَا جَاءَ شَیْ‏ءٌ مِنْ أَشْرَاطِهِ فَخَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَ قَدِ اسْتَخْرَجَ الْمَاءَ وَ أَدْرَکَ وَ هُوَ یَصْعَدُ فَإِذَا أَسْوَدُ لَهُ ذَنَبٌ طَوِیلٌ یَسْبِقُهُ بِدَاراً إِلَی فَوْقُ فَضَرَبَهُ فَقَطَعَ أَکْثَرَ ذَنَبِهِ ثُمَّ طَلَبَهُ فَفَاتَهُ وَ فُلَانٌ
الکافی ج : 4 ص : 221
قَاتِلُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ مِنْ رَأْیِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ یُبْطِلَ الرُّؤْیَا الَّتِی رَآهَا فِی الْبِئْرِ وَ یَضْرِبَ السُّیُوفَ صَفَائِحَ الْبَیْتِ فَأَتَاهُ اللَّهُ بِالنَّوْمِ فَغَشِیَهُ وَ هُوَ فِی حِجْرِ الْکَعْبَةِ فَرَأَی ذَلِکَ الرَّجُلَ بِعَیْنِهِ وَ هُوَ یَقُولُ یَا شَیْبَةَ الْحَمْدِ احْمَدْ رَبَّکَ فَإِنَّهُ سَیَجْعَلُکَ لِسَانَ الْأَرْضِ وَ یَتْبَعُکَ قُرَیْشٌ خَوْفاً وَ رَهْبَةً وَ طَمَعاً ضَعِ السُّیُوفَ فِی مَوَاضِعِهَا وَ اسْتَیْقَظَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فَأَجَابَهُ أَنَّهُ یَأْتِینِی فِی النَّوْمِ فَإِنْ یَکُنْ مِنْ رَبِّی فَهُوَ أَحَبُّ إِلَیَّ وَ إِنْ یَکُنْ مِنْ شَیْطَانٍ فَأَظُنُّهُ مَقْطُوعَ الذَّنَبِ فَلَمْ یَرَ شَیْئاً وَ لَمْ یَسْمَعْ کَلَاماً فَلَمَّا أَنْ کَانَ اللَّیْلُ أَتَاهُ فِی مَنَامِهِ بِعِدَّةٍ مِنْ رِجَالٍ وَ صِبْیَانٍ فَقَالُوا لَهُ نَحْنُ أَتْبَاعُ وَلَدِکَ وَ نَحْنُ مِنْ سُکَّانِ السَّمَاءِ السَّادِسَةِ السُّیُوفُ لَیْسَتْ لَکَ تَزَوَّجْ فِی مَخْزُومٍ تَقْوَ وَ اضْرِبْ بَعْدُ فِی بُطُونِ الْعَرَبِ فَإِنْ لَمْ یَکُنْ مَعَکَ مَالٌ فَلَکَ حَسَبٌ فَادْفَعْ هَذِهِ الثَّلَاثَةَ عَشَرَ سَیْفاً إِلَی وَلَدِ الْمَخْزُومِیَّةِ وَ لَا یُبَانُ لَکَ أَکْثَرَ مِنْ هَذَا وَ سَیْفٌ لَکَ مِنْهَا وَاحِدٌ سَیَقَعُ مِنْ یَدِکَ فَلَا تَجِدُ لَهُ أَثَراً إِلَّا أَنْ یَسْتَجِنَّهُ جَبَلُ کَذَا وَ کَذَا فَیَکُونُ مِنْ أَشْرَاطِ قَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَیْهِمْ فَانْتَبَهَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَ انْطَلَقَ وَ السُّیُوفُ عَلَی رَقَبَتِهِ فَأَتَی نَاحِیَةً مِنْ نَوَاحِی مَکَّةَ فَفَقَدَ مِنْهَا سَیْفاً کَانَ أَرَقَّهَا عِنْدَهُ فَیَظْهَرُ مِنْ ثَمَّ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَمِراً وَ طَافَ بِهَا عَلَی رَقَبَتِهِ وَ الْغَزَالَیْنِ أَحَداً وَ عِشْرِینَ طَوَافاً وَ قُرَیْشٌ تَنْظُرُ إِلَیْهِ وَ هُوَ یَقُولُ اللَّهُمَّ صَدِّقْ وَعْدَکَ فَأَثْبِتْ لِی قَوْلِی وَ انْشُرْ ذِکْرِی وَ شُدَّ عَضُدِی وَ کَانَ هَذَا تَرْدَادَ کَلَامِهِ وَ مَا طَافَ حَوْلَ الْبَیْتِ بَعْدَ رُؤْیَاهُ فِی الْبِئْرِ بِبَیْتِ شِعْرٍ حَتَّی مَاتَ وَ لَکِنْ قَدِ ارْتَجَزَ عَلَی بَنِیهِ یَوْمَ أَرَادَ نَحْرَ عَبْدِ اللَّهِ فَدَفَعَ الْأَسْیَافَ جَمِیعَهَا إِلَی بَنِی الْمَخْزُومِیَّةِ إِلَی الزُّبَیْرِ وَ إِلَی أَبِی طَالِبٍ وَ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ فَصَارَ لِأَبِی طَالِبٍ مِنْ ذَلِکَ أَرْبَعَةُ أَسْیَافٍ سَیْفٌ لِأَبِی طَالِبٍ وَ سَیْفٌ لِعَلِیٍّ وَ سَیْفٌ لِجَعْفَرٍ وَ سَیْفٌ لِطَالِبٍ وَ کَانَ لِلزُّبَیْرِ سَیْفَانِ وَ کَانَ لِعَبْدِ اللَّهِ سَیْفَانِ ثُمَّ عَادَتْ فَصَارَتْ لِعَلِیٍّ الْأَرْبَعَةُ الْبَاقِیَةُ اثْنَیْنِ مِنْ فَاطِمَةَ وَاِثْنَیْنِ مِنْ أَوْلَادِهَا فَطَاحَ سَیْفُ جَعْفَرٍ
الکافی ج : 4 ص : 222
یَوْمَ أُصِیبَ فَلَمْ یُدْرَ فِی یَدِ مَنْ وَقَعَ حَتَّی السَّاعَةِ وَ نَحْنُ نَقُولُ لَا یَقَعُ سَیْفٌ مِنْ أَسْیَافِنَا فِی یَدِ غَیْرِنَا إِلَّا رَجُلٌ یُعِینُ بِهِ مَعَنَا إِلَّا صَارَ فَحْماً قَالَ وَ إِنَّ مِنْهَا لَوَاحِداً فِی نَاحِیَةٍ یَخْرُجُ کَمَا تَخْرُجُ الْحَیَّةُ فَیَبِینُ مِنْهُ ذِرَاعٌ وَ مَا یُشْبِهُهُ فَتَبْرُقُ لَهُ الْأَرْضُ مِرَاراً ثُمَّ یَغِیبُ فَإِذَا کَانَ اللَّیْلُ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِکَ فَهَذَا دَأْبُهُ حَتَّی یَجِی‏ءَ صَاحِبُهُ وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّیَ مَکَانَهُ لَسَمَّیْتُهُ وَ لَکِنْ أَخَافُ عَلَیْکُمْ مِنْ أَنْ أُسَمِّیَهُ فَتُسَمُّوهُ فَیُنْسَبَ إِلَی غَیْرِ مَا هُوَ عَلَیْهِ
8- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ صَاحِبِ الْأَنْمَاطِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ لَمَّا هَدَمَ الْحَجَّاجُ الْکَعْبَةَ فَرَّقَ النَّاسُ تُرَابَهَا فَلَمَّا صَارُوا إِلَی بِنَائِهَا فَأَرَادُوا أَنْ یَبْنُوهَا خَرَجَتْ عَلَیْهِمْ حَیَّةٌ فَمَنَعَتِ النَّاسَ الْبِنَاءَ حَتَّی هَرَبُوا فَأَتَوُا الْحَجَّاجَ فَأَخْبَرُوهُ فَخَافَ أَنْ یَکُونَ قَدْ مَنَعَ بِنَاءَهَا فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ ثُمَّ نَشَدَ النَّاسَ وَ قَالَ أَنْشُدُ اللَّهَ عَبْداً عِنْدَهُ مِمَّا ابْتُلِینَا بِهِ عِلْمٌ لَمَّا أَخْبَرَنَا بِهِ قَالَ فَقَامَ إِلَیْهِ شَیْخٌ فَقَالَ إِنْ یَکُنْ عِنْدَ أَحَدٍ عِلْمٌ فَعِنْدَ رَجُلٍ رَأَیْتُهُ جَاءَ إِلَی الْکَعْبَةِ فَأَخَذَ مِقْدَارَهَا ثُمَّ مَضَی فَقَالَ الْحَجَّاجُ مَنْ هُوَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع فَقَالَ مَعْدِنُ ذَلِکَ فَبَعَثَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ مَا کَانَ مِنْ مَنْعِ اللَّهِ إِیَّاهُ الْبِنَاءَ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع یَا حَجَّاجُ عَمَدْتَ إِلَی بِنَاءِ إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ فَأَلْقَیْتَهُ فِی الطَّرِیقِ وَ انْتَهَبْتَهُ کَأَنَّکَ تَرَی أَنَّهُ تُرَاثٌ لَکَ اصْعَدِ الْمِنْبَرَ وَ انْشُدِ النَّاسَ أَنْ لَا یَبْقَی أَحَدٌ مِنْهُمْ أَخَذَ مِنْهُ شَیْئاً إِلَّا رَدَّهُ قَالَ فَفَعَلَ فَأَنْشَدَ النَّاسَ أَنْ لَا یَبْقَی مِنْهُمْ أَحَدٌ عِنْدَهُ شَیْ‏ءٌ إِلَّا رَدَّهُ قَالَ فَرَدُّوهُ فَلَمَّا رَأَی جَمْعَ التُّرَابِ أَتَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا فَوَضَعَ الْأَسَاسَ وَ أَمَرَهُمْ أَنْ یَحْفِرُوا قَالَ فَتَغَیَّبَتْ عَنْهُمُ الْحَیَّةُ وَ حَفَرُوا حَتَّی انْتَهَوْا إِلَی مَوْضِعِ الْقَوَاعِدِ قَالَ لَهُمْ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع تَنَحَّوْا فَتَنَحَّوْا فَدَنَا مِنْهَا فَغَطَّاهَا بِثَوْبِهِ ثُمَّ بَکَی ثُمَّ غَطَّاهَا بِالتُّرَابِ بِیَدِ نَفْسِهِ ثُمَّ دَعَا الْفَعَلَةَ فَقَالَ ضَعُوا بِنَاءَکُمْ فَوَضَعُوا الْبِنَاءَ فَلَمَّا ارْتَفَعَتْ حِیطَانُهَا أَمَرَ بِالتُّرَابِ فَقُلِّبَ فَأُلْقِیَ فِی جَوْفِهِ فَلِذَلِکَ صَارَ الْبَیْتُ مُرْتَفِعاً یُصْعَدُ إِلَیْهِ بِالدَّرَجِ
الکافی ج : 4 ص : 223